22 نوفمبر، 2024 1:57 م
Search
Close this search box.

طوز خورماتو والبعد الثالث

طوز خورماتو والبعد الثالث

تناولت وسائل الإعلام قضية طوز خورماتو, وكما نعهدها فهي مدفوعة الثمن حسب هوى من يدفع أكثر, فكانت على بعدين, وللمرجعية الرشيدة بعدها الثالث.
لقد أعتدنا أن يكون بموازاة كل انتصار يهدد كيان داعش الصهيوني, هناك قضية تثار لتغطي على ذلك الانتصار, بل وقد تكون عاملا مثبطا للتقدم, وها نحن اليوم تعاد علينا نفس المحاور الإعلامية, فمحور يحاول تأليب الرأي حول جهة الانتصار, وآخر يركب موجة الغضب لمصالحه السياسية البائسة, وهناك محور ثالث لا تألفه العقول الساذجة, وهو محور الرشد الذي يتمثل بالمرجعية الرشيدة, حاقنة الدماء, الصوت الذي يخرس أصوات المتفيهقين بالقومية والطائفية, فكان لها محورها الثالث, محور الرشد والكمال, دعونا نسلط الضوء حول مفاده.
إن ما جرى في طوز خورماتو لا يعود بالنفع العسكري لجميع الأطراف, حيث إن العدو واحد, و أي تنافر بين القوى المدافعة هناك من بيشمركة وتركمان وعرب, يعود بالخسارة إلى الجميع, كما انه علاقة البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني والفصائل الشيعية علاقة جيدا جدا, ومما يثير الاستغراب جاءت تلك الزوبعة متزامنة مع انتصارات البيشمركة في سنجار! وكما صرحت الحكومة العراقية وعلى لسان العبادي انها بتواصل مباشر مع البرزاني في عمليات تحرير سنجار! وهنا تكون عقدة المنشار ( سنجار القريبة من طوز خورماتو ).
المرجعية الدينية الرشيدة أشادت في انتصارات البيشمركة, مبينة أساءتها مما يجري في طوز خورماتو, حاثة الجميع على تصويب فوهات بنادقهم نحو العدو الرئيسي داعش.
خطاب يستحق الوقوف عنده للتأمل قليلا, فقد كانت المرجعية خير مرشد في حالكات الظلام, ونجد تقاطعات شتى في ما يحدث في طوز خورماتو, وهل من المصلحة العامة بين تلك الانتصارات أن نخلق جبهة ثانية؟! ومن المستفيد من ذلك؟ ففي المقابل وجدنا تصريحات نارية, لوجوه لم تجلب الخير للبلد, مغايرة تماما للعقلانية الجميلة من المرجعية الرشيدة, ولا غرابة من تلك التصريحات, فما في بلد العراق اليوم من مأساة لم يأتي إلا بسبب تلك التصريحات, التي تبحث دائما عن عودة إلى الشارع المشحون, وركوب موجة الشحن القومي والطائفي.
لغة العقل تحتم الوقوف على ملابسات الأحداث, ودرء الفتن التي قد تنشأ من تلك التصرفات الهوجاء, كما تحتم على الإقليم ورئيسه البرزاني, بالابتعاد عن التصريحات التي تحاول أن تخدش القومية ووحدة العراق, إذ ليس من مصلحة الإقليم خلق مفهوم يفسر لدى بعض المتصيدين بأنه مفهوم يخدم مشروع التقسيم, فهناك على الحدود المجاورة للإقليم دولة تتحين الفرص لفرد إقليم كوردستان عن موطنه الأصلي, لتصفي حسابات حزب العمال الكوردستاني معه, فتحالف الكورد مع أمريكا ليس بأقوى من تحالف الأتراك مع أمريكا, اخذين بنظر الاعتبار إن تركيا تعد من حواضن داعش, وهذا ما يجعلها تتحرك بأريحية تامة لحسم معركتها القديمة.
في الختام, إن ما يجري اليوم لا يصب بالمصلحة العامة وهي تحرير الأراضي العراقية من دنس داعش, وعلينا الابتعاد عن بعدي الخبث للمستعمر وراكبي أمواج الفتن, والالتفاف حول البعد الثالث الذي يعد ملاذ امن لذوي العقول الصالحة.

أحدث المقالات