16 سبتمبر، 2024 9:58 م
Search
Close this search box.

طهران و اللعب على أکثر من حبل

طهران و اللعب على أکثر من حبل

قيام 260 نائبا في البرلمان الايراني التوقيع على بيان طالبوا فيه بأن يتضمن الاتفاق المحتمل بين طهران و مجموعة 1+5، سحب الملف النووي الايراني من مجلس الامن الدولي، خطوة جديدة تسعى طهران من خلالها ممارسة الکثير من المناورات السياسية الجديدة وهي في خضم الاستعداد لإتفاق تأمل أن يکون وفق مقاساتها و رغباتها، وعلى الرغم من أنه لايزال هناك الکثير من العقبات أمام التوصل للإتفاق النهائي المنشود لکن يبدو أن هناك أکثر من غاية في نفس طهران و هي تلعب و تناور على أکثر من إتجاه ولاسيما وان الملف النووي و بإعتقاد معظم المراقبين و المحللين السياسيين يعتبر من أهم المرتکزات و الاسس التي يعتمد عليها النظام السياسي في إيران للمستقبل.

البيان الذي وقع عليه النواب الايرانيون لم يتوقف عند سقف المطالبة بسحب الملف النووي من مجلس الامن الدولي وانما أکدوا أيضا بأنه وفي “حالة نقض الاتفاقية من جانب الغرب، سوف تعتبر إيران الاتفاق ملغيا، وسيتم تخصيب اليورانيوم وفقا للمستويات التي تحتاجها البلاد”، وفي هذا الکلام الکثير من المعاني و الايماءات المقصودة، ذلك أن طهران کما يبدو من خلال معظم التصريحات و المواقف التي صدرت عنها بدءا من المرشد الاعلى خامنئي و إنتهائا ببيان البرلمان هذا يتم التشديد على نقطة جوهرية واحدة وهي ان الاتفاق يجب أن يکون بالاتجاه و السياق الذي يضمن إستمرار البرنامج النووي.

مراجعة مسيرة 12 عاما من المفاوضات النووية بين طهران و مجموعة 1+5، تثبت دائما حقيقة مهمة تمت ملاحظتها على الدوام من قبل مختلف المختصين بالشأن الايرانيين، وهي ان طهران نجحت کثيرا في مراوغة الدول الکبرى و إدامة المفاوضات بالصورة التي ترتأيها مصلحتها و أهدافها المبيتة و ليست وفق ماترتأيه و تطلبه المقاييس و المعايير الحقيقية المطلوبة إتباعها في هکذا حالات خاصة، لکن وان کانت مناورة إشراك البرلمان الايراني في اللعبة و دفعها لکي تقوم هي الاخرى بالمناورة وفق طريقتها الخاصة، غير ان الاهم من ذلك کله، ان هناك مسعى جاد في طهران من أجل الربط بين الملف النووي و قضية مساهمة طهران في الحرب ضد تنظيم داعش خصوصا وان هناك لوبي تابع لطهران ينشط في عدة عواصم عالمية يهدف التسويق لهذا الامر، وفي نفس الوقت يجب أن نشير أيضا الى أن هناك البعض ممن تروق لهم هذه الفکرة و يعتقدون بأنها الطريق للقضاء على تنظيم داعش الارهابي.

الموقف الدولي في المفاوضات و الذي يتسم بشئ من الليونة و التساهل، تبذل طهران جل مساعيها في سبيل إستغلاله بالصورة المثلى لصالح أهدافها و غاياتها، وان تنظيم داعش الذي کما يظهر تم تهويله و تضخيمه کثيرا و هناك أکثر

من طرف و جهة دولية و إقليمية تقف خلف إستمرار داعش بما فيه طهران نفسها المتورطة بصفقات مشبوهة مع هذا التنظيم على أکثر من صعيد و بأکثر من إتجاه و سياق وهي کما يبدو تريد الاستفادة من ظاهرة داعش حتى الرمق الاخير، غير ان الذي يجب أن لاننساه أبدا هو ان داعش و غيره من التنظيمات المتطرفة قد ظهرت بالاساس کرد فعل على التطرف الديني الذي صدرته و غذته و زرعته طهران في العديد من الدول في المنطقة، وهنا من المفيد جدا أن نقتبس جانبا من کلمة الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي والذي ألقته في يوم المرأة العالمي في برلين حيث قالت بشأن إحتمال إشراك طهران في المواجهة ضد داعش والذي قالت فيه:(ان الصمت حيال تدخلات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران في العراق وسوريا والدول الأخرى في المنطقة، ناهيك عن التعاون معها، بحجة مواجهة داعش يعتبر خطأ استراتيجيا. ومن السذاجة بمكان أن نطلب من الذي أشعل النيران أن يخمدها. بالعكس السياسة الصحيحة هي في قطع أذرع نظام الملالي من العراق وسوريا.).
[email protected]

أحدث المقالات