8 أبريل، 2024 2:13 م
Search
Close this search box.

طهران فوق البركان (1) توطئة

Facebook
Twitter
LinkedIn

التاريخ الحديث يشير الى ان الروس والبريطانيين قاموا بالاستيلاء على عدد من المدن الايرانية منذ 1917 وفي 1919 اصبحت بلاد فارس تحت الوصاية البريطانية تخللت تلك الفترة تمردات في الجنوب وفي الشمال نصب احمد ميرزا شاه على ايران وكان رئيس الوزراء رضا خان بهلوي الذي انقلب على الشاه عام 1925 ونصب نفسه بدلا عنه . بعد ان استتب له الامر جهز حملة عسكرية لاحتلال الاحواز العربية بالاتفاق مع بريطانيا التي تخلت عن تعهداتها ومعاهداتها مع اميرالاحواز بمنح الامارة الاستقلال اسوة بأمارات الخليج العربي الاخرى بعد ان اتفقت مع شاه ايران على حق التنقيب عن النفط في الاحواز ومكافحة الشيوعية ومنذ ذلك التاريخ اضطهد الشعب العربي الاحوازي بشكل كبير وبالرغم من مشاركة الاقليم بالثورة على حكم الشاه الا ان الاضطهاد زاد عما كان عليه في عهد الشاه .. وفي عام 1941اطاحت قوى التحالف برضا بهلوي لجنوحه نحو المانيا ليخلفه ابنه محمد رضا بهلوي وفي عام 1951 جرت انتخابات برلمانية ترشح عنها اغلبية وطنية ومن بينها الدكتور محمد مصدق وفي 28-4-1951 انتخب البرلمان بالاجماع الدكتور مصدق رئيسا للوزراء وبعد يومين من استلامه لمهمته اتخذ قرارا بتأميم النفط وتحالف مع القوى اليسارية ومنها حزب توده واجرى اصلاحات ديمقراطية واشتراكية وناصبته بريطانيا وامريكيا العداء وحاصرته من الخارج اما الداخل فقد كانت ضده طبقة الملاك والمؤسسة الدينية بسبب توجهه نحو تطبيق الاصلاح الزراعي وتوزيع الاراضي على الفلاحين وقد تسبب الحصار في تردي الاوضاع الاقتصادية للمواطنين انضم احد ابرز رجال الدين اية الله كاشاني وافتى بأن كل من يعارض التأميم معاد للاسلام والشريعة ولكنه تراجع بعد فترة لافتاء الاكثرية من رجال الدين ( بأن مصدق معاد للاسلام والشريعة ) ولم تبقى الا الحركات اليسارية الى جنبه واحتدم الصراع بينه وبين الشاه الذي هرب الى بريطانيا بناءا على توجيهات من ضابط المخابرات الامريكية كرميت روزفلت الذي طلب منه اصدار قرارين الاول عزل مصدق والثاني تعين الجنرال فضل الله زاهدي بدلا عنه مما سبب قيام انقلاب في 28-8-1953 سبقه في 19 اب قصف منزل الدكتور مصدق في طهران وخرجت مظاهرات معادية لمصدق مدبرة من ضابط المخابرات الامريكي بالتعاون مع العناصر المعادية للحركة الوطنية وجرت حملة تصفية لقيادات الجبهة الوطنية امثال حسين فاطمي اصدرت المحكمة حكما بالاعدام على مصدق خفف بعد ذلك الى ثلاث سنوات بالسجن الانفرادي وبعد ان انهى الحكم فرضت عليه الاقامة الجبرية مدى الحياة في قرية احمد اباد شمال ايران الى ان توفي في عام 1967شنت سلطات الشاه حملات تصفية ضد العناصر الوطنية والاحزاب اليسارية والديمقراطية مما مهد الطريق للتيار الديني للتمتع بالحرية المطلقة نتيجة وقوفه ضد حركة مصدق الوطنية وازدهرت طبقة الملاكين والاقطاعيين ورجال الدين على حساب الاكثرية المعدمة واصبح ( السافاك ) القوة الضاربة واليد الطولى للشاه واعوانه في تصفية المعارضين والعناصر الوطنية مما دفع تلك العناصر ان تحتمي تحت سقف المساجد والمؤسسات الدينية والعمل ضد الشاه واضطر الكثير من رجال الدين الى تغيير مسارهم نتيجة معاناة الاكثرية الساحقة من الفقراء والمعدمين وقد تأسست منظمة ( مجاهدي خلق ) في عام 1965 وهي اكبر وانشط منظمة معارضة تأسست على ايدي مثقفين واكاديميين بهدف اسقاط نظام الشاه وتشكلت جبهة عريضة واسعة من العلماء والخبراء والمثقفين والفنانين اضافة الى قادة ( جيش التحريرالوطني الايراني ) الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق وادرجت المنظمة في جداول الارهاب عند الامريكان والاوربيين بسبب مهاجمة بعض الاهداف الغربية قبل سقوط الشاه وتم شطبها بعد ذلك من الجداول في 2003 بعد القائها السلاح وبعد سقوط الشاه نتيجة الثورة والتي ادت المنظمة دورا كبيرا في انتصارها ودفعت تضحيات جسيمة من مؤسسيها وانصارها وظهرت خلافات واسعة بعد الثورة بينها وبين السلطة الجديدة ووقع قتال شديد بين الجانبين بعد مرور سنتين ونصف واعدمت الحكومة الايرانية عشرات الالاف من اعضائها والمساندين لها وتعد مجاهدي خلق جزء من ائتلاف واسع يسمى ( المجلس الاعلى للمقاومة الايرانية ) ويضم 5 منظمات واحزاب وما يربو على 550 عضو من الشخصيات السياسية والثقافية كما برزت شخصيات دينية منها الخميني وعلي شريعتي الذي تمت تصفيته على ايدي السافاك عام 1976 مما ازال اي منافس للخميني والذي سبق وان تجاهر بمعاداة الشاه وصرح في عام 1964 بأن ( الشاه رجل سيْ ) ووضع على اثرها تحت الاقامة الجبرية لمدة 8 شهور ثم افرج عنه واعيد اعتقاله في تشرين ثاني 1964 ونفي من ايران منذ اعتقاله لحين عودته بعد الثورة.. اتخذت الحكومة الايرانية قرارا بتغيير التاريخ الهجري النبوي الى تاريخ اعتلاء العرش الفارسي مما اغضب الشارع الايراني واتخذ ذريعة كبادرة سيئة من الشاه ضد الاسلام ولكن ذلك التاريخ بقى حتى الان في ظل الجمهورية الاسلامية وقد سبقت الثورة الاسلامية حركة احتجاج واسعة ابتدأت في المدن وكان يقودها مجموعة من العلمانيين كان هدفهم … يتبع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب