23 ديسمبر، 2024 7:07 ص

طواويس منتوفة.. ومستنقعات سياسية ضحلة!

طواويس منتوفة.. ومستنقعات سياسية ضحلة!

ما من فائدة تذكر للطاووس سوى الأستعراض بريشه الملون, بمجرد أن ينتف ريشه يصبح مجرد قطعة لحم طازج تغري الثعالب, هذا هو تماما حال بعض ساسة العراق في الوقت الراهن, الا أن الفرق بين الطاووس والسياسي أن الأول لا خيار أمامه سوى الأستعراض, فهذا دوره في الحياة, أما الثاني فقد أختار أن يصبح كذلك, بعد أن تخلى عن القيام بدوره الحقيقي, وأتجه للأستعراض الذي لم يتقنه أيضاً.

رغم أن المشهد السياسي يعج بتلك النماذج الأستعراضية, التي جُردت من ريشها, الا أن البرلمان له حصة الأسد من تلك النماذج.

نائبة تظهر على الفضائيات تتحدث عن معاناة النازحين, رغم أنها في لجنة تتولى الاهتمام بشؤونهم, تضع على سترتها الأنيقة وردة حمراء, وقد بدت على وجهها مظاهر العناية بالبشرة, وعمليات التجميل, بينما تسرد قصص أحتراق وجوه الأطفال في المخيمات بحرارة الشمس!

بينما راح زميل النائبة في البرلمان يستعرض قدراته العضلية, أمام الجنود في المعارك فأطلق أطلاقتين بالمدفعية, ولم تبق زاوية من زوايا المشهد المبارك الا وألتقطتها الكاميرات, لتظهر بطولة النائب, الذي يغفو على مكيفات الهواء على مدار الساعة, لأن المنطقة الخضراء لم تشمل بالقطع المبرمج, لهذا لم تترك شمس الصيف بصمتها على وجه السيد النائب, كما فعلت مع الجنود الواقفين بجانبه, بل حتى أن شهر رمضان لم يترك اثراً, هو الآخر على النائب, كما فعل الجوع الإجباري بأبدان المقاتلين.

نائب آخر لا يضيع الفرصة لألتقاط الصور, فقد أصبح مولعاً بألتقاط الصور لنفسه وتوزيعها على مواقع التواصل الأجتماعي, وأذا عرف السبب بطل العجب كما يقال فقد أجرى عمليات تجميل وزرع شعر, قبيل شهر رمضان, لذلك يتمنى أن يرى الناس التغييرات الجديدة التي طرأت على هئيته, حتى لا يستغربوا شكله اثناء إنعقاد جلسات البرلمان!

لم تتوقف عدوى الأستعراض تلك على المسؤولين فقط, بل أنتقلت الفايروس ألى عوائلهم أيضاً, فقبل عيد الفطر بعدة أيام, بادرت زوجة أحد المسؤولين لأفتعال أزمة أمام صالون حلاقة للسيدات, لأنها أرادت أن تركن سيارتها, أمام صالون الحلاقة وفقاً لما تناقلته بعض مواقع التواصل الأجتماعي, ووثقته عدسات الكاميرا.

تلك نبذة مختصرة عن أفعال بعض الساسة من مختلف الطوائف, حتى لا يفكر بعض المرضى بوضع لمساته الطائفية في الموضوع, فليس هناك فرق بين شركاء الخراب على أختلاف مذاهبهم ومشاربهم, ترى هل يدرك طواويس السياسية حقيقة سقوط الريش الذي يغطي جلودهم؟ أم أن ضحالة المستنقعات السياسية تعكس لهم ألوناً أخرى توهمهم بأن مشوارهم الأستعراضي ما زال في بدايته؟