لايبدو إن الاجهزة الامنية الايرانية ستتجاهل التجمع السنوي الضخم للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية و الذي ستنظمه الاخيرة، ذلك إن بوادر الاستعدادات و التحوطات الامنية لها بدأ بالظهور بعد أن تلقى مساء الخميس الماضي 30 حزيران المنصرم، أكثر من 700 ناشط سياسي وإعلامي إيراني تهديدا أمنيا عبر هواتفهم الجوالة يحذرهم من الاتصال بزملائهم المقيمين خارج إيران.
الرقابة المشددة على مختلف وسائل الاتصال ومن ضمنها شبکة الانترنت، صارت الشغل الشاغل للاجهزة الامنية خصوصا وإن الذي يقض مضجع هذه السلطات و يربکها کثيرا هو إن الشبکات الخاصة للمقاومة الايرانية ولاسيما شبکات منظمة مجاهدي خلق العاملة في داخل إيران، تتمتع بدرجة عالية جدا من التنظيم و السرية و تقوم بتنفيذ مهامها بکل إتقان، وإن الاجهزة الامنية عندما تتوجه الى الناشطين السياسيين و الاعلاميين والعد التنازلي لعقد التجمع السنوي الضخم يقترب، فإنه دليل على تخبط هذه الاجهزة و سعيها من خلال هذا الاسلوب الى تمنح نفسها شيئا من الطمأنينة حتى وإن کان في غير محله!
ماتردده بعض المصادر و الابواق التابعة لطهران و من يسايرها بشأن عدم إکتراث السلطات الايرانية بالتجمعات السنوية، إنما هو کذب مفضوح خصوصا وإن التجمع القادم في التاسع من تموز الجاري، وبحسب المراقبين السياسيين، سيکون تجمعا إستثنائيا لإنه يصادف أحداث و تطورات و أوضاع غير عادية تتعلق بنشاطات و تحرکات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية داخليا و إقليميا و دوليا، وإن مايتم تسليط الاضواء عليه في هذا التجمع سيميط اللثام عن الکثير من الخفايا و الامور، وهو ماسيحرج النظام و يضعه في موقف صعب.الشعب الايراني الذي وصلت به الاوضاع الى طريق مسدود و صار يعاني على مختلف الاصعدة من جراء ذلك، فإنه يتطلع و يطمح الى التغيير في بلاده و الذي صار الطريق و السبيل الوحيد لإصلاح الاوضاع و الامور، خصوصا بعدما إتضح له ومنذ أعوام خلت کذب و زيف مزاعم الاعتدال و الاصلاح و من إنها مجرد مزاعم تخدم مصالح النظام و العمل على المحافظة عليه و جعله يتجاوز محنته و مشاکله، وقطعا فإن تجمع 9 تموز2016، سيرکز و بصورة خاصة جدا على قضية إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي هو بنظرها و نظر الشعب الايراني، العلاج الوحيد لمعظم مشاکل و أزمات إيران و المنطقة، ولأن الشعب الايراني حاليا في حالة غليان فإن هذا النظام يتخوف کثيرا من تجمع هذه السنة و يتحوط و يحذر منه کثيرا، ولکن من بإمکانها الوقوف بوجه العاصفة فيما إذا هبت؟!