حصل ما تحدثنا عنه قبل أكثر سنة من ألان، في مقالنا ( اعذروني سأعلن تشيعي)، شتمنا وخونا واتهمنا، كعادة الشعب العراقي الذي تقوده عواطفه، ومازال يعبد الأصنام التي هدمها الإسلام قبل أكثر من1420 سنة، قلنا في حينها أن ساسة السنة ارتكبوا خطأ استراتيجي عندما ساهموا بإزاحة المالكي عن كرسي الحكم، كون الرجل لا يعنيه شيء ولا انتماء بقدر بقائه بالسلطة، هذه الثغرة يمكن استغلالها للحصول على المكاسب التي يطمح لها الشارع السني، ووضع أصحاب الأجندة الإيرانية العميقة في زاوية ضيقة، ولم يمنحهم أي سلطة في القرار، حصل ما حصل أتى العبادي الضعيف الذي يمكن من خلاله ان يمرر الشيعة الذي يحفرون بالابرة، لتحقيق أجندتهم التي رسمها وخطط لها سليماني، لينفذها صاحب الراية الصفراء في الجادرية، والأداة مقتدى المتخبط صاحب القاعدة الجاهلة، التي يتحكم بها كما يتحكم بخاتم إصبعه، انسحب السيستاني من الساحة، فقد نضج المخطط، وكانت الخطوة الأولى الانقلاب في البرلمان، ليأتي بشخص منتمي للسنة كمذهب، لكن لا يحمل سوى أجندة السلطة، ولا يمكن للسنة الاعتراض فهو سني المذهب، ليتم تمرير القرارات حسب ما يتناسب مع المخطط المعد سلفا، تماما كما كان طه محي الدين معروف يمثل الأكراد في زمن الرئيس الراحل صدام حسين! غباء ساسة السنة وعمالة بعضهم الآخر، وتضحيتهم جميعهم بجمهورهم لاجل السلطة، دفعهم للتحالف مع حاكم الزاملي، بعد أن صوتوا عليه كرئيس للجنة الامن في مجلس النواب، نسوا من هو حاكم الزاملي الإرهابي الذي قتل المئات بدم بارد عندما كان وكيل وزير الصحة! ذهب دم المهداوي والحجية والمئات من أبناء الاعظمية فداء لتولي احمد الجبوري أي منصب، أو تسليم اللويزي أي موقع، كيف يمكن أن يصدق أو يؤمن سياسي لتيار مثل الصدريين الذي لهم كل شهر تحالف جديد مع أبناء جلدتهم ولم يصدقوا أو يلتزموا بأي من تحالفاتهم تلك، حذرنا ان من يمثل السنة رهط من الأغبياء لا يفقهون من السياسية إلا التصريحات، ليس بينهم شخص واحد مؤهل لمواجهة ساسة عدتهم إيران لقيادة مشروعها في العراق، ايران التي تمكن من استغفال الغرب بدبلوماسيتها، كيف يكون تلامذتها، أين تربى ساستنا في السعودية ام في قطر! رغم كل الدعم الأمريكي لنا كسنة والعمق العربي، لم نتمكن من تحقيق أي من أهدافنا، عندما حاولنا تعطيل معادلة الحكم الجديدة في العراق وأبعادنا عن السلطة، دمرنا محافظاتنا وافرغناها من أهلها! ليتفضل عليهم الشيعة ومرجعيتهم
بإعادة تحريرها و بمعونات غذائية تسد رمق االاطفال والنساء، وعندما أردنا أن نلعب بالسياسة خسرنا كل شيء ليربح من ادعى تمثيلنا، لتتضح الصورة اليوم، وثيقة أصلاح وطني، يغيب عنها توقيعها الصدريين، رغم موافقتهم عليها، بعذر ان خلاف حصل بين وفدهم وبين تشريفات القصر الرئاسي! وغياب حزب الدعوة الذي ناقشها سابقا في اجتماع التحالف الوطني، يتمكن عمار الحكيم الإيراني العقلية والتفكير من توقيع القيادات السنية عليها، بالاتفاق مع حلفائه الأكراد، لتأتي المرحلة الثانية، بعد أن ترك العبادي بتوجيه جماعته الصورة رمادية، اعتصم النواب ليقيلوا رئيس مجلس النواب السني، ويطلبوا من النواب الذي اعتصموا معهم وكلهم بين مستفيد من الحاكم وبين فاسد يريد التغطية على فسادة ترشيح احدهم لرئاسة مجلس النواب، ليكون في جيب حاكم الزاملي يحركه كيف شاء وإلا..! ويصبح اتحاد القوى كتلة سياسية لا يحق لها ترشيح أي شخصية للقضاء على المحاصصة! ثم تشكل حكومة يشكل الشيعة والأكراد عمادها والمكونات وكم وزارة لسنة انتماء وليس مشروع، الفرصة الأخيرة لاتحاد القوى الانسحاب التام من العملية السياسية، أو فرض شروط لإنهاء المحاصصة أبرزها أن لا يكون منصب رئيس الوزراء من حصة الشيعة، باختيار شخصية مسيحية أو صابئية، ويكون لرئيس الوزراء حق اختيار وزرائه وللوزير حق اختيار مساعديه من وكلاء ومدراء عامون، ولا سبيل أمام اتحاد القوى إلا هذا أو القبول بطه محي الدين معروف سني ليمثلهم…