16 أبريل، 2024 3:55 ص
Search
Close this search box.

( طوزخرماتو ) طلقة الرحمه على التعايش السلمي تطلقها الدكتاتوريه …

Facebook
Twitter
LinkedIn

الابتعاد عن الواقع هو الابتعاد عن وضع الحلول الناجعة والذي بدوره يزيد من التعقيد في مصير هذه الامه  
 ( الأمه العراقيه) التي اصبحت مؤخراً تسير بإتجاه المجهول ونحو مستقبل غامض وخصوصاً بعد ذلك النذير المشؤوم من خلال تلك التصريحات التي ادلى بها مسؤولين معنيين في الحكومه وحول تنبؤهم بإستياء موعود على الجانب الاقتصادي وهذا وحده كفيل لان ينقل البلد الى مستوى لاتحمد عقباه هذا من جهة ومن جهةٍ اخرى  يقابله ذلك الضعف الحكومي الملموس بشقيه التنفيذي والتشريعي والذي نتج من ذلك الفشل الذي اثبته السياسي العراقي في ادارة الازمه من ٢٠٠٣ وليومنا هذا فبعد سقوط بغداد يفترض ان يكون هناك مشروع لبناء دوله ومؤسسات لان التغيير ولادته سببت انعطافاً حاداً كما يعلمه الكثيرون فالانتقاله كانت من نظام دكتاتوري الى نظام مدني ديمقراطي وفدرالي أو ( تحت  هذا العنوان افتراضاً )رغم ان فكرة هكذا دوله لم تحصل على توافق سياسي باغلبيه كون الاحزاب جميعها لم يكن همها بناء دوله ولكن كان همها الوحيد هو الكيفيه والاليه التي تساعد تلك الاحزاب على تفعيل نفسها من خلال توسيع دائرة صلاحياته وبالتالي تقوية نفوذها لتتمكن من التهام او سحق منافسها، والتي  أدت الى استفحال الطائفيه التي ساهمت بتقسيم العراق كي لا يتقيد او يبتعد عَن المركزيه في الادارة بغية الإفراط في الفوضى، والقارئ لهذه المرحلة يجد ان مصائب العراق والعراقيين متعدده وعلى مر عقودٍ من الزمن ولكن القاسم المشترك لأسبابها ومسبباتها هو السعي للتعنت والتمسك بالانفراد بالقرار وجعله هدفاً اساسياً، فهذا البلد وعلى مر تلك العقود كان يقع تحت النظم  الدكتاتوريه وبشكلٍ متواترة ولم يكن همها بناء دوله لها شان ولها مؤسساتها التي تستطيع العيش والزحف الى الامام اسوةً بباقي الدول حتى وبعد ما تداولت السلطة وتنقلت مابين هذا وذاك نجد ان بناء الصنم لا الوطن كان اكبرُ همهم وكيفية تمجيده ولاننكر ان البعض منهم قد قدم شيئاً ولكن حجم العطاء لايتناسب وحجم العراق، واختلفت الدكتاتوريات فمنها تلك التي كانت كبيره لتشمل سيطرتها على كل اجزاء العراق واُخرى صغيره قد تقتصر على قريه صغيره او مدينه او حزباً صغيراً يبحث عن زعامه ووجود والبعض منها عاش طويلاً ولسنوات ولكن سياسته كانت تستنزف مصادر الطاقات بكل أنواعها البشري والطبيعي وما سواه والآخر لم يهنأ حتى بالاحتفال بعيد ميلاده ومرت السنين ولم نخرج الا بما وثقه التاريخ واكدت عليه الأحداث حيث ارتبطت ستراتيجيتهم على اختلاف تياراتهم الحزبيه بسمة مشتركه كانت من أولوياتها هي إلغاء واقصاء وتهميش الاخر على الرغم من علمهم جميعاً بان العكس هو من أساس نجاح الشعوب وتقدم البلدان اذا ماكان الانتماء لخدمة الوطن لا الطائفه اوالحزب او حتى العشيرة التي نادى بها البعض فالدعوى للتعايش السلمي هي الترفع والرقي لفكر نبيل يساعد على احتواء كل التحديات والأزمات والخروج منها بنتائج  تعبر على الانتماء للوطن وكل ذلك لايتطلب سوى تشريع قوانين تخدم كل المكونات تحت خيمة الوطن الواحد مع مراعات وحفظ خصوصيات كل مكون من تلك المكونات وبالاستناد على قاعدة الحقوق والواجبات.
      وخير الامثله على كل ماتقدم هي تلك الأقرب زمنياً لنا وهي واحده من تلك التجارب التي نجحت في تحرير الاراضي التي سيطرة عليها ( داعش) ذلك التيار الإرهابي الذي بداء ينخر في جسد الامه ولم يكتفي بذلك فحسب بل أخذ بوضع ستراتيجيات وخطط مستقبليه للمناطق التي سيطر عليه وحاول في كثير من الأحيان السعي للتغير ليشمل حتى المعالم والخصوصيات التي تتمتع بها المناطق المحتله،فتحرير منطقه مثل ( طوزخرماتو ) إنما هو نصر جديد يفتخر به العراق بكامل طوائفه ويحسب لمن سعى لتحقيقه وسوف يذكره التاريخ بسطور من نور ولكن مابعد التحرير تسعى لان تخلق ازمه ترمز اليها برفع علم مفادها دعوى عنصريه وطائفيه لتثير الفتنة من جديد في جسد هذه الامه لتولد تيار جديد يهدف الى زرع الحقد والكراهيه بين مكونات ممكن ان تتعايش فيما بينها تحت قانون العداله الاجتماعية والانسانيه محاولاً بذلك لإعادة الوضع الى المربع الاول وذلك هو الفشل السياسي بعينه وهذه المره تكون قد أطلقت  ( طلقة الرحمة ) على جسد ذلك البلد الجريح الذي تعدد طعناته ولايحتمل المزيد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب