18 ديسمبر، 2024 8:05 م

1 ـــ الملشيات الأيرانية, قصفت القوات الأمريكية في العراق, ردت عليها القوات الأمريكية بالمثل, تجددت لعبة التصعيد, وكالعادة على ارض العراق, قاسمهم المشترك, كيف يتخلصون من ثورة الجنوب والوسط العراقي, او على الأقل تحجيمها او حرفها بعيداً عن مشروعها الوطني, فالثورة هناك تتكلم اللهجة العراقية, وتتنفس برئة الوطن, مشروع الفرقاء يرتدي ثوب الزمن الوحشي, قد يختلفون او يفتعلون, لكنهم وفي جميع الحالات, يتوافقون على انهاك الدولة العراقية, ولا يسمحون بأي حال, ان يكون للعراقيين وطن, متظاهرو قاسم سليماني, دخلوا المنطقة الخضراء بدقائق, لم يكلفهم الأمر شيء, كما كلف بواسل الأنتفاضة الألاف من الضحايا, المليشيات هددت بأقتحام السفارة, يحاولون اصطياد اكثر من عصفور في طلقة واحدة, “كل شيء من اجل المعركة”, لتغتسل مليشيات الحشد, من دماء آلألاف من ضحايا الأنتفاضة, ليصبحوا مقدسين مرة اخرى, يتقمصون شعارات وطنية وهم الأراذل والعملاء, هكذا هو العراق مستباحاً, يتظاهر ويحتج ويهاجم فيه مجندي ايران, وترقص طهران عارية على اضلاع بغداد.

2 ــ سيحاول القتلة (لا سامح الله) وبشعارات منافقة كاذبة, الدخول الى ساحات الأنتفاضة, ثم افراغها من مضامينها الوطنية, وخلف شعار “كل شيء من اجل المعركة”, سيتهموا الأخرين بالخيانة, ثم يفتحوا الأبواب لمجرمي القنص والخطف والأغتيال, وهم اصحاب الخبرات في تنوع جرائم القتل اليومي, يحلمون اخيراً في افراغ ساحات الثورة وشوارعها من ثوارها, هذا الأمر سوف لن يمر, فالثورة الشبابية الباسلة, المسلحة بالتجربة والوعي, سوف لن تخدعها احابيل مجندي ايران, الأنتفاضة لم تعد محاصرة في ساحات التحرير, انها تمددت واخذت اماكنها بين مفاصل القرى والقصبات, وترسخت مشروع وطني داخل كل بيت في المجتمع العراقي, واصبح الأمساك بعنقها ابعد من المستحيل, وتبقى بغداد عاصمة الثورة في الجنوب والوسط, وطهران مرجعية للعملاء.

3 ــ لم تعد بنات وابناء المحافظات الغربية, بعيدة عن مرمى المشروع الوطني لأنتفاضة الجنوب والوسط, ورغم عوائق القمع في محافظاتهم, فهم الآن على تواصل مصيري مع ثورة اشقائهم, هوية الأنتماء والولاء للعراق وشعبه, قد قطعت النفس الأخير للطائفية, واغتسلت من كامل تاريخها الزائف, مشتركات الهوية الوطنية, تحفر ثقوباً في كلس الأنغلاق والتطرف القومي, الذي يحاصر الوعي الوطني لبنات وابناء المحافظات الشمالية, هناك في ساحات نهضة الجنوب والوسط, لم يتخلف الدم الكردي (رغم شحته), عن اخذ مكانه بين دماء شهداء الثورة العراقية, ومهما كانت لعبة المثلث الأيراني الأمريكي الأسرائيلي, حتى ولو جلست مشايخ الخليج واطماع تركيا الأسلامية, حول طاولة المؤامرة, فثورة الجنوب والوسط, ومن حولها جميع بنات وابناء المكونات العراقية, اصبحت واقع عراقي, في جسد يتحرك من زاخو حد الفاو, وليس امام فرقاء التدخل في الشأن العراقي, سوى فرصة التراجع, والخروج بالوجه الأبيض, بعدها سيجدون عراق الثورة, متسامحاً كعادته, كريما كما هو دائماً, وصديقاً لمن يتحلى بالمصداقية.

4 ـــ العراق اصبح ساحة تحرير على كامل تراب الجنوب والوسط, والثوار لا تعنيهم الاعيب الفرقاء, لا هم مع امريكا ضد ايران, ولا مع ايران ضد امريكا, لا هم مع مليشيات ايرانية سفكت دمائهم, ولا مع جنود امريكان يحتلون ارضهم, وبقوة المباديء يطالبون, ان يغادر الجميع ارضهم ويتقاتلوا في مكان آخر (فأرض الله واسعة), صدامات كاذبة منافقة, ليس للعراق فيها, لا ناقة ولا جمل, جميعهم شربوا من بدماء العراقيين, واكلوا ثرواتهم وسرقوا من جغرافية الوطن, الثوار واعون مدركون لأبعاد الخدعة, متمسكون بمواقعهم وسلمية ثورتهم, ولن يتراجعوا عن طريق مشروعهم الوطني, انهم “يريدون وطن” ويجب ان يسترجعوه, مهما كان الثمن, ما يحدث الآن ليس الا مسرحية سافلة, تؤديها فصائل حشد ايراني وجنود احتلال امريكي, ليجعلوا من انتفاضة الحق العراقي قضية ثانوية, لكنها ــ لا ولن ـــ تمر عبر فلتر وعي الأنتفاضة, ولا ان ترقص طهران عارية على كرامة بغداد.