23 ديسمبر، 2024 3:47 م

طهران وإصلاحات المالكي

طهران وإصلاحات المالكي

بلا شك تلعب إيران دورا تخريبيا وتدميريا في العراق منذ أول يوم للغزو الأمريكي الجبان على العراق،وهذه فرصتها التاريخية التي لا تتكرر كل قرن مرة، و تتحين الفرص عندما يضعف العراق بحكامه وإداراته،ورأينا حرب ألثمان سنوات  من تجرع كأس السم الزعاف وخاب فأله في تصدير ثورته الصفوية إلى العراق،وهكذا سنحت لإيران فرصة الثأر الجبان من العراق بفضل  شيطانها الأكبر  المجرم بوش وادارته المتصهينة ،وراحت تعبث بالعراق والعراقيين قتلا وتهجيرا واغتيالا وخطفا  بميليشياتها الطائفية التي مولتها وسلحتها ودربتها طوال ثلاثين سنة في إيران لهذا اليوم،وبعد رحيل قوات الغزو الأمريكي من العراق ملئت إيران الفراغ كما أرادت واتفقت مع إدارة اوباما بعد تسهيلها (الانسحاب الآمن لجيشه المهزوم)، (وصفا البيت لام طيرة )كما يقول المثل العراقي ،وصار الحل والربط بيد ملالي طهران في إدارة البلاد ،كيف لا وهي التي تتسيد الوضع السياسي والعسكري  ،وشاهدنا الزيارات المكوكية والهرولات المخجلة لسياسيين وأحزاب في الحكومة موالية لطهران في كل أزمة أو خلاف بين الكتل والحكومة،وهناك مئات الشواهد على ذلك ولا تستحي الأحزاب والحكومات من هذا العمل المشين واقصد به تدخل إيران في الشأن العراقي  وولاء سياسيو وأحزاب العراق(الجديد) لإيران،اليوم تعيش حكومة المالكي أزمتها الجديدة وما أكثر أزماتها ،ولكن هذه الأخطر بالنسبة لها  لأنها تضع المالكي وحكومته في مهب الريح، واعني سحب الثقة  أو الاستجواب ،خاصة بعد إصرار التحالف الكردستاني ومسعود برزاني تحديدا على سحب الثقة وبدرجة اقل العراقية  وتنصل مقتدى الصدر وتياره بعد ضغوط إيرانية هو أعلنها بنفسه علينا وهدد بان يصير علمانيا إذا ضغط عليه مرجعه كاظم الحائري، وذهب أكثر من هذا وأعلن بان قضية سحب الثقة بالنسبة له(قضية إلهية)،وبعد تهديدات إيرانية باجتياح كردستان افتعل الرئيس جلال سببا للهروب من الأزمة وغادر في ليلة ظلماء إلى ألمانيا بحجة العلاج وكان قد فعلها  من قبل في أزمة مشابهة وذهب إلى اجتماع الأمم المتحدة وزار كوريا (مدري وين) المهم تنصل من ألازمة،إضافة إلى تهديدات المالكي لخصومه بفتح ملفات خطيرة كقضية مقتل أبو القاسم الخوئي ضد الصدر وملفات ضد مسعود وحزبه، وما قامت به البشمركة من قتل واغتيال في بغداد وغيرها ، قابلها تهديدات ضد المالكي بفتح ملف مجزرة الزركة في النجف ، وهكذا تصاعدت حمى التهديدات الفارغة والغرض  واحد للطرفين ،هو الابتزاز السياسي والتسقيط السياسي لا غيرها لان الكل مشتركين في جريمة تدمير الشعب العراقي وسبب معاناته بطريقة أو بأخرى وهكذا نحن كشعب ندور في فلك العملية السياسية العرجاء الساقطة ،في هذا الجو الملتهب وللخروج من هذه الورطة قدم التحالف الوطني حزمة من الإصلاحات  الوهمية والتسويفية التي لا يمكن أن تطبق بليلة وضحاها وهذا هو الدهاء السياسي الإيراني الذي تأخذ الأحزاب السياسية والحكومة طريقته في التعامل مع الخصوم، كما تفعل إيران تماما مع الأمم المتحدة في قضية البرنامج النووي العسكري،اقصد التسويف وكسب الوقت وتغول الخصوم في معالجة الأمورالمستعصية،وهكذا  ذهب ابراهيم الجعفري رئيس قائمة التحالف الوطني إلى إيران لعرض الإصلاحات المقدمة منه إلى جماعة اربيل والنجف لحل أزمة سحب الثقة من المالكي ويقينا من يطلع على الإصلاحات يتأكد أنها جاءت من إيران إلى التحالف ،على كل ذهب الجعفري وتبعه عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي واجمعوا بمراجع  في مقدمتهم خامنئي وإدارة حكومته ، وهكذا بارك ملالي طهران الإصلاحات وصرح بعدها رئيس البرلمان (أن طهران مرتاحة للوضع الجيد في العراق وانه يبارك الإصلاحات وان حكومة المالكي تسير في الطريق الصحيح) ،إذن الإصلاحات المالكية إيرانية الصنع ،وإلا لماذا ذهب الجعفري إلى طهران ليناقش الإصلاحات معها كما صرح أكثر من طرف من التحالف الوطني،وهذا لعمري يثبت مدى قوة النفوذ الإيراني على حكومة المالكي والأحزاب التي تدير العملية السياسية، هذه هي حقيقة الدور الإيراني وخطورته على العراق  وقوة نفوذه السياسي والعسكري ،وحقيقة خضوع أحزاب السلطة وولاؤها للولي الفقيه وسلطته الدينية وما نشاهده الآن من زيارات إلى طهران لسياسي العراق، هو ما يؤكد هذه الحقيقة،ويلقم من يقول إن إيران لا تتدخل في العراق بحجر أصم،علما أن سياسي الأحزاب الموالية لإيران تتباهى بهذا التدخل السافر المهين لكل عراقي شريف يفتخر بعراقيته،هذه هي إصلاحات المالكي التي باركتها ووضبتها طهران لكي يخرج من أزماته في العراق ويفلت من سحب الثقة والاستجواب……..