18 ديسمبر، 2024 11:27 م

طوفان الأقصى والاستراتيجية الأمريكية

طوفان الأقصى والاستراتيجية الأمريكية

الاستراتيجية الخطأ

بناء الاستراتيجيات على تنبؤات دينية ليس من واجب البشر فالله يفعل ما يريد ولا يحتاج أحد ليمهد له الطريق فيضل نفسه ويضر أهله، ومن الواضح أن نقاط الضعف في الاستراتيجية الأمريكية أظهرتها نهضة طوفان الأقصى.

الغرب بنى استراتيجيته أن الكيان الصهيوني هو القاعدة المستقرة أمام ناس يملكون النفط وهم يشترون صداقة الغرب ويعظمون فيه ولا يترك الغرب فرصة إلا ويغرس الخنجر في صدورهم، وهم صابرون وهذا امر يتطلب المراجعة.

أين الخلل:

هل الخلل في بناء المجتمع وهو يخرج من الاحتلال الغربي بطريق وأخرى على شعارات بانت واقعا استحالتها، وهل يدرك فعلا الحكام الذين تبنوها هذا أم انهم يعلمون مسبقا أنها لا يمكن أن تتحقق وإنما استخدمت لتحشيد وزعامة الجمهور بالأمنيات والعقل الجمعي وكان يمكن أن لا يبنى مجتمعا متمدنا على العداء والأفكار الطوباوية وإنما إقناع الغرب أن الدول النامية ممكن أن تكون شريكة في النهضة وتعظيم المال والأعمال والاقتصاد ككل، وعندما أحبطت الشعوب صرخت بصوت عالي ليخبرهم الغرب بالصرخة قبل أن تحدثفأصبح انطباع واهم عند الحكام أن الغرب يحميهم من شعوبهم، أم هو انطباع الغرب بان هؤلاء الناس استخدامهم وليس مشاركتهم هي الأفضل وهم مجبرين على قبولها بدون مزايدات لهذا تجد مصداقية الحكومات يفضحها الكيان قبل أن تظهر ليزيد الخوف والتباعد النفسي بين الشعب والحاكم وليظهر حرجهم بلا أقنعة ومجاملات.

إن الشعوب تريد دعم حكامها ولابد أن يتخلص الحكام من عقدة الخوف أن العدو في الداخل فهذا الداخل محتج فقط وليس عدوا.

الغرب يهمل الشعوب في المنطقة ولا يعتبرهم أكثر من فزّاعة لتبقي الحكام مستندين الى ركنهم، كذلك اعتبروا أن القضية الفلسطينية ماتت وأرسلوا البقرات لذبحها، لكنها انجرفت بطوفان الأقصى فظهر الشعر الأبيض على ظهورها، لذا فلا ينبغي أن يستبعد طوفان الشعوب ليس لإزالة حكامهم وإنما ليقولون نريدكم أقوياء لندعمكم، وان التطبيع ينبغي أن يكون بين الغرب ودول المنطقة التي فيها ومعها المصلحة الحقيقية ولا تمثل إن تصالحت مع أهلها عبئا أو تكلف الغرب بل ترفد اقتصادا مشتركا وصناعات تكاملية وعلاقات استراتيجية مع شرعية بلا تكلفة أما ترك كيان بات ثقيلا وسيظهر لاحقا ما ارتكبه بايدن وحكومته من مشاركة في جرائم ضد الإنسانية في غزة شاء أم أبى والشعب الأمريكي الحر أول الشهود على ذلك عندما رفض التنازل عن حرية التعبير وامتهان حقوقه من اجل الكيان.

تحذير وبيان

هذا تحذير وتنبيه لأمريكا والغرب انهم يخاطرون عند دعمهم للكيان بمصالحهم وان وقوفهم في هذه الحرب بشكل مشارك في قتل الفلسطينيين سيسجل عليهم وهم كما حساباتهم في المقاومة خطأ فان حساباتهم بإهمال رد فعل الشعوب خطأ وان دعمهم لكيان طفيلي لا يعيش إلا باستنزاف دم مصالح الغرب في المنطقة وبناء جدار عزل نفسي مع الغرب وتعظيم معاداة الغربوتشجيع الكراهية للغرب بين شعوب المنطقة ليقولون للغرب نحن فقط وبهذا الوضع البائس من يمثلكم حتى ولو كنا محض قراد يلتصق بدرّة واضرع البقرة التي هي انتم ونريد مشاركتكم في منافع دول المنطقة، ولا بد من إبعاد الغرب وكرهه لشعوب المنطقة، لعمري امر يحتاج نظر، وان بناء علاقات استراتيجية واندماجية مع الحكومات الواعدة في الديمقراطية والنهضة كشريك ناجح هو الأفضل بدل الكلام الفوقي وفرض السياسات التي تدركها تلك الدول بشكل أوضح من منطلقات الكراهية والاستصغار.

مواقف لابد أن يعيها الغرب:

إن الكيان الذي يدخل الغرب في رحلة تبديد المصالح ونفرة الحلفاء من سلوكية سيئة واستكبار مقيت بصبر الحليم والذي يسد المواقف بتصور الغرب وأن ما يفعله العرب هو إرغام واستسلام وليس خطبا لشراكة بسلام ورغبة في التعاون.

جرب الغرب أن الطاقة من غير السعودية لا تتوازن، وهل سيتوازن المال والأعمال بلا الإمارات، وهل ستتوازن السياسة والمفاوضات المستحيلة بلا إبداع سياسي قطر، وهذه دول صغيرة كبيرة أعمالها وهي تستحضر الأمل بالسلام والنهضة فما بالكم ببقية البلاد إن استقرت، بينما دعم الغرب للكيان على خرافات ثيوقراطية أو قاعدة ثبت فشلها أمام فصيل بنيف ألف، وشعب محاصر منذ ما يقارب العقدين لا يتنفس ولا يأكل إلا بالإشارة ثبتت هشاشته وتكلفته ومدى تأثيره على الداخل والعلاقات الخارجية.

إن استقرار منطقتنا ينبغي أن يكون هدفا ليس بتغليب كيان طفيلي على المنطقة يسبب القلق بل بدعم الإصلاحات والشراكة مع دول المنطقة المنتجة للخام والتي ممكن أن تكون حاوية للمشاريع المشتركة والصناعات وبكلفة قليلة لأنها مصدر الطاقة عندها سنجد بلادا غير البلاد وأفكارا بلا كراهية المغلوب المظلوم، ونجد التحول الى الصداقة والمشاركة في بناء المدنية، بدل أن تبعدهم ملامح الاستكبار فيتجهون ليكونوا مع قطب آخر وهذه خسارة للقطبين وللمنطقة في تحطيم امل السلام والاقتصاد والتوازن العالمي الذي هو دول المنطقة السليمة المعافاة المليئة بالموارد الطبيعية والموارد البشرية والهمة عند السلام وإحياء الأمل.