23 ديسمبر، 2024 9:01 م

طهران تبيع واشنطن تشتري والشعوب تدفع الثمن ..؟!

طهران تبيع واشنطن تشتري والشعوب تدفع الثمن ..؟!

تعرف إيران أصول اللعبة وأهدافها جيدا. أميركا تريد الشيء ذاته في مكان آخر لسبب آخر. إيران تساعد لأن غياب هذا الآخر يخدم مصالحها أيضا. من .. وأين يقع هذا الآخر ..؟! ..
إنه “نوري المالكي” حاكم بغداد. الحديث عن تراجعه صحيا وسياسيا بداية لتغييبه بتوافق أميركي – إيراني لامتصاص نقمة الداخل والجوار ولتعزيز صفقات البيع والشراء ومقايضة الشخوص في مكان آخر بمواقف والتزامات. كيف .. ولماذا .. وما سبب دفعنا ثمن صفقات غيرنا ..؟!
لأن هناك حالة شلل أصابت المعارضة الوطنية والإغترابية. البعض منها لايمثل شيئا على الأرض ولاتواصل له مع (الثوار) الحقيقيين، بالرغم من أنه يمثل حالة من حلم المثقفين وبعض فرقاء آخرين. الحلم وحده لايقود. وضغثه يتلاشى بالإستفاقة منه على الواقع والضيم. (الثورة) ليست (مقالا) أو (شعارا) أو (هتافا) أو (إنتصاب للكاميرا) أو مشروع تغيير ب (الإنتخاب). إنها فعل آخر يكتبه دعاته بالدم. (الدم) غير (الحبر). نحن نجيد كتابة الحبر. كتابة المقال. التعبيرعن مشاعرنا بالكلمة. كل هذا جيد ومفيد، ولكن الثورة على الأرض والدم شيء آخر. ماينقصنا نحن أهل القلم والثقافة هو هذا الشيء الآخر. لغرض الإطاحة بالآخر الذي يحكمنا. وإلغاء صفقات التسديد والقبض بين واشنطن وطهران على حسابنا. الثورة قائمة بنا وبغيرنا. الأجواء سانحة والظروف تساعد ولن تتكررا. العراق الجزء الحساس من الشرق الأوسط الذي تنذر ثورته وأحداثه بتدمير نظامه البدائي المتوحش وأشباهه من أنصاف (بعض) الأنظمة القائمة واستيلاد أنظمة – وجغرافيا – وقيادات جديدة. لم يعد ممكنا للعديد من هذه الأنظمة بتراثها الثقيل وواقعها المرهق بالإلتزامات والمخاوف أن تستمر، وأن ثورات الشرق الأوسط الجديد توشك أن تضع مواليدها هنا وهناك وهنالك وإيران مدرجة على لائحة التغيير ولهذا تساوم – تبيع أكثر مما تشتري -. في الثورات لايقف التغيير عند موضوع ليتجاوزه إلى آخر. تحدث الثورة فتطيح بكل ماهو قائم، حسنه وقبيحه جيده ورديئه. لاتكون الثورة ثورة إنتقائية. تأخذ في طريقها الكل لتعيد تشكيل الواقع وما أحوجنا لذلك.