لا زال الشعب الفلسطيني / وشعب غزة تحديدا ، مرهون بقرارالمنظمات الإسلامية المتطرفة – حماس وغيرها ، هذا الذي يجعل ، مصير أكثر من مليوني غزاوي ، تحت رحمة منظمة إسلامية وهي حماس / بشكل رئيسي ، التي لا تعير إهتماما إلا
لفكرها وأجندتها ، والتي لا تخدم شعب وأرض غزة ! .
الموضوع : * طوفان الأقصى ( عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة / حماس .. ، على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا ، وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة .. / نقل من موقع الجزيرة نت ) إن هذه العملية ، كانت نقطة تحول في مسار حراك المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل ، هذا التحول أرى سيشار إليه بالحسابات السياسية والعسكرية مستقبلا ، ب ” ما قبل وما بعد طوفان الأقصى ، أو وفق ما أطلق عليها الإسرائيليون عمليَّة السُّيُوف الحديديَّة ” . * التساؤل : هل حققت عملية طوفان الأقصى مكسبا للشعب الغزاوي ، أو للشعب الفلسطيني عامة ، كمكسب إقتصادي أو سياسي أو إجتماعي أو عسكري .. هذا ما سأتناوله في هذا المقال المقتضب ، وبشكل عام ومختصر : 1 . فوفق الجهاز المركزي للإحصاء لدولة فلسطين – قبل أسابيع ، إن عدد الشهداء من جراء العملية ، كان أكثر من 51 ألف شهيدا فلسطينيا . وألاف الأسرى ، مع تدمير تام للبنية التحتية للقطاع / من مستشفيات ومدارس وهيئات مدنية ومنشأت عامة .. ، ونزوح معظم أهل غزة ، وجرف تام للمناطق التي تحد غزة / غلاف غزة ، مع الحدود الإسرائيلية . 2 . من جانب أخر ، كان هناك أملا في خارطة طريق لمشروع الدولتين ، أرى الأن ، أن عملية طوفان الأقصى قضت عليه تماما ، وهذا يعني ، أن العملية ، لم تحقق أي مكسب سياسي مركزي مهم يذكر للقضية الفلسطينية . 3 . لم تلقى العملية أي تأييد دولي ! ، ولا حتى عربي ! ، أي فشلت على المستوين الدولي والعربي . بما ذلك حكومة السلطة الفلسطينية برئاسة محمودعباس – ابو مازن .. عدا بعض الجهات ! . * وأخذت إسرائيل فرصتها في تصفية ” قادة حماس ” بعد عملية طوفا الأقصى ، ومنهم ( رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، ونائبه الشيخ صالح العاروري ، ورئيس المكتب السياسي لغزة ، يحيى السنوار من أبرز الأسماء التي اغتيلت في الحرب .. واغتالت إسرائيل عضوين بارزين من أعضاء المكتب السياسي لحركة “حماس” في غزة ، هما صلاح البردويل وإسماعيل برهوم .. وإغتالت عصام الدعليس / الذي شغل عدة مناصب قيادية ، حيث كان مستشارا سياسيا لرئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية ، ورئيسا لدائرة الإعلام في الحركة ، قبل أن يتم تعيينه رئيسا للجنة متابعة العمل الحكومي في غزة .. وإغتالت بهجت أبو سلطان / المدير العام لجهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة .. كما إغتالت إسرائيل مروان عيسى / عضو المكتب السياسي عن غزة .. / نقل من المركز الفلسطيني للإعلام ) وغير المذكورين ، هناك العشرات من الصف الأول من قادة حماس الذين إغتيلوا . * عملية طوفان الاقصى ، منحت الفرصة لإسرائيل ، لتصفي قادة حزب الله اللبناني ، الذي ساهم في ضرب أسرائيل أثناء العملية ، فصفت إسرائيل قائد الحزب ورمزه التاريخي ” حسن نصرالله ” ، ثم إمتد الأمر الى خليفته هاشم صفي الدين – وهو ابن خال نصر الله ، ثم تم إغتيال معظم قادة الحزب ومنهم : ( إبراهيم قبيسي / وهو قائد وشخصية بارزة في فرقة الصواريخ ، وإبراهيم عقيل / قائد عمليات “حزب الله” ، وأحمد وهبي / قائد كبير أشرف على العمليات العسكرية لقوات الرضوان الخاصة في حرب غزة ، وفؤاد شكر / القائد الأعلى لحزب الله ، ومحمد ناصر / أحد كبار قادة “حزب الله” .. / نقل من موقع RT ) . والكثير غيرهم ، ورافقت عمليات الإغتيال تدمير الضاحية الجنوبية في لبنان – مركز حزب الله . * وبالرغم من أن إيران نأت بنفسها بعيدا عن عملية التخطيط والتنسيق لطوفان الأقصى ، ولكن الإغتيالات أيضا طالت بعضا من رجالاتها ، ومنهم ( محمد رضا زاهدي – القائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي ، ونائبه محمد هادي هاجريهمي ، في غارة جوية إسرائيلية ، أدت إلى تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق / نقل من RT ) . * إذن نتيجة لطوفان الأقصى ، فإن إسرائيل صفت كل الجهات التي تشكل خطرا على أمنها ، فالطوفان بالأحرى ، كان طوفانا لمصلحة الدولة الإسرائيلية ، وليس طوفانا فلسطينيا ! أي أن الطوفان خدم إسرئيل ، وصب في مصلحة “ نتنياهو”.
طوفان أم خذلان : 1 . أما إسرائيل ، فمن جراءعملية طوفان الأقصى / عملية السيوف الحديدية وفق تسميتها ،فأنها خسرت في 7 أكتوبر 2023 ، التالي ( قُتِل 1538 إسرائيليًّا و رعايا أجانب ، من بينهم 286 ضابطاً وجندياً و 764 مدنياً ، وأُسر فردا 258 .. ) هذا وفق بياناتهم ! . ومعظم الأسرى الإسرائليين قتلوا .. ولم تهتم إسرائيل لما قتل منهم ! ، وفقبروتوكول هانيبال ( يسمى أيضا ” توجيه هانيبال ” ، إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده ، حتى لو كان ذلك بقتلهم ، لذلك يسمح هذا البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى.. صاغه 3 ضباط إسرائيلين رفيعو المستوى ، وبقي بروتوكولا سريا، حتى اعتماده في 2006 / نقل من موقع الجزيرة نت ) . 2 . التساؤل : ماذا حصل لغزة شعبا وأرضا بعد هذا الطوفان .. هل إرتقى شعب غزة ، هل حصل على إنجازات على المستويات التعليمية والطبية والإجتماعية والسياسية .. وأين هم الغزوايين الأن ! ، فأكثرهم تهجروا ، لا سكن ولا حتى خيم يحتمون بها ، والباقي يعيش بين الطرقات والبنايات المهدمة . أما غزة كأرض ، فلم يبقى منها ، كما كان قبل الطوفان ، فقسم منها إستولت عليه إسرائيل ، وقسم يرزخ تحت سيطرة ونيران الجيش الإسرائيلي ، وقسم تحول الى حطام وأطلال والقسم الأخر غير صالح للسكن .. لأجله اهل غزة طفح الكيل بصبرهم وخرجوا بمظاهرات ضد حماس وقراراتها الدموية ( وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ، مظاهرات للفلسطينيين ، وهم يهتفون ضد حماس : “حماس برا برا “. وكانت هناك إحتجاجات في قطاع غزة لثلاثة أيام متتالية ضد حكم حماس والحرب مع إسرائيل . ومثل هذه المظاهرات نادرة للغاية ، حيث يتردد أن مسلحي الحركة يقمعون المعارضة الداخلية بقوة / نقل من موقع DW ) .
خاتمة : وفق المنطق ، الطوفان يعني – على أقل تقدير ، أن يكون من جرائه / نتائجه ، أن يحصل الشعب على بعض من حقوقه ، وأن تعمر أرض غزة ، كي تصبح مدينة حضارية مكتملة المعالم ، من بنية تحتية ، ومستشفيات ومدارس وكليات ومرافق عامة ، ولكن كل هذا لم يتحقق ، لأن غزة تدمرت شعبا وأرضا بعد طوفان الأقصى .. وذلك لأن حماس وضعت مصير شعب غزة في حالة كارثية مزرية .. من كل مما سبق ، أرى إن الذي حصل لغزة : هوخذلان وليس طوفان ! .