19 ديسمبر، 2024 2:15 ص

طهران بحاجة لما هو أبعد من قرار

طهران بحاجة لما هو أبعد من قرار

هاجس التصدي للأنشطة و التحرکات المشبوهة التي يقوم بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يعد هاجسا إقليميا وانما تعداه الى أبعد من ذلك، خصوصا بعد أن بدأت الاوساط الاستخبارية و السياسية الدولية تنتبه الى إن النهج السياسي الفکري الذي يمارسه هذا النظام لم يعد خطرا يشمل بلدان المنطقة وانما دول العالم أيضا ولاسيما بعد أن توضحت خيوط التعاون و العلاقة بينه و بين تنظيمات متطرفة سنية و شيعية على حد سواء ومن کونها واحدة من المحطات الرئيسية لإنتقال و”إستراحة”قادة هذه التنظيمات الارهابية.
القمة العربية الاسلامية الامريکية التي إنعقدت في الرياض و ماقد تمخض عنها من قرارات من أجل مواجهة السرطان الايراني، لم تمض سوى أيام عليها حتى صوتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريکي يوم الخميس الماضي على مشروع”قانون مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للإستقرار”، هذا القانون الذي تم التصويت عليه من أجل محاسبة النظام الايراني على الانشطة التي يقوم من خلالها بدعم الارهاب و إنتهاکات حقوق الانسان و تجارب بالستية تهدد الامن و الاستقرار في المنطقة کما جاءفي نص مسودة القانون الذي تم إقراره من قبل اللجنة بموافقة 18 صوتا ومعارضة 3 أصوات وأرسلته لمجلس الشيوخ لطرحه للتصويت النهائي عليه، وهو مايعني بأن المواقف المتشددة لإدارة ترامب من طهران قد صارت تتجسد على أرض الواقع وإن هناك ثمة ترابط بين هذا القرار و بين قمة الرياض التي هناك قادة و مسٶولين إيرانيين يأخذونها على محمل الجد وهو مايعني بأن موسم”المرح”الايراني في المنطقة قد حان موسم إسدال الستار عليه.
أثناء و بعد إنعقاد القمة الامريکية و خصوصا بعد إعادة إنتخاب روحاني لدورة رئاسية ثانية، تبنى القادة و المسٶولون الايرانيون”بما فيهم روحاني ذاته” خطابا سياسيا يظهر عليه التشدد، ويسعون من خلال هذا الخطاب الذي يتسم بنبرة”إنفعالية” واضحة، دفع بلدان المنطقة بشکل خاص الى أخذ الحيطة و الحذر من طهران و عدم الانجراف في سياق يٶدي لمواجهتها، والمثير للسخرية إن طهران تتناسى أو بالاحرى تتغابى الى أبعد حد من إنها هي التي قادت الاوضاع الى هذا المنعطف الخطير، وإن من يزرع الريح لن يجني سوى العاصفة.
التحرکات العربية الاسلامية الامريکية من أجل لجم العقرب الايراني و محاصرته في دائرة نارية، ستکون ذات تأثير و فائدة أکبر و أقوى تأثيرا فيما لو تم إشراك العنصر الايراني في القضية، خصوصا وإن الشعب الايراني يناضل من أجل الحرية و دفع و يدفع ثمنا باهضا من أجل ذلك وهناك المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يعبر عن آمال و تطلعات هذا الشعب و يمثل البديل السياسي ـ الفکري الجاهز للنظام الايراني، وإن دور هذا المجلس المکون من أئتلاف لقوى المعارضة الايرانية من مختلف الاتجاهات ولاسيما منظمة مجاهدي خلق، قد ظهر واضحا أثناء إنتفاضة عام 2009، وإن الاعتراف الرسمي إقليميا و دوليا بهذا المجلس من شأنه أن يضع طهران في موقف بالغ الصعوبة من شأنه أن يغير من موازين القوى کثيرا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات