لا شك ان سياسيي الشيعة ينقسم قرارهم السياسي بين النجف وطهران، فغالبية الاحزاب الشيعية تأخذ قرارها من ايران ويأتي المالكي وحزب الدعوة في مقدمة هؤلاء في الوقت الذي لم نشاهد سوى عمار الحكيم والمجلس الاعلى يعتمدون رؤى وتوجيهات مرجعية النجف مع تواصلهم وتنسيقهم مع طهران ايضا، عموما ان كل توجهات هؤلاء الساسة ترتبط ارتباطا مباشرا بمصالحهم ومصالح ايران.
في الاسبوع الماضي شاهدنا امين عام حزب الدعوة نوري المالكي في جولة ايرانية تنقل فيها بين الخامنئي وقادة القرار الايراني ومن هناك جاء الخبر أن المالكي يعلن عدم ترشيح نفسه مستقبلا لرئاسة الوزراء.
مايعزز حقيقة هذا الخبر هو اننا نرى أن ايران قد استهلكت ورقة المالكي بمافيه الكفاية لمدة 8 سنوات رأت فيها ما رأت من جرائم كبيرة ارتكبها بحق الشعب العراقي اهمها الفساد وخلق الطائفية اضافة الى تورطه بملف سقوط الموصل واحتلال تنظيم داعش لثلث مساحة العراق.ربما كانت سياسات المالكي العنصرية والطائفية تتناغم مع السلوك الايراني السابق في التعامل مع الدول المتخاصمة معها ولذلك فلقد حضي المالكي حينها بدعم ايراني لامحدود، ولكن اليوم فان ايران تسير بسياسة انفتاحية كبيرة وان كانت تخدم مصالحها فحسب الا انها تمثل بشكل عام انقلابا على النفس القومي الايراني الذي كان يتغذى عليه المالكي وجميع الاحزاب والحركات الطائفية الشيعية، ولذا فان ايران ترى ان ورقة المالكي قد احترقت سياسيا وجماهيريا في الوقت الذي نتلمس هذا الاحتراق ونشم دخانه الغليظ في اجواء الساحة الشيعية فضلا عن الساحة الوطنية الغاضبة عليه وخصوصا المكونان السني والكردي.
اذا فان المالكي واجنداته السياسية والاعلامية لم يعد يخدم ايران فعمدت الى دعوته مؤخرا وشاهدنا كيف ان الاعلام الخاص بنوري المالكي قد بث خبرا مفاده أن الخامنئي قد قال للمالكي “انني اعتقد جازما ان لكم دور في تاريخ العراق سوف لن ينسى)
ظن انصار المالكي ان هذا القول هو مديح ودعم ايراني لنوري المالكي في الوقت الذي نراه متيقنين انه شهادة وفاة للمالكي ومشروعه وصدق خامنئي عندما قال بأن له دور في تاريخ العراق سوف لن ينسى،نعم سوف لن ينسى هذا الدور المرير الذي جر البلاد الى الويلات تلو الويلات.. فوداعا نوري المالكي وسيكون حساب التاريخ عسيرا جدا عليك وعلى جماعتك.