اتصل بي هاتفياً ، أحد شبابنا الأعزاء، وهو في غمرةٍ من الشجن والتأثر النفسي …
لقد قرأ ما كتبه عنه أحد خصومه ، وبالغ في إسناد التهم اليه، والى عائلته…
وكنتُ قد اطلعتُ على شطرٍ مما كتبه الخصم عن هذا الشاب ، ووجدتُهُ من الوقاحة بمكان، لايتحرّج من الكذب الصريح .
لقد أنكر على الشاب حتى شهادته الجامعية حين نسبه الى عمل حقير لايتناسب مع مؤهلاته الجامعيّة .
ومن شأن الأكاذيب ان تُسقِطَ كلامَ أصحابِها من الاعتبار .
ان الاهتمام الزائد بما يبثه المرجفون والكذابون ، يوّفر لهم فُرصةً لايستحقونها في إشاعة سمومِهِم …
قلتُ ذلك للشاب الغاضب ودعوتُه الى ان يهدهد غيظه …
وسردتُ له هذه الحكاية :
كنت في حفل تأبيني لصديق عزيز قُتل مظلوماً ، وقد أقيم الحفل في لندن، وكان ضمن المتحدثين ، رجل يعاني من المرض الشديد ، وقد ترك المرض عليه بصماتِه ، فاستساغ لنفسه ان يمتطي صهوة الافتراءات والاتهامات الجُزافيّة .
وتناولني شخصياً بالقَدْح،-وهو لايعلم أني حاضر في المجلس – وكان مما قاله :
اني متهالك على منصب أستَجدِيهِ من المحتلين للوطن ..!!
قال ذلك ، وانا الذي لم أعد الى الوطن الحبيب حتى أُعلن عن استرجاع العراق لسيادته المنهوبة …
وهنا نهضأحد الاصدقاء الاعزاء – وهو طبيب عراقي شريف، هاله ما سمع من أكاذيب – واتجه اليّ ، وسألني قائلاً :
أتريدني أن أرّد عليه ؟
قلت :
لا
فعاد الى موضعه
والسؤال الآن :
لماذا رفضتُ الردّ عليه ؟
والجواب :
اذا نطق السفيهُ فلا تُجِبْهُ
فخيرٌ من إجابتِهِ السكوتُ
انني على يقين ، من ان صديقنا العزيز لو كان قد تصدّى لردّه لخرج الناس من الحفل التأبيني المذكور ، وهو ينقلون وقائع ما جرى من الاتهام ومن الردود عليه .
وهذا يعني أنتشار الأكاذيب والافتراءات التي حفل بها خطاب الرجل (المريض) …!!!
انّ الواثقين بأنفسهم ، وبمساراتهم السياسية والوطنية ، لايخشون الأكاذيب.
وهل المتمرسون يفنون الكذب، واصطناع الافتراءات والأراجيف، الاّ حثالات لاتستحق ان تحظى باهتمام أحد ؟!
إنّ لهم طنيناً كطنين الذئاب ، وحسبهم ما لَحقَهُم قبيح الألقاب ….