ما زالت كبريات الشوارع في المدن الامريكية, ومنذ اكثر من اسبوع، تتلاطم ارصفتها وتغص احيانا بأمواج هتافات اليقظة الشبابية الطلابية، التي سقطت تحت غيبوبة الماكنة الاعلامية الصهيونية فيها منذ سنين، بعد ان نفض وعيها صرخات اطفال غزة.
لم يكن ان يتوقع احد يوماً ما! ان تدخل الامبراطورية الامريكية حالة الرعب هذه، وترتفع جهوزية قواتها الامنية لحالة الإنذار القصوى، وكيف لا! وموج طوفان الاقصى البشري جاء عاتٍ وقوي, قد اخترق عقول اكبر مدنها واشرك فيه اكثر من خمسين جامعة كبرى، منها في نيويورك وواشنطن وشيغاغو واخريات، ومازال في تمدد ليدخل قارة اوربا، حيث ركب طوفانها جامعات برطانيا وفرنسا، وقريبا جدا سيهز عروش الأعراب الخانعين تحت القبة الاعلامية الصهيونية، التي بدأت تتخرم في معقل الشيطان الاكبر “أمريكا”
إن الله سبحانه وتعالى جعل نصره في جنود قد لا نراهم ولا ندركهم، وبسلاح غير سلاحنا وقد تكون في ارذل خلقه، وخير مثال ذلك ما يحدث اليوم من تفجير لداخل دول الاستكبار العالمي، وهو من مكر الله عز وجل، قال تعالى في سورة الحشر( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار) الآية رقم2، والآية تدعو للاعتبار؟ شاهد كيف ان الله سبحانه، اوصل صيحات الأطفال وصرخات الثكالى، بجهاز وبرنامج هم صنعوه لنشر التفاهة والرذيلة والانحطاط” تيك توك”
الشعوب هي مصدر السلطات وصوتها أقوى من اي سلطة، هذا ما نعرفه في عالمنا الإسلامي المقاوم الرافض للذل، وهذا ما كان يصدره لنا العالم الغربي الذي يدعي الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير, وعلى اساس انه متبناه، ولكن طوفان الاقصى اظهر عكس ما يصفون وخلاف ما يبدون لنا ذلك، اليوم نشاهد النساء من الطلاب المنتفضين يسحلن بالشوارع، بدون رعاية لرقة خلقها، وخيام الشباب تحرق ويقتل بعضهم بالرصاص الحي، بأوامر من اللوبي الصهيوني الذي يتحكم بالدولة العميقة في القارة الامريكية.
إن محاولات تكميم افواه المنتفضين وقتل اصواتهم في صدورهم، لخطورتها على وجود الكيان الصهيوني المؤقت، إذ ان هذه الانتفاضة ستجبر بعض الشركات الكبرى من فك الارتباط بالكيان الصهيوني، وبالتالي ضعف الموارد المالية لإسرائيل، وتحول الرأي الطلابي إلى رأي قاري امريكي وعالمي، سيجبر الشيطان والكيان إلى التراجع عن جرائمه، وبالتالي الضعف ثم الانهيار الكامل للوجود المزعوم.
إن أكثر ما يخشاه العدو الصهيوني الغاصب اليوم، هو ان ينتهي مفعول المخدر الذي غرسوه في جسم بعض الشباب المسلم، وهو يقينا سينتهي وينهي وجود حراسهم الاعراب.