23 ديسمبر، 2024 9:09 ص

طواني العشق

طواني العشق

ولا تَغْضَبْ وعُدْ كَرَما

ودَعْ يا مُهْجَتي البَرَما

فمِثْلي عائدٌ .. نَدَما

أَلَا تؤويهِ في الحَرَمِ

أنِرْ كالشمسِ إِذْ ظَهَرَتْ

يَغيبُ الليلُ ما نَظَرَتْ

ونيرانُ الضِيا شَجَرَتْ

بِجَذْرِ النَفْسِ في القِدَمِ

وهلْ كلّي سوى أثَرِ

لفَيْضِ الحبِّ في النَّظَرِ

كحالِ الضوءِ و القَمَرِ

فَأَنَّى نَظْرةُ البَرَمِ ..

غريبٌ بينَ مَنْ جَلَسوا

وما قالوا وما هَمَسوا

وما أُذْنٌ لِمَا دَرَسوا

صَغَتْ أَوْ دارَ من كَلِمِ

أراكَ النورَ قَدْ سَطَعَا

فما يُبْقي وَقَدْ جَمَعَا

شتاتَ العَيْنِ فاشْتَرَعا

لَهُ دَرْباً  ..  بلا ظُلَمِ

أنا موجُ الهوى سُفُني

وذيْ ذكراكَ تقتلني

متى بالودِّ تذكرني

وذي من أنْعمِ النِعَمِ

أجبني مَنْ أكونُ أنا

أجِبْ مَنْ ضَيَّعَ الوطَنا

أنا المفقودُ فيكَ هنا

فجِدْني في ضَياعِ عَمِي

أنِرْ في خاطري الطُرُقا

أمَا للسائرينَ لِقا ..

أجِبْ بالفَيْضِ مَنْ وَثقَا

ولا تَفْضَحهُ في الأُممِ

ألا تؤويهِ .. مَنْ ثُكِلا

وبينَ النَّاسِ قَدْ سُئِلا

حبيبُ القَلْبِ هلْ رَحَلا

وما يُمضي الجوابَ فَمَي

وَمَنْ منّا إذاً بَعُدا

وهلْ يبقى الفراقُ غَدَا

أمَا دَرْبٌ عَلَيْهِ هدى

وما رشْدٌ لدى الحُلُمِ

أنا بالعشْقِ مُعترِفُ

وهذا الودُّ لي شَرَفُ

وما شمسٌ ستنْكَسِفُ

بحُجْبِ البُعْدِ والسأَمِ

طواني العِشْقُ فاندَثَرتْ

عيوني بعدما بَصرتْ

ضياءَ الوَجْهِ فانتشرتْ

بي الأنوارُ .. كالحِمَمِ

أزِحْ بالحبِّ أنْسجتي

وبدّلْ بالهوى رئتي

ولا تبقِ لأوْردتي ..

سواهُ النور غَيْرَ دَمِي

ولا تغضبْ فَقَدْ نَزَفتْ

شجىً روحي وَقَدْ عَرَفتْ

دروبَ العِشْقِ فاخْتَلَفَتْ

الى عَيْنَيَكَ في نَهَمِ
[email protected]