16 أبريل، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

طهران بين مأزقين طاحنين

Facebook
Twitter
LinkedIn

مشکلة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال هذه الفترة تحديدا، باتت عويصة جدا ولاسيما بعد أن صار الزمن يجري لغير صالحه کما إن الاحداث والتطورات التي تجري باتت هي الاخرى تثير الکثير من المخاوف في أوساط النظام وليس القلق لوحده، وإن أکثر شئ يدفع النظام لليأس وحتى التشاٶم، هو إن خيارات النظام الداخلية والخارجية من أجل إحداث تغيير في المحصلة العامة للأوضاع، تتجه نحو الانعدام.
الضغط الخارجي الکبير الذي يعانيه النظام الايراني بسبب من العزلة الدولية التي يعانيها والحذر المتزايد من جانب المجتمع من التعامل مع هذا النظام وخصوصا بعدما تبين بأنه بٶرة ومصدر للمشاکل والفتن وعاملا بالغ السلبية في التأثير على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم ولاسيما بعد أن توضح دوره السلبي في إذکاء الحروب والمواجهات وإشعال الفتن، هذا الضغط الذي أوصل إقتصاد النظام الى حالة من الترنح بحيث إن الکثيرون ينتظرون إنهياره وبشکل خاص بعد الهبوط الکبير الاخير في قيمة عملته، لکن مشکلة نظام ولاية الفقيه لاتقف عند هذا الحد فقط، بل إنها تشتد وتتفاقم أکثر مع إشتداد الضغط الداخلي من جراء مشاعر الرفض والکراهية من جانب الشعب الايراني وتزايد دور ونشاط المقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران وعطب إن نشاطات معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة التي صارت وسائل الاعلام ووکالات الانباء العالمية تتناقلها مٶخرا بصورة ملفتة للنظر وبالاخص نعد عملية إعدام المصارع نويد أفکاري والذي هو أحد معتقلي الانتفاضة بوجه النظام وتم إعدامه بعد التلاعب بسياق التحقيق، وإن النشاطات التي إستهدفت المحاکم والسجون ومراکز الباسيج والنصب والتابلوهات التي تمجد النظام في سائر أرجاء إيران، أعطت أکثر من قناعة وإنطباع بأن الاوضاع الداخلية تسير بإتجاه الانفلات التام من يد النظام.
المحاولات والمساعي المتواصلة من جانب النظام الايراني من أجل التغطية على أوضاعه الخارجية والداخلية المتأزمة والزعم بأنه لايزال هناك ثمة وأمل من أجل التصدي لهذه الاوضاع، غير إن تصاعد الصراع بين جناحي النظام ووصوله الى حد القطيعة والاصطدام وإقصاء الآخر الى جانب التصريح الاخير الملفت للنظر للمرشد الاعلى للنظام بخصوص الحرب التي جرت مع العراق في الثمانينيات من الالفية السابقة وتلميحه بإحتمال تجرعه لکأس سم شبيه بذلك الذي تجرعه خميني بعد إجباره على القبول بوقف إطلاق النار مع العراق، يٶکد بأن النظام المحصور بقوة بين مأزقين طاحنين في خارج وداخل إيران، قد وصل الى المنعطف الاخطر والذي من الصعب جدا التکهن بأنه سيخرج سالما منه.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب