تعتبر إنتفاضة کانون الثاني 2018، نقطة تحول في مسار نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و کذلك ضربة موجعة جدا لنظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية بحيث لايمکنه لحد الان أن يتمالك توازنه، وأهم و أکبر تأثير ترکه على هذا النظام هو إضطرارهم للإعتراف بأمرين: اولهما فشلهم الذريع في مختلف المجالات و الثاني الاعتراف بدور منظمة مجاهدي خلق و تأثيرها في الداخل الايراني.
الاعتراف بالفساد المستشري في طول و عرض النظام و و بالازمة الاقتصادية الحادة و بإرتفاع نسبة البطالة و الفشل في التعامل مع الملفات الحساسة ، باتت تتکرر على أسلنة قادة و مسؤولي النظام الايراني بعد إنتفاضة کانون الثاني 2018، ولئن کانوا يهدفون الى إمتصاص زخم غضب الشعب الايراني و تهدئته، لکنها في نفس الوقت بمثابة حقائق دامغة و خطيرة جدا تثبت فشل و إخفاق مستمر للنظام طوال أکثر من 38 عاما، ومن غباء هدا النظام و مسؤوليه لايعلمون بأنهم يعترفون للشعب بحقانية و مشروعية الانتفاضة التي قادتها بحسب إعتراف المرشد الاعلى خامني، منظمة مجاهدي خلق!
هکذا إعترافات مح إستمرار الاوضاع على حالتها السلبية و عدم تحقيق أي تحسن الى جانب بقاء و تزايد الممارسات القمعية، تعني بأن أسباب و دوافع إندلاع إنتفاضة أقوى ضد النظام أمر قائم و يؤکده معظم المراقبين و المحللين السياسيين، هذا إذا ماأخذنا مسألة هامة أخرى بنظر الاعتبار، وهي إستمرار دور منظمة مجاهدي خلق داخليا وعدم تمکن النظام من السيطرة عليه و کبحه وأخطر مايهدد النظام هو ذلك التقارب النوعي بين الشعب و المنظمة و الذي تجسد في الانتفاضة بکل وضوح والذي يبدو واضحا إن النظام لحد الان لايزال يراهن على إستمرار نهجه السابق في التعامل مع الشعب، وهو مايعني توفير المزيد من الاسباب و الدوافع المحفزة للإنتفاضة.
هل يتمکن النظام من تلافي فشله و إصلاح الاوضاع حلى فرضية إنه يسعى لتدارك الامر؟ لاريب من إن کل المعطيات تؤکد بصورة أو بأخرى على إن أزمات و مشاکل النظام أکبر و أعمق بکثير من أن يتمکن النظام من معالجتها و إصلاحها، وهو أمر يبدو واضحا و مفهوما من جانب الاوساط السياسية المعنية بالشأن الايراني، ولذلك فإن الخيارات الاسوء تنتظر النظام وفي مقدمتها خيار المواجهة مع الشعب، ذلك إن الشعب الذي طالب في الانتفاضة بتوفير”الخبز و العمل و الحرية”، لايمکن للنظام أبدا أن يوفها لأنه و ببساطة لايتمکن من ذلك في ضوء الازمة الطاحنة التي تطحنه طحنا ناهيك عن عدم إمکانه التخلي عن نهجه القعي و توفير الحرية، ولذلك فإنه يجب الانتظار الاسوء لهذا النظام خلال الفترات القليلة القادمة.