18 ديسمبر، 2024 7:36 م

طهران وتجاوز الخط الاحمر

طهران وتجاوز الخط الاحمر

أکثر مما تميز به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تأسيسه، هو دأبه على تجاوز الخطوط الحمراء التي يضعها المجتمع الدولي أمامه لکن تجاوزه يکون دائما بإتباع الطرق والاساليب التمويهية المخادعة والزعم بأنه لايريد أو ينوي ذلك، ولکن وعندما يتحقق هدفه فإنه يظهر وجهه الحقيقي ويتصرف مع المجتمع الدولي بطريقة واسلوب يمکن أن نصفه بالصلف.
لکي نعرف تجاوز هذا النظام للخطوط الحمراء لمرات عديدة وإستمراره على ذلك، فإنه وعلى سبيل المثال لا الحصر، قد قام بذلك في مجال تصدير التطرف والارهاب، وکذلك في مجال الصواريخ الباليسية وفي مجال التدخل في بلدان المنطقة وکما نعرف فإن جميع ذلك قد شهدناه وشهده المجتمع الدولي والدول العظمى بشکل خاص، لکن من الملفت للنظر والسخرية في نفس الوقت أن يطالب من أبرز الخبراء الأميركيين في مجال الأمن القومي، من إدارة الرئيس، جو بايدن، باستعادة “دبلوماسية التخويف” مع طهران والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية بشكل واضح ضد التقدم النووي الذي تحرزه إيران، إذا لزم الأمر، وحذروا من أن “إيران تجاوزت الخط الأحمر” في الملف النووي!
هذه المطالبة التي جاءت في بيان صادر يوم الجمعة الماضي ووقعه هوارد بيرمان، وميشيل فلورني، وجين هارمان، وليون بانيتا، وديفيد بتريوس، ودينيس روس، وروبرت ساتلوف، قد فيها تقديم تقييم صارم بشكل خاص للمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران بحجة أن الدبلوماسية بين البلدين “تبدو وكأنها تتراجع”، بينما طهران “تتحرك بنشاط نحو القدرة على الحصول على الأسلحة النووية”، وأضافوا في جانب آخر من البيان وهم يٶکدون على النوايا المشبوهة للنظام الايراني بقولهم:” من المهم أن نتذكر أن الحد الأقصى للتخصيب الإيراني المنصوص عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 كان 3.67%. وكان من المقرر أن يكون هذا أقل بكثير من خط التخصيب بنسبة 20%، والذي يفصل بين اليورانيوم المنخفض التخصيب والعالي التخصيب والذي كان يُنظر إلى عبوره على نطاق واسع على أنه مؤشر على نية إيران للتحرك نحو تخصيب نووي للأسلحة. وبالنسبة للكثيرين منا، بمن فيهم أولئك الذين دعموا خطة العمل الشاملة المشتركة، كان التخصيب بنسبة 20% خطاً أحمر للولايات المتحدة من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. والحقيقة الآن والأكثر خطورة اليوم هي أن إيران تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% وتهدد بالانتقال إلى 90% من التخصيب”، لکن أهم ماقد جاء في البيان هو قولهم بأن:” العزلة السياسية وقرارات الإدانة في المحافل الدولية والعقوبات الاقتصادية الإضافية” التي فرضتها الولايات المتحدة والدول المناهضة لإيران “ليست كافية في هذه المرحلة” لإقناع القادة في طهران بتغيير المسار.”، والعبارة الاخيرة تتضمن وبشکل واضح توجيه إستخدام الخيار العسکري ضد هذا النظام والذي کما يبدو قد تأخر کثيرا جدا بل وقد أثبتت الايام بأن الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا عندما قاموا بذلك التعامل الصارم مع العراق وليبيا وأسقطوا نظامين سياسيين، فإن النظام الايراني وکما أثبتت الايام أيضا کان ولازال الاجدر بإستخدام الخيار العسکري معه ولاسيما وإنه وبحق يهدد السلام والامن والاستقرار في العالم.