الطواشة لمن لا يعرفها أو غابت عن ذاكرته تعني تجميع مادة معينة او عدة مواد مبعثرة في مكان معين ومتناثرة هنا وهناك ويتم جمعها في مكان معين والطواش هو الشخص الذي يؤدي هذا العمل . الطواشة مهنة موسمية كانت سائدة ومنتشرة في العراق وخصوصآ في المناطق الجنوبية وتكثر في المناطق الزراعية وبالأخص في بساتين النخيل وحولها في مستودعات خزن التمور ، طابع هذه المهنة يتمحور في وجود أشخاص من الرجال و النساء العاطلين عن العمل والباحثين عن لقمة عيش لهم يتجولون في المناطق الزراعية التي تكثر فيها أشجار النخيل في مواسم قطف التمور وهؤلاء يعرضون خدماتهم على أصحاب النخيل . وبعد أن يبدأ الصاعود وهو الفلاح الذي يتسلق النخيل ويقص عثوق التمر من النخلة فيتساقط قسم من التمر على الأرض ويتبعثر حولها فيقوم هؤلاء الطواشين بالدوارن حول النخيل وجمع التمور المتساقطة وحملها الى أماكن معينة ومن ثم يتم تنظيفها ويضعونها في مخازن التمور ، يستمر عمل الطواشين لحين إنتهاء موسم الحصاد والتسويق فيعودوا أدراجهم منتظرين الموسم القادم فيأتون الى موقع عملهم السابق وإن لم يرغب بهم رب العمل فيضطرون الى التجوال بين المزارع عارضين أنفسهم عسى أن يفلحوا بأحد يقبل خدماتهم .. مع تناقص أعداد النخيل نتيجة الحروب العبثية والدمار الذي لحق بأغلب المزارع وإنحسار المياه وضمور زراعة فسائل نخيل جديدة إختفت مهنة الطواشة حينآ من الدهر . مع تواجد الأحزاب والكتل السياسية وزيادة أعدادها في مواسم الإنتخابات مهدت لظهور مهنة الطواشة من جديد ولكنها تختلف عن طواشة أيام زمان ، فالطواشين اليوم هم طواشين سياسة وباحثين عن أرزاقهم عبر الترويج للأحزاب وقنص المناصب وينتهزون فرصة قرب موسم الإنتخابات فيجوبوا الشوارع باحثين عن يافطات وعناوين لدكاكين الأحزاب السياسية عسى أن تقبل بهم مكملين لقوائم أسمائها المرشحة لخوض الإنتخابات فيجمعوا لهم الأصوات لتفوز الكتلة السياسية وتحرز أعلى الأصوات وتعتلي عدة مناصب ولربما يفوز الطواش مع الفائزين فتؤخذ المواثيق والتعهدات والأيمان المغلظة عليه بالعمل وفق سياقات وأوامر وتوجهات الحزب ورئيسه الذي عمل الطواش معهم ، وبعد إسدال الستار على الإنتخابات يرجع أغلب الطواشين بخفي حنين ينتظرون الإنتخابات القادمة ليقفوا على أعتاب دكاكين الأحزاب السابقة عسى أن تقبل خدماتهم من جديد وإن رفضتهم فبالتأكيد سوف تتلقفهم دكاكين أخرى باحثة عن صور طواشين جدد ليملؤا فراغات قوائمهم المرشحة في الإنتخابات وما أكثر الطواشين اليوم تراهم يتنقلون في كل إنتخابات من حزب الى حزب ومن قائمة الى قائمة أخرى .