23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

طه اللهيبي وعقدة الإحساس بالنقص

طه اللهيبي وعقدة الإحساس بالنقص

ليست مشكلتنا إذا كان اللهيبي ومن لف لفه من يدور في الفكر الشوفيني للهيبي من قادة ورموز وحتى أشخاص عاديين في الجانب الآخر من ضفة الرافدين، وهم يفكرون بهذه الطريقة الناقصة التي تسيء لهم ولجمهورهم قبل أن تسيء لنا، وهو ليس بالشيء الجديد ما سمعناه من هذا النائب الذي كان الأجدى به وهو يتقلد منصبه النيابي تحت قبة البرلمان أن يكون ممثلاً لكل العراقيين في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، وأن يكون منصفاً لأبناء جلدته لا أن ينظر للعراقييّن بعين حولاء فلا يرى فيها إلا ما يشتهي ويحب، فلقد سبقه في هذا المضمار الرخيص من الدعاية الطائفية الكثير من الرموز الطائفييّن الذين ابتلينا بهم وابتليَّ بهم العراق الحبيب.

والبعض يتذكر المقالات سيئة الصيت التي كتبها الطاغية صدام بعد الإنتفاضة الشعبانية في ربيع 1991في صحف الحزب المحظور حين انتفض عليه شعب العراق من جنوبه وحتى شماله، لكنّه حين أراد أن يصب جام غضبه لم يختر غير أهلنا بالجنوب، ووصفهم حينها بأسوء النعوت وأقبحها ولم يتذكر بأنه رئيس لكل العراقييّن وليس لفئة محددة من شعب العراق، حتى وصل به الحد بأن قال عنهم بأنهم ليسوا عراقييّن بل هم من الهنود، وهذا ما ردده وبطريقة ببغائية النائب اللهيبي وكأنه حفظ الدرس الطائفي بطريقة جيدة، وأضاف عليه الطاغية حينها ما هو أقذر من ذلك، حين وصف هذه الفئة من شعبه المجاهد والخيّر في جنوب العراق بأنهم يمارسون زنا المحارم، لعنه الله، فلا نستغرب من خطاب اللهيبي إذا كان رئيسه الذي مايزال يحنٌّ إليه ينعت شعبه بهذه النعوت ويسيء لهم بهذه الإساءات، ولم تتوقف الإهانات والتجاوزات عند هذا الحد، فبعد التغييّر الذي حدث 2003 وانتهى بسقوط طاغية العراق المخزي، تصدى لمثل هذه اللغة الطائفية المشحونة بالحقد والسباب الكثير ممن ادعوا الوطنية وتبلسوا لباس السياسة والدين، وما زالت أصداء صرخات النائب عدنان الدليمي عالقة في ضمائرنا حين كان يصرخ ويستغيث بأعلى صوته وهو يدق على صدره : أنا طائفي، ليستنجد بالغرباء من حثالات الأرض ليحرروه من أخوته العراقييّن، لكن يبقى العراق لكل العراقيين ولن يضيرنا ما نسمعه هنا وهناك من ألسنة السوء، وساسة النفاق والطائفية، وهي لا تسيء لنا أبداً، فنحن لسنا كغيرنا ، نحن شعب نعرف من نحن وما هو تاريخنا، وليست لدينا مشكلة مع انتمائنا، ولا مع رموزنا وقادتنا، نحن نفتخر بأننا هنود العراق أول من أسس الحضارة الإنسانية في بلاد وادي الرافدين حين كان اللهيبي وقومه يعيشون على هامش التاريخ يرعون الأبل والماعز. ونحن نفتخر بأننا هنود العراق أول من علم البشرية وعلمهم حروف الأبجدية ليتطاولوا بها علينا ولم يراعوا ( من علمني حرفاً ملكني عبداً)، ونحن الهنود العراقييّن نفتخر بقادتنا ورموزنا وأئمتنا بل ونقدسهم لما قدموه لهذه الأمة الجاهلة، نفتخر بالإمام الهندي علي ابن أبي طالب القرشي الهاشمي العربي لما قدمه من تضحيات وعلوم ومعرفة وعدالة ومساوات. ولا نعرف من هم قادة اللهيبي ورموزه وأئمته، نحن هنود العراق نعتز بأننا تحملنا ولوحدنا عبء المسؤولية في الدفاع عن العراق

في كل معاركه التاريخية حين كان اللهيبي وقومه يكتفون بالوقوف على التلة والتفرج على ما يحدث للعراق، نحن هنود العراق نعتز بعراقيتنا وعروبتنا وبشرفنا ولم ولن نسمح لحثالات الأرض من داعش وغيرها أن تدنس شبراً من أرض الهنود العراقييّن، فهل استطاع اللهيبي وقومه أن يدافعوا عن أرضهم ويمنعوا الأغراب من داعش أن يستبيحوا أرضهم، نحن هنود العراق نفتخر بأننا حافظنا على نسائنا من أن تدنسهم قذارات داعش، فهل استطاع اللهيبي وقومه أن يحموا نسائهم وأعراضهم من أن يدنسها داعش؟ وأخيراً وليس آخراً نحن هنود العراق سنظل أوفياء لتربة هذه البلاد وهوائها وسمائها، وسنحمل الغيرة والسلاح لا لندافع عن أرض هنود العراق وأعراضهم فقط، بل سندافع فيها حتى عن سقط المتاع، اللهيبي ومن لف لفه فقط لكونهم عراقيون حتى وأن لم يكونوا هنود.