في ظل عملية الهدنة الحالية “رباعية الأيام”، بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، نريد ان نسأل أسئلة مهمة ضمن رغبتنا في تعزيز حالة الوعي والبصيرة عند شعبنا العربي في كل مكان، وايضا لتحريك ذهنية النقد والتفكير والتحليل، بعيدا عن العواطف والاثارات الاندفاعية الخارجة عن واقعية الحياة والقوانين الموضوعية لطبيعة الحركة.
فلنسأل أنفسنا؟ هل تستحق عملية طوفان الأقصى؟ وما حدث فيها من “انتصار عسكري”؟ هل يستحق هذا الانتصار في تلك المعركة الهجومية كل ما تبعها من “انتقام” قام به الكيان الصهيوني مدعوما من دول حلف الناتو وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية؟ مع كل ما تحركت به هذه الدول وذلك الحلف وهم راضيين ومؤيدين ومساندين لذبح المدنيين الفلسطينيين وسعادتهم لتفجير الأطفال والنساء والرجال في القصف العشوائي المتواصل ضد المنازل والعمارات السكنية والمدارس والمستشفيات؟ والذي استمر على طول خمسين يوما ولم يصيب حسب معلوماتي “عسكري واحد” من المقاومة الفلسطينية، ولا حتى نقطة مسلحة يتيمة؟
ان كل هذا القصف والتفجير الصهيوني اذى ودمر وحطم كل ما هو فلسطيني “مدني” غير عسكري يعيش على ارض غزة المحتلة صهيونيا والمحاصرة منهم منذ أكثر منذ أكثر من ستة عشرة سنة، وهذه المسألة أيضا “جريمة حرب” مستمرة تعامى واغلق عيونه عنها كل العالم.
صحيح ان هناك هزة وزلزال أصاب الكيان الصهيوني بعد هزيمته العسكرية المذلة والتي تمسخر فيها مع ظهور الملابس الداخلية لنخبة قواته المسلحة من جنود وضباط والتي رآها كل العالم على وسائل الاعلام المحلية والدولية، وهذا جزء بسيط من الانتصار “العسكري” الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني وهو القاعدة العسكرية المقامة على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة.
وصحيح انه أصبح هناك تعاطف عالمي “شعبي” غير حكومي غربي واسع مع القضية الفلسطينية ينصر الحق العربي، ولكن هذا حصل وجاء مع مأسي فقدان الأمهات والإباء والاخوة والغاء عوائل بكاملها من خريطة الحياة من الأجداد الى الأبناء الى الاحفاد حيث أصبحوا كلهم امواتا وان كانوا احياء عند ربهم يرزقون.
حيث على الرغم من التعاطف الفلسطيني – الفلسطيني نحو “تنظيم حماس”، الا ان “كثرة الخسائر” في أرواح المدنيين جعلت هناك من يعيد تفكيره في موضوع “جدوى الحرب” و “نفع المقاومة” ؟!
هل يستحق ذلك؟ كل هذه التضحيات؟ وتستمر اسئلتنا حيث نقول:
هل ستستمر الفصائل الفلسطينية في حصولها على نفس الزخم الشعبي في تأييدها والارتباط معها في المناصرة والدعم من الناس؟
ماذا يتعلق في التنظيمات الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية والقطاع وكذلك تنظيم حماس نفسه؟ إذا جرت انتخابات فلسطينية مرة أخرى؟ من سيحصل على كفة الفوز الشعبي؟ ومن سيحصل على المشروعية القانونية الانتخابية من خلال “عداد الصندوق” هذا السؤال نطرحه رغم كل رفضنا وتحفظاتنا ورأينا على تلك العملية أساسا؟!
ولعل مسألة حصول انتخابات فلسطينية حسب الواقع الموجود حاليا في كانتونات الفصل العنصري في الضفة وقطاع غزة فلعل ذلك يكون أحد مؤشرات قياس الغضب ضد هذه التنظيمات فأما تثبيت وجودها في الواقع او إطلاق تنظيمات فلسطينية جديدة أخرى؟ وان كانت مسألة الديمقراطية وتعبيرها عن الرأي الشعبي مسألة فيها “جدل ثقافي” ولكن هذا موضوع اخر.
ان هناك من يقول: لماذا لم تحسب “حركة حماس” ردة الفعل الصهيونية؟ على عمليتها الهجومية؟ وهي أكثر من يعرف، كما يعرف الاغلب الاعم من الفلسطينيين، ان الصهاينة مجرمين ب “لا” حدود ” و “ولا” وازع ” و “لا” ضمير و “لا” يوقفهم أي خط احمر انساني أخلاقي، لأنهم “اشرار” وهم من يمثل ابليس الرجيم على الكرة الأرضية ومن ورائهم حلف الناتو والدول التابعة لذلك الحلف في شكل عمياني شيطاني شرير عنصري، يتلذذ في دماء الأطفال العرب ويفرح لأنهم قتلوا والصهاينة يعيشون الفرح والسرور لهكذا أمور وكذلك هم مستمتعين في سماع صرخات الأمهات وبكاء الإباء.
ان هؤلاء اشرار، فلماذا لم تحسب “حركة حماس” ذلك؟ وأيضا هل على القادة العسكريين والسياسيين في حركات المقاومة الفلسطينية في العموم وحركة خماس في الخصوص؟ هل عليهم التخطيط والتنفيذ وهم يترقبون النتائج وتبعات هكذا معارك وعمليات وماذا سيحدث بعدها؟ وهم يعيشون في أماكن امنة بعيدة جغرافيا عن موقع الحدث؟ في تلك الدولة او داخل ذلك الفندق؟! او ضمن مواقع امنة بعيدة عن قطاع غزة؟
علينا أيضا ان نسأل ونحن ضمن مرحلة هدنة رباعية الأيام؟ ماذا بعد هكذا انتقام “صهيوني” لم ينتهي؟ وان توقف منتوج هدنة مؤقتة؟ فماذا سيحدث بعدها؟ هل سيكون هناك قبول بما يسمى في حل الدولتين؟ إذا أردنا ان نتحدث في “واقعية” علينا ان نقول: ان الكيان الصهيوني لن يستطيع القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية ومنها “حماس” والكل يتفق على ذلك وان كان هناك من “لا” يقولها ؟! ولكن ما هو السيناريو القادم؟ بعد كل هذا القتل والخراب وفقدان الألاف من الأطفال والنساء والرجال وذبح العشرات من الأطفال الخذج في حواضن الأطفال؟
ان هكذا اسئلة والاجابة عليها يجب عدم العمل عليها ضمن العقلية العربية الكلاسيكية إذا صح التعبير، التي تعتمد على مبدأ الأبيض والأسود ؟! وهذه ايضا أحد مشاكل الذهنية العربية حيث تعتبر وتقرأ هذه الذهنية أي حدث او موقف ضمن ثنائية خاطئة: فأما ان كل الناس “سلبيين” بالمطلق او ان كل الناس ايجابيين؟! و أيضا بالمطلق و هذا الامر يختلف عن واقع الحياة حيث يكون الامر مختلفا حيث لكل جزئية تفصيلها و شرحها و قراءتها المنفصلة حيث “لا” تؤخذ المسائل ضمن العموميات و التعميم ك “أفلام الكارتون” و ابطال المسلسلات العربية الدرامية بما يتناقض مع خصائص الحالة الإنسانية نفسها التي تتجمع فيها كل المتناقضات و أيضا التحولات و التغييرات حسب الموقف ولحظة الزمن الراهنة و أيضا الخلفية التاريخية و ظروف المرحلة , و من يريد ان يعيش الذهنية القرأنية عليه الانطلاق عقليا ضمن هكذا “رؤية جديدة” و ضمن هكذا ذهنية تعيش التحليل و القراءة و الدراسة بدون عاطفة و “لا” انجرار اعمي وراء حالات الإحساس العالي حيث يغيب العقل عن الوعي و الادراك و تبتعد العقلية النقدية العلمية بعيدا في الزاوية.
كما حصل مع المرحوم جمال عبد الناصر فهناك من يجعله سلبيا بالمطلق او إيجابيا بالمطلق وهلم جرا !؟ اذن الحالة الإنسانية تحمل جميع المتناقضات لأنها إنسانية في الأول والنهاية لذلك جزء من السقوط الحضاري العربي هو غياب التقييم الإنساني الطبيعي في الحدث السياسي او العسكري او الاقتصادي او العلاقات الدولية المتبادلة والتاريخ…الخ
وهذه المقدمة ليست للتهرب من الإجابة على التساؤلات المكتوبة في الأعلى ولكن هو كلام يقال للحق والحقيقة إذا صح التعبير وأيضا ك “قاعدة ننطلق منها لتناول الأسئلة في محاولات الإجابة.
ان “حركة حماس” حركة سياسية بها سلبيات كثيرة وأيضا أخطاء ومشاكل وكذلك تتحرك ضمن “تاريخ” فلسطيني به “حول” قديم حيث يتم الغدر بمن دعمهم من العرب ك “السوريين” واللبنانيين والكويتيين ؟!، هكذا من غير سبب و”لا” تبرير الا انه ضمن مشكل ذاتي اجتماعي لعله موجود؟ “لا” اعرف له منطق او سبب وتلك المسألة ليست فقط ضمن تنظيم حماس الفلسطيني ولكنه كان و”لا” زال موجود في حركة فتح ومنظمة التحرير والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين…الخ.
عندما تم سؤال المرحوم الدكتور جورج حبش عن السبب الذي تحرك به هو شخصيا وكذلك تنظيمه وأيضا باقي الجماعات الفلسطينية في تأييد الغزو الصدامي لدولة الكويت، أجاب في عذر أقبح من ذنب انه لم يستطيع لأنه كان هناك تأييد شعبي فلسطيني عارم لحالة الغزو ول “شخص ” الطاغية صدام حسين ؟! حيث تناسوا او تغاضوا عن كل ما قدمه الكويتيون حكومة وشعبا للقضية الفلسطينية منذ بداية النكبة في العام 1948 ؟! و القائمة تطول من استقبالهم في الكويت و تقديم التعليم المجاني وأيضا الرعاية الصحية المجانية و التوظيف الحكومي لهم و السماح لهم ايضا في التجارة والإقامة المفتوحة واطلاق العمل السياسي لهم على ارض دولة الكويت حيث تم تأسيس العدد الأكبر من الفصائل و التنظيمات الفلسطينية فيها و منها حركة فتح ناهيك عن تواجد العديد من قيادات الحركة الفلسطينية داخل الكويت و كذلك الدعم المالي المتواصل حيث لمن “لا” يعلم كان يتم استقطاع 12.5 في المائة من راتب كل موظف فلسطيني و بتم تحويلها لمنظمة التحرير الفلسطينية و أيضا كانت هناك حملات جمع تبرعات مالية في شكل شبه منتظم للنضال الفلسطيني ناهيك عن الدعم الإعلامي المستمر و “لا” ننسي مشاركة دولة الكويت العسكرية في حروب 1967 و حرب الاستنزاف و أيضا حرب 1973 في الإقليم الجنوبي المصري و الإقليم الشمالي السوري للجمهورية العربية المتحدة و مقابر الشهداء الكويتيين شاهدة و موجودة الى اليوم.
هذا كله لم يشفع ولم يجعل “الحول” السياسي الفلسطيني يتجه الى نصرة الحق الكويتي ؟! والمصيبة الأعظم ان “غباء” عشق الطاغية صدام حسين “لا” يزال متواجد وهذا دليل غياب الوعي الفلسطيني إذا صح التعبير، وذهابهم الى عبادة شخصية إجرامية هي أكثر من اضرت النضال الفلسطيني في التحرير.
هذا كلها مسائل مطروحة للنقاش؟ و طبعا علينا الإشارة بكل تأكيد ان طرح هكذا أمور قد تتم في ظل المعركة العسكرية الجارية لشق صف التضامن العربي و تحريف الهدف لمعارك جانبية في وسط المعركة وهذه من خبائث الاستخبارات المعادية و لكن ما دمنا نريد الإجابة عن تساؤلات تسعى لصناعة ذهنية عربية تحليلية “جديدة” تكون متوافقة مع ذهنية عسكرية “ناجحة” صنعت انتصار معركة طوفان الأقصى نحن نزعم ان تحريك هذه المسائل و الاسئلة في هذه الأجواء التي تعيش الهدنة العسكرية المؤقتة هي أيضا محاولة لرفع مستوى العقلية العربية في العموم و الفلسطينية في الخصوص لتكون ضمن ما هو مطلوب منها “مستقبلا” لكي تصبح على مستوى الحدث الزلزال الذي جاء مع انتصار معركة طوفان الأقصى حيث لأول مرة تم التخطيط و الصبر و العمل و التنفيذ و الهجوم ضد الاجانب الغزاة الصهاينة في شكل موضوعي سليم و ضمن ذهنية تعيش مستوى “قدسية” قضية تحرير فلسطين من الغزاة الغرباء عنها , و هي على العكس من العمليات الاستعراضية السخيفة الاستجدائية التي كان يقوم بها الشحاذ “ياسر عرفات” الذي كان يتاجر في القضية الفلسطينية و جعلها دكانا للاسترزاق والاستفادة الذاتية و أيضا مع تواصل مخططاته في ترجي و تقبيل الايادي الغربية و الصهيونية بأن يعطونه “وجه” و يستقبلونه ك “شخص” و يرضوا به ك “خائن” و “جاسوس”, و هذه كانت اختصار كل حركاته السخيفة الضارة من اختطافه الطائرات على يد بقالة تابعة له تحت اسم منظمة أيلول الأسود او العمليات الغير مفيدة التي كان يحشر فيها أشخاص ابرياء و شخصيات مؤمنة يستغلهم في عمليات عسكرية ليس لها منتوج استراتيجي او فائدة واقعية او هدف مفيد او عمليات تتحرك ضمن خط التحرير.
كان الشحاذ “ياسر عرفات” يستغل اخلاص الأبرياء والمناضلين الشرفاء الذين تذهب ارواحهم سدى ويتم سفك دمائهم ك قتلى وشهداء في عمليات عسكرية كان هدفها خدمة خط ياسر عرفات والشلة المستفيدة التي معه التي كانت تريد وتستجدي ان يستقبلها الأجانب ك “خونة” لذلك نفهم خطاباته العاطفية الاستعراضية ب “أن لا تسقطوا غصن الزيتون من يديه” !؟ ولولا حدوث انتفاضة الحجارة الاولي وافلاسه من أموال دول الخليج وسقوط رهانه على الطاغية صدام حسين لما ذهب في الباب الخلفي في مدينة اوسلو مع اتفاقات الخيانة والعمالة والجاسوسية الخادمة للحركة الصهيونية وهذا ما تم وتواصل الى اليوم مع ما يتم تسميته في السلطة الفلسطينية وهي إذا أردنا ان نحترمها “مجازا” فهي لن تكون الا جهاز أمنى خادم للقاعدة العسكرية المقامة على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة.
ان منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت في الكيان الصهيوني وهذا غير مهم وليس له قيمة فكل موقع بشري فيه جواسيس وخونة ومرتزقة وهؤلاء منهم واعترافهم في هذا الكيان السرطاني الأجنبي هو اعتراف باطل شرعا وساقط قوميا ومرفوض فلسطينيا.
ان دور الجاسوسية والخيانة عندما اعترفت منظمة التحرير في حق الكيان الصهيوني في الوجود لكي يتم السماح لهم في حق ممارسة دور رجال البلدية ورافعي القمامة في كانتونات الفصل العنصري المحتلة صهيونيا.
وأيضا علينا ان نؤكد على حقيقة ثابتة مهمة ان ما يسمى سلطة فلسطينية حالية “لا” شرعية قانونية لها وأساسا من يسمي نفسه رئيسها كذلك هو مستقيل من كل مناصبه “الكرتونية” منذ أكثر من أثني عشرة سنة وليس له حق في الكلام عن تمثيله للشعب الفلسطيني وأيضا الامر موصول لما يسمى ب “منظمة التحرير الفلسطينية” وحركة فتح؟ حيث هو أيضا مستقيل منها فليس له صفة شرعية او قانونية ضمنهم، ونعيد أيضا للتاريخ اننا نتحفظ على اعترافنا بكل هذه الكراتين الفارغة من أسماء ومسميات ولكننا نقولها ضمن مقتضيات التفكير والتحليل والنقاش , و نؤكد ان كل من دخل في عملية أوسلو , هو خائن و يمثل خادم مطيع و جاسوس للحركة الصهيونية و هؤلاء عملاء و ساقطين في بئر الخيانة و خدم للغزاة الاجانب, و نحن اذ نتحرك في التحليل و قراءة الحدث فهذا “لا” يعنى أي احترام لمن خان فلسطين القضية و تبريرات كلامية لجواسيس من هنا و هناك لن تغير تلك الحقيقة , فمن يرتبط بأي علاقة او تنسيق أو ترتيب مع الغزاة الأجانب فهو خائن و جاسوس , و في طبيعة الحال و الواقع هؤلاء يصبحون صهيونيين اكثر من الصهاينة و ملكيين اكثر من الملك اذا صح التعبير.
يقول المرحوم الدكتور موسى الحسيني: ” سلطة منظمة التحرير صنعت واتخذت كإحدى الوسائل للقضاء على المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، لتوفر إسرائيل على نفسها كلفة مواجهة المقاومة (ماديا، وبالرجال) من خلال الضحك أولا على هذا “المتخلف” الفلسطيني بخداعة في أنه حصل على حق أو كيان لإحباط عزيمته على المقاومة، مقابل أن تتكلف السلطة “اللعبة” في القضاء على روحية المقاومة، أي أن السلطة لم تكن في الحقيقة ممثلا للشعب الفلسطيني، بل ذراع تابع للاحتلال لإخماد المقاومة ومنع تطورها.”
“وبحساب التكلفة يبدو أن الكيان الصهيوني حسبها بدقة في أن مجموع الرواتب التي يدفعها إلى موظفي السلطة أقل من كلفة المواجهات التي يتعرض لها جنوده في الأرض المحتلة. فميزانية هذا “المسخ” الذي يسمونه السلطة الفلسطينية تعتمد كليا على ما تدفعه إسرائيل وأميركا من مساعدات.”
ان هذا السقوط القيادي الفلسطيني ليس فقط موجود في شخص ياسر عرفات والتنظيمات التي معه و شلة المستفيدين و الجواسيس المرتبطة فيه ك”شخص” و لمن جاء بعده , بل يمتد حسب مصادري الخاصة الى احد قيادات حماس ذاتها حيث استفاد احدهم من وجوده في سوريا قبل الاحداث 2011 في شراء عقارات و أراضي قبل غدره هو و تنظيم حماس في السوريين و تعاونهم مع القمامات البشرية و التنظيمات الوظيفية الجاسوسية المرتبطة مع حلف الناتو و الصهاينة الساعية لأسقاط الدولة السورية القومية البعثية اليسارية وهي الخطر الأكبر و مصدر كل ضرب و تهديد يواجه الحركة الصهيونية , و كل فكرة الانفاق و الحرب من خلالها و فكرة المقاومة المسلحة في لبنان و داخل فلسطين في الأساس هي فكرة سورية بعثية بدأت في التسعينات و تطورت الى يومنا الحالي قادها أنذاك المرحوم حافظ الأسد مع حزب البعث و الجيش العربي السوري ضمن اتفاق استخباراتي و تنسيق مع الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض ايران.
ورغم ذلك التأمر فأن سوريا لم تضربهم ولم تؤذيهم رغم ان حركة حماس سلمت معدات حفر الجبال والانفاق وباعوها للتنظيمات التكفيرية المرتبطة مع حلف الناتو والحركة الصهيونية!؟.
ان سوريا القومية البعثية لم تتوقف عن تواصل العمل لأسقاط وتدمير ومحو الكيان الصهيوني من الوجود وهذه من الحقائق التي يجب ان يعيها كل فلسطيني وكل عربي، لذلك أيضا ما حصل من “حول سياسي” فلسطيني قامت به حركة حماس وقياديها ضد السوريين هو ضمن نفس العقلية الغادرة التي عاشها ومارسها ياسر عرفات والشلة التي كانت معه في منظمة التحرير.
ويؤخذ على حركة حماس وعلى معظم فصائل الحركة الإسلامية الفلسطينية موقفها السلبي وبدون أي معنى من سوريا ك “دولة” وك “نظام سياسي” قومي ولعل ذلك نتيجة قراءة وفهم خاطئ للمسألة القومية العربية او انها منتوج تأثر الفصائل الإسلامية الفلسطينية في موقف “حركة الاخوان المسلمين في العموم، ذات الارتباطات المشبوهة مع الغرب؟! وحلف الناتو؟
أيضا ما هو كلام عن “فساد” ممارس من “حركة حماس” داخل غزة وهذه المسائل قد ذكرها المرحوم موسى الحسيني وهو كان العراقي العربي الناصري العامل ضمن لب العمل الفدائي الفلسطيني حيث ذكر: “لم تكن حماس اقل خيانة للقضية من منظمة التحرير يوم ارتضت بدخول الانتخابات في ظل الاحتلال، والهروب والرضا بحل تصنيع كيان “مسخ” آخر مستقل في غزة، ليصبح الكيان المسخ كيانين، وتصفية القضية بالطريقة التي يريدها الاحتلال”.
من كل هذا الكلام نستطيع ان نقول: بالنسبة للغضب الشعبي الفلسطيني على هذه التنظيمات فأتصور انه موجود قبل معركة طوفان الأقصى، ولكن علينا القول ان “قدسية فلسطين” وقدسية تحريرها من الغزاة الأجانب واخراج الغرباء منها هو امر أكبر من سلبيات قيادات من هنا وخيانة شخصيات من هناك والارتباط الخياني الجاسوسي لتنظيمات من هنالك.
بما يختص في كلفة الدم والشهداء والدمار المادي …الخ علينا ان نعرف ان اي حالة انقلابية سياسية كانت ضد أنظمة الحكم او ضد حالة في العلاقات الدولية او انقلاب تغييري في الجغرافيا وموازين القوى على الأرض هي مرتبطة في لحظة عنفية قادمة …قادمة “لا” محالة وهذا ما هو ثابت وليس متغير وهذا ما حصل في طوفان الأقصى، اذن أي حالة انقلابية ضد أي واقع ستكون فيها مرحلة عنفية دموية في لحظة زمنية ما، وهذا ثابت في علم الاجتماع وواقع متكرر في أي انقلاب تغييري من أي نوع.
ان العنف هي لحظة واجبة ومتكررة عند أي انقلاب في الحكم او الواقع الجغرافي الأرضي او العلاقات الدولية او ميزان السيطرة والتحكم والنفوذ.
ان العنف “أساسي” في أي حالة انقلابية، لذلك هناك حروب، ولذلك هناك حالة من الموت المرتبطة به، وأيضا ضمن “تقييم” معركة طوفان الأقصى هل هناك خسارة إنسانية؟ ودمار؟ الإجابة “نعم”
هناك خمسة عشرة ألف شهيد والاف الجرحى والمعوقين بينهم سنة الاف طفل شهيد ناهيك عن خسائر في البناء والمدارس والمستشفيات ل شعب أساسا محاصر بعيد عن أي خطط تنموية او وجود دولة حقيقية للرعاية.
ولكن هل هناك مكسب اخر على المدى الحالي والمتوسط والبعيد؟ الإجابة “نعم”
بكل بساطة: الكيان الصهيوني الى النهاية والزوال الحتمي، وليس له مستقبل وكل سيناريوهات الخيانة والارتباط معه اقتصاديا او سياسيا او عسكريا او تنسيقيا أصبحت غير ذات معنى او فائدة.
ما لم يلاحظه الناس من تأثير إيجابي لعملية طوفان الأقصى، هو “إيقاف” محاولات برمجة اللوطية والانحرافات الجنسية في مراكز انتاج الفتوى الرسمية في العالم الإسلامي وكان من الواضح لمن يراقب ويتابع الاحداث انه كانت هناك محاولات “ضاغطة لفرض اللوطية والانحراف الجنسي ك “حالة دينية”!؟ من خلال مراكز انتاج الفتوى الدينية وفرضها على النظام الرسمي العربي والنظام الرسمي الإسلامي، فكل هذه الأمور توقفت، وهذا أيضا أحد منتوجات انتصار العرب الفلسطينيين في طوفان الأقصى.
هل ستعود هذه الضغوط مستقبلا من جديد؟ الإجابة “لا” اعرف فهذا مرتبط مع تطورات الحدث الفلسطيني في الخصوص والحدث العالمي المتعلق في الانتقال الامبراطوري لعالم متعدد الأقطاب؟ في العموم؟
اذن اجمالا: هل ما حصل من انتقام شيطاني صهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين هل يستحق كل هذا؟
الإجابة “نعم” فالفلسطينيين لم يكن أساسا لديهم شيء ليخسروه، فهم ميتون أساسا في غياب أي مستقبل وفقدان القدرة على الحركة، ف “لا” حياة و”لا” اقتصاد و “لا” امل، وهم يشاهدون الغزاة الأجانب يستمتعون في بلدهم فلسطين ويسرحون ويمرحون في مدنهم الفلسطينية المحتلة.
وأيضا ضمن إيجابيات الانتصار الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى تم إعادة احياء القضية الفلسطينية من جديد، والتي غابت عن السمع والرؤية والاهتمام قبل السابع من أكتوبر، وأيضا تم صناعة تعاطف شعبي عربي وعالمي وحتى بين بعض اليهود ؟!
لقد انتظر الفلسطينيون أكثر من خمسة وسبعين سنة ليأتي أي أحد من الخارج ليحرر بلدهم !؟ ولم ينفعهم هذا الانتظار في أي شي، ولكن عندما تحركوا في “الفعل” و “الحركة” رأينا ما حدث، وفي كل الأحوال “الدم” هو ضريبة أي حالة انقلابية او تغيير كما ذكرنا سابقا.
ما لم يكن يستحق هو ما كان يقوم به ياسر عرفات وشلة الخونة الذين معه حيث كانوا يقومون في حركات استعراضية ليس لها أي فائدة استراتيجية؟ الا استجداء أي أحد ليجعله خائنا؟ الى ان وصل لمرحلة الإفلاس التام وفقدان اضرع الحلب العربية من بعد الغزو الصدامي لدولة الكويت ووجد نفسه انه لن يحصل على أي شي، بعد ان دمر لبنان حيث لم يحقق شيء لفلسطين على مستوى التنظيم و”لا” على المستوى الاستراتيجي، على العكس من الفعل الذي قامت به حركة حماس في معركة طوفان الأقصى، مع كل سلبيات هذه الحركة السابقة كما ذكرنا بالأعلى، ولكن علينا الإشادة في الحالة الإيجابية التي قامت فيها.
ماذا بعد انتهاء الهدنة الرباعية الايام؟ “لا” أحد يستطيع ان يعرف؟ وخاصة لوجود مجانين في حكومة الكيان الصهيوني يعيشون خزعبلاتية التفكير الديني اليهودي؟ مع ربطهم لحدث خرافي متعلق في ولادة عجل احمر !؟ مع حتمية إعادة بناء الهيكل ؟! حيث يضغطون لتوظيف الانتقام الصهيوني من المدنيين في غزة لتفعيل مسألة طرد الفلسطينيين من غزة الى سيناء وطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الأردن وطرد باقي الفلسطينيين المجنسين إسرائيليا من باقي فلسطين بناء على قانون يهودية الدولة الصهيونية، وكذلك المصلحة الذاتية الشخصية للمجرم نتنياهو في استمرار الحرب لضمان أطول فترة زمنية ممكنة يكون فيها متواصلا في موقعه الحكومي لأبعاد شبح السجن عن نفسه، فما نريد ان نقوله عندما يقود الحرب العسكرية مجانين فأن من الصعب التنبؤ بما سيحدث لاحقا ؟!
في كل الأحوال ليس لدى الفلسطينيين شيئا ليخسروه.
د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئون العربية والإسلامية