23 ديسمبر، 2024 1:16 م

تتسلق الحشراتُ الليلية مرآةَ الموت
النهاريةُ مرآيا الطبول وأعشاشَ الأجراس
فوق لسان الأخطبوط  قبعةُ الرماد ..
مفتاحُ البوصلةِ تحتَ الذقن ….
 أضربُ الماءَ بالضوءِ لأتسلقَ الفراغ / تبقى ألسنة النيران على رسوم أقداح الشاي / الغُرابُ يَنظرُ للمراكبِ ويعدل هيئتَه فتنط ريشةٌ من رأسه  تُقرأ عليها أسماءُ بحارةٍ سيأتون/ يُصور المكان بعدسة السنجاب / تبقى الظهيرة خلف قدح بلا ماء/تُجلب مكوناتُ الظلامِ وتزخرف بقطع العُتمة وقطع الخوف /تأتي اللحظة بخلط الماضي فيختزل الحاضر  يُلمسُ تقديرُ اليوم بتكرار الإنتظار وتشابه الغايات ويُرى الخيطُ  الذي يُفرقُ بين لونين /قبل أن تستدير المرآة تبصقُ المُلصقَ/ ويبصقُ خلفها الذين يرفعون الكؤوس /تنشطر الطريق/ التراب/النار / السلال / المحتجزون / ينشطرُ الثلجُ الذي فوق النافذة/الألوان / الطبيعة الإلهية/ثديا البقرة وعصا الدليل / يُصار بين تلك الإنشطارات البدء بهذيانات لانهائية بين طوطمِ الليل وطوطمِ النهار والحجارة التي تطير / كل شئ هنا قد يُفسر حين يُلقى عليه الماءُ / وكلُ شئ يتحدث عن نهايته حين يُغلقُ عليه الفجرُ /الذي يرى في الظل لايتجه لمصباح / والذي يرى مع الأوتاد مغلق داخل الحبال/يُقطعُ ظنُ الدليل برؤيا الدخان/
وتُقلب الحجارة بالآم الأشجار فيُرى العالمُ مَجهريا / في ذات الوقت تنفى وجودَها الحواسُ حاسة قبل أخرى /لاتشمُ مواسمُ الأمطار / لاتُقرأ عُزلةُ المُصطلح /لاتتبادل الأيدي في المرآيا أكفَها / ولايُنوع المجهولُ في تذوق الإفتراض / ليبدو كل ذلك أقرَبُ من أن ينعكس الضوءُ ويخرجُ العقلُ من الفكرة/ إن بقيا هكذا كثنائية ينفصلان وإن تتابعا ينشطران /
 لاتتضح الأشياءُ المُسَخَرة … يتم الخروجُ من الأرض
 لايُعَرف القادمونَ وماذا يحملون ،
تتسلق الحشراتُ الليلةُ مرآة الموت ،
النهاريةُ تتسلق مرآيا  الطبول وأعشاشَ الأجراس،
 يُرسم الأفقُ ببوصلةِ المنفى …
 تقرأ الوصايا  على الأمواتِ بصمت ،
 تعطى جهةُ الغرب لمن نقشت أساطيرُ الجُوعِ على ظهر أبيه ، وجهةُ الشرق لمن لم تُرسم على بابه شجرة أوسمكة ،
 تدارُ الملعقة بكأس الضوء ..
 تُسمى أواخرُ الأيام  … تحسب أعمارُ الباقين …تُشمُ هوامشُ الدفاتر ،ويتشاغلُ الصدأُ وملامحُ النيران
لاتأتي محطة بعد أخرى ،
هناكَ حين أجلسُ تنتبهُ لي / أقداحُ المائدةِ /قلادة الدعاء /
تتقابل المتشابهات في الوصول للأضداد ..
والقواميسُ والغيب ..
تنعم الطرقُ بطقوس اليباب/ يأتي الشتاءُ بقُفاز للآلهة وبأقراطٍ معدنية لثور الحصاد  ،
يُسمى كل شئ بالمقدس أو المقدسة وبعد لم يتم الخروج من الأرض ،
يُشكُ بالقادمينَ ويُشكُ بماذا يَحملون  ،
  تبدأ الخطى بالفرضيات ، والأعين تبدأ بالأماكن ، والروح بالرائحة ، والخوف بالغناء …
 تتسلق الحشراتُ الليلية ظهرَ مرآة الموت  ..
يطوى السريرُ قبل الفراش  /
أتذوق ماعُلُق بِقَدميّ  ،
 أنتبه للضوء قبل بلوغِ الأجراس  ..
تأتي بداياتٌ أخرى بالرذاذ وبرائحة الليمون ،
 وأخرى بالأشجار الجبلية ونباتات الأرض الرملية وبملامح القادمين وبملامحِ مايحملون /
 أشتبه بمن أراهم …
لكنهم لايشتبهون بي حين أبكي  …
 يتجهون جهةَ الغرب ليقرئوا ماكُتبَ على ظهور أبائهم …
يسألون الجوعَ عن أسطح المنازل ،
 يبقى حافرُ الغزال على أذرع النسوة المتجهات لعَدن ،
 وأولُ النارٍ وأخرُ الرماد  ،
هولاء المنتظرون تعاد محاجرهم لأعينهم  وأناملهم لأعناقهم وغيابهم لأنفاسهم الأخيرة  ،
  يُسمونَ بدائلَ للضوء
 بدائلَ لأعمارِ الباقين
 وأسميّ اليقظة فجيعة الحلم  ،
 يُسمونَ ماظل ..
 وأُسمي مايأتي
 ريثما أعثرُ على الحجارة
 يعثرونَ في الأُفقِ على ممرات السَراب / تغيبُ أضلاعُهم عن جدران البيوت وبقايا أقدامهم عن ألواح الزجاج / يرون النار التي لاتنام ويجالسون خيالاتهم وأبعادهم الرمزية وأقداحهم المنسية إلى أن يتذكروا أنصافَ أناشيدهم /عند أبوابهم تتصافحُ أذرعُ الدُخان
يسألون من ينتبه لي / اتفقد ندبة على ساعدي /جرحا باطن يدي وعينا رسمتني في المنافي وغابت /كي أنتعشَ أتنفسُ غبارَ الفولاذ فتحُطُ أماميَ النهاياتُ القريبة والبداياتُ الأبعد / يعاد قرأة الوصايا على الأموات بصمت /وتتسلق الحشرات أعلى مرآة الموت /هناك من يستبق مايَرى وهناك من يبقى وراء الزوال / تُدجن الخُرافةُ ويُداعبُ أنفُ الإبريق / هولاء الذين في باطن الأرض ينتظرون لسان الأخطبوط / ومَن فوقَ الأرض ينتظرون البوصلة التي تحت الذقن / ومَن في السماء ينتظرون سطوع الضوء ليتسلقوا الفراغ/
تُتَمَمُ أنصافُ الأناشيد بما فقده الرائي / ويُتممُ الماءُ الذي رش فوق القبر بالدخان الأزرق /يُنسب للحجارة غواية الشجرة ولشبيه أدم تنسب الصواعق والشهب المتساقطة والليالي العطشى والطريق البعيد /لاتبقى الرسوم على أقداح الشاي ولا الألسن في الأفواه/
تتدحرج أحجار الفراغ وتُعرَفُ بدايةُ المكان /
ترطنُ للأسماك التقاويمُ الغرقى فتعرَفُ بدايةُ الزمان / لم يبق من القادمين غيرُ نُطف الأشجار / يُظنُ بالإتجاه فيشرح غرض الرؤيا / يُزين ُ الترويعُ عيونَ الموتى / يحاولون النهوض كي يسألوا بقايا النباتات وماظل من أحرف على شواهدهم /ثمة أمزجة تبدر من الكون فتضحك المخلوقات السفلى وعندما تصل الأصوات الى المخلوقات العليا تتقاطر على الأرض أدمع الأنجم فيجد الغبار مبررا له أن يغادرالطلع قبل أن يمسَ الأشجارَ /ومثله المنشدُ والمدونُ إلا أن العراف يواصل التحديق تارة بالكأس الفضية وتارة بالشمعدان /تختفي البوصلة التي تقدرُ مديات الدَم / تتبعُ أصوات الأجراس خطوات الأخطبوط ويشاء الخلق أن يتطابق وسره الغامض / تحين فرصة للتفسير فتدرك المثلثات المعظمة والطاطائية الهرمسية وفهرست إبن النديم /يظهر المغزى أولا من خلال النوع وحين لاتُكشف الأسئلة المغزى من خلال الجنس /يسمع ضجيج آلة التلغراف وترسم على الأبواب أصابع المُرسل /تجتاز حقبا غيبية الأجسادُ ولاتصل الأرواح /ثم تجتاز الماء المغمور تحت العماء ولا تصل الأقداح /يفسر الوجد الكوني بالصياغة المتقنة للذرائع / يقلد الإنسان الذي خلق من العشب خطوات الآلهة نانا والذي خرج من جوف الطين ينتظر فناءه كي يثق لمن يقلد / يبقى الإنتظار لدى المخلوقات غاية ووسيلة إن شبعوا أو جاعوا وهم  رغم ذلك يؤمنون بأن الحشرات ستقضم مرآة الموت وفي الآخرة سيكملون النصف الأخر من أناشيدهم ويتسلقوا الفراغ بالضوء إن كان ذلك ضمن التقدير المألوف للمسافات / فثمة أشياء إن  لم تُسمع الآن فسوف تسمع فيما بعد / وذلك يتعلق بالتباين بين بحرٍ وبحرٍ وأرض وأرض ومدن صناعية  وخرائب جرداء / ولكي يُفهم الغرضُ من صدى الأصوات وانحسار الأمواج وأنين الليالي وحشرجات الغابات / يستعان تارةً بالرائي وتارة بالمنجم وعندها تَفتح الطلاسمُ باباً إثر باب / تقرأ الأكفُ أمام الأعين الواسعة المدورة النجلاء / ليعتقدُ أن الريح قريبة المرور /وأن الأشكال لن تأتي من الدوائر والمثلثات / هنا يُنشأ لكل شئ مُجَسمٌ له /
وشيئا فشيئا يُفصل الظلامُ عن رداء الميّت / وتلف الحكايةُ التي بدأ بها الرائي تَلِفُ حولَ الأرض / يُجرد الماءُ من أزليته وما بقي من اليابسة تُجَردهُ النيرانُ /يَقصدُ من يرى الضوءَ خيالات الأشجار / ومن يعبث بأنامله يرى الساعة في خميرة الخُبز / يبدأ التقديرُ بأنهرٍ تنتظرُ بعد غيابِ الشمس أن تمتلئ بالمياه /يُسمع صوتٌ للريحِ قبل صوت البرق/ توصف الأبعادُ بمسافات الأسطر وتوصف النجومُ المضيئةُ بقوائم أسرة الزفاف /هناك في الأفق تُقرأ الأسماءُ بعكس أبجدياتها / ويقف المنتظرون أمام تقديراتهم التي لا يصلوها / بعضهم :
الأجدرُ أن نُسمى /وبعضهم الأجدرُ نأتي حين نغيب / وبعضهم حين نسمع خطى النسوةِ وحين يقتربن نتنفس رحيقَ شفاههن / وعندما لاتجد الحكايةُ أحداً يستمعُ على الأرض / تبحثُ عن أرضٍ أُخرى / وعن راءٍ أخرَ/ تنشطرُ المسافةُ / الوجوهُ / التقاويمُ / الأحلامُ / الدمعُ / الأغنياتُ / التذاكرُ /الرسومُ / الموائدُ /تعبث الأشياءُ الناطقةُ بأول صمت لها فيُرى نصفُ المكان / تعبثُ الأشياءُ الصامتةُ بتتابع الطريق فتُرى مقدمة البحر ومرسى الزوارق /تضافُ عناصرٌ أخرى لتصحيح قرأة الريح  /وعناصر أخرى لرؤيةِ المصباح وأتجاه المجداف ورأس الغريق /تُشَمُ رائحةُ الرماد ومابقي من الصور المحترقة /يُلون الأفقُ بقيرِ المراكبِ فتختفي الاتجاهاتُ الأربع /تتلمسُ الأصابعُ وجوهَ الغَرقى تتلمس تواريخَ أحزانهم تتلمسُ أخر التراتيل في شفاههم / يُسأل عن النصف الأخر المتبقي من المكان / تُقرأُ ظهورُ الأكُفِ وراءَ الأعيُن وتسردُ حكاية عن لحن الموت وتباين المسافات بين أرض وأخرى ووداع وأخر / تبدأ الأشياءُ التي كانت لاتُسمع تُسمع  والتي لاتُعَرّف تتقبل التعريف بالرموز /تعبث الأرضُ الجديدةُ بأحجارِها فتلد الأشجارَ /وتعبث بأشجارها فتلد الهواءَ وتعبث بالهواء فيولد الذين كانوا في الحكايات صامتين /تتقاربُ ألسنيةُ الجماد وألسنية ُالأحياء ويتقارب القصدُ في المعنى  / تتقارب الطرق / الخطى / النوايا / الأناشيد / ويفسرُ لكل نائم حُلمَهُ / ولم تبق /لم تبق إلا مسافة الفَم إلى العينِ
 للوصول إلى الآخرة ،

[email protected]