23 ديسمبر، 2024 1:40 ص

طهران ولعبة الخطوط

طهران ولعبة الخطوط

تظاهر القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال محادثات فيينا بأنهم غير مکترثين بعدم التوصل لإتفاق نووي، ومن إنهم لن يتنازلوا عن ما يسمونه ب”خطوطهم الحمر”، لايبدو إنه مقنع لأوساط المراقبين والمحللين السياسيين المتابعين والمختصين بالشأن الايراني، کما إنه وبناءا على معلومات واردة في تقارير عالية الدقة والمصادقية، بشأن موقف الشعب الايراني من المحادثات الدائرة في فيينا، فإنه يتابع ذلك بإهتمام بالغ وهو يسخر من الموقف الرسمي الذي يتظاهر بعدم الاکتراث لنتائج المحادثات ومن إنه لن يعقد على ذلك الامال.
المشکلة الاقتصادية لم تعد تٶثر سلبا على الشعب الايراني بل إنها باتت تٶثر على النظام نفسه الذي لن يتحمل المطاولة لأشهر أخرى بهذه الصورة، وإن عقبة الحرس الثوري وتمسك النظام الايراني بها وجعلها شرطا وحتى بمثابة خط أحمر کما ذکرت بعض المصادر، هو لأن النظام يعلم جيدا بأنه وحتى في حالة تخليه عن هذا الشرط وإبرام الاتفاق النووي وإطلاق ملياراته المجمدة فإن مشکلته لن تجد لها حلا ولذلك فإنه وعندئذ فإنه لامناص من المواجهة الکبرى مع الشعب الايراني، وإذا ماعلمنا بأن معظم الانتفاضات التي حدثت ضد النظام کان الحرس الثوري هو من يقوم بطرق واساليب مختلفة بالتصدي لها، فإنه وفي إنتظار المواجهة الکبرى القادمة لامحال، بأمس الحاجة للحرس الثوري خارج قائمة الارهاب حتى يمکن إعداده وتهيأته وتسليحه بمنتهى الحرية لکي يکون في مستوى هذه المواجهة التي ستکون حتما مصيرية لأنها في آخر محطة للنظام وآخر محطة لصبر الشعب الايراني.
الامر الذي يجب أن نلاحظه ونأخذه بنظر الاهمية والاعتبار هو إن القادة والمسٶولون الايرانيون يأخذون الموقف المتربص للشعب الايراني من محادثات فيينا بنظر الاعتبار ولايريدون أن يظهروا أمامه بأن مطالب وتعنت النظام هو السبب وراء عدم التوصل للإتفاق، ولذلك فإنهم يقومون هذه الايام بذکر إنتقادات کان الامريکيون يوجهونه لطهران، عندما يقولون بأن واشنطن تطرح شروط ومطالب جديدة في المحادثات وتقوم بعرقلة التوصل للإتفاق!
عندما تنقل صحيفة”جهان صنعت”الحکومية وفي تقرير لها تحت عنوان”حظر الحرس المانع الرئيسي أم حرب دعائية”، عن الخبير الحكومي علي بيكدلي قوله انه “بالنظر إلى العجز الكبير في الميزانية، سنواجه مشاكل إذا أردنا إدارة البلاد في عام 1401 بنفس الطريقة، مشيرا الى أن سعر اللحوم يصل إلى 300000 تومان للكيلوغرام الواحد، ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الإجراء إلى حدوث مشكلة، لذلك من الضروري أن يتعامل كبار المسؤولين مع هذه المشكلة ويتم التوافق مع الأمريكيين.”، فإن طلب الصحيفة الصريح بالتغاضي عن مطلب إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب والاتفاق مع الامريکيين لوحدها کافية لتضعنا في الصورة الحقيقية للأوضاع في إيران!