الآن وقد وضعت الحرب الانتخابية أوزارها ، بدأت المفاوضات بين الكتل السياسية لتشكيل الكتلة الاكبر في مجلس النواب القادم تمهيدا لتشكيل الحكومة بعد عملية انتخابية رافقتها الكثير من الاشكالات .
وبعيدا عن مخاض الاتهامات والتنابز والتشكيك في الانتخابات ، و قريبا من الواقع بعد اسبوع تقريبا من إعلان النتائج ، يبدو ان المشهد السياسي بدأت اسراره تفك وملامح الشفرة بات واضحة للعيان ، وحتى التحالفات لم يعد فيها شيء مخفي ..
فالتقارب بين النصر وسائرون والحكمة و أطراف من الكرد والمكون السني باتت واقعا ملموسا ولا تحتاج الى من يعلنها .
لا بل حتى اعلان المطلك وسليم الجبوري وقاسم الفهداوي لتكتل يضم 27 نائبا برلمانيا ، يمكن ان نفسره ايضا بانه سيقترب من تحالف العبادي – الصدر ليشكل الكتلة الاكبر .
ويمكن القول بان تحالف يجمع الفتح بالقانون والكرد لتشكيل الكتلة الأكبر أصبح ضربا من الخيال بعد انفراط العقد من خلال إعلان الوفد الكردي بأنه لم يصل اتفاق مع ( المالكي والعامري ) وبالتالي فان القضية لم تكن سوى زوبعة اعلامية ..
المؤشرات الأولية تفيد بأن الجميع يريد الاشتراك بتشكيل الحكومة والجميع يمتلك طموحات ، الا ان المنافسة على منصب رئيس الوزراء تختلف شكلا ومضمونا عن بقية المناصب ..
فجميع الكتل تدرك ان رئيس الوزراء يجب ان يكون نزيها وغير ملوث بشائبة للفساد وايضا يمتلك مقبولية عربية واقليمية وشخصية مرغوب بها في المحافل الدولية ويمكن ان نقول بان فرص ظهور شخصيات جديدة لتسلم منصب الرئيس ضئيلة جدا ، لان الجميع لا يمكن ان يجازف بترشيح شخصية لا تمتلك خبرات في ادارة الدولة ومؤسساتها ..
جميع الشركاء السياسيين يعرفون بان العبادي جيد ونجح بنحو كبير في ادارة الدولة خصوصا في ظل ظروف امنية وسياسية ومعقده للغاية .. وكذلك فان الجميع لا يغامرون بتغيير الستراتيجية التي وضعها العبادي للعراق ونفذها خلال السنوت الماضية وهي عدم الانضمام لمحور في المنطقة على حساب المحور الاخر ..
ويمكن القول ان جميع الكتل السياسية تعرف جيدا اهمية وجود العبادي على راس السلطة واستمراره لولاية ثانية يمكن ان يحقق استقرارا سياسيا مضافا ويمكن ايضا ان يجعل العراق ينمو اقتصاديا بفضل الخطط والخطوات التي اقدم عليها مؤخرا .