يمکن القول بأن الاعتماد على النفوذ والهيمنة غير العادية في بلدان المنطقة تشکل واحدة من أهم الرکائز للنهج الذي يتبعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وعلى الرغم من الضغوط والتحذيرات الدولية على هذا النظام من أجل تخليه عن دور المشبوه هذا في بلدان المنطقة والذي أثار ويثير الکثير من الفوضى وعدم الاستقرار کما نرى في العراق واليمن ولبنان بصورة أکثر من واضحة، إلا إن إيران تصر على دورها ونفوذها في بدان المنطقة يساهم بإستباب الامن والاستقرار فيها!
الدور الايراني المشبوه في المنطقة کان على الدوام واحدة من الامور والمسائل التي تطرح على الطاولة في أي لقاء دولي مع النظام الايراني، وإن وزيرة الخارجية، كاثرين كولونا، قد شددت على هذا الامر خلال تصريحات صحفية أخيرة لها يوم الجمعة الماضي عندما قالت إن:” السلطات الإيرانية تعتمد خطاب هيمنة على المنطقة ولا تريد التنازل عنه” في إشارة إلى دعمها لبعض الميليشيات سواء في العراق أو اليمن وسوريا ولبنان” وأضافت بأن إيران تواصل مدّ نفوذها على حساب أمن وسيادة جيرانها، مشيرة إلى أنها ستقدم اقتراحات جديدة لتعزيز الأمن الإقليمي.
کلام هذه الوزيرة کما هو واضح، کلام واقعي ولکن، إذا ماکانت قناعة هذه الوزيرة وکذلك قناعات وزير الخارجية الامريکي ومستشار الامن القومي وغيرهم من کبار المسٶولين الامريکيين، إذن لماذا لم تصبح مسألة دور وتدخلات النظام الايراني في المنطقة أحدى نقاط البحث في محادثات فيينا؟ علما بأن بلدان المنطقة وبحسب التحليلات السياسية ورٶية وفهم مختلف الاوساط والشخصيات السياسية ستکون المتضرر الاکبر من العودة للإتفاق النووي والذي سيکفل دعما سياسيا وماليا للنظام الايراني وإن مختلف المٶشرات تٶکد على إن الدور والنفوذ الايراني في المنطقة بعد العودة المزمعة للإتفاق النووي ستکون أکثر سوءا من الذي حدث بعد إتفاق عام 2015.
لن تتخلى إيران عن دورها ونفوذها في بلدان المنطقة فذلك يشکل رکيزة لنهجها وهي لن تحيد عن هذا النهج إطلاقا وهذا ماقد أکدت الاحداث والوقائع على مر العقود الماضية بجلاء، بل وحتى إن إصرار طهران على مواصلة جهودها السرية من أجل تطوير برنامجها النووي والحصول على القنبلة النووية إنما هو من أجل تعزيز وترسيخ دورها ونفوذها في المنطقة وجعله أمرا واقعا، ومن هنا فإنه من الضروري جدا أن يجري أخذ هذه الحقيقة بنظر الاعتبار والاهمية من جانب الدول الغربية لأنها ذلك هو الواقع بعينه!