8 أبريل، 2024 10:46 م
Search
Close this search box.

طماطة عاشوراء

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد انتهاء مراسيم عاشوراء و ركضة طويريج و لعدم وجود ( مخضر ) في البيت و لان اطفالي لا يشبعون ولا يقنعون بما موجود بالبيت ذهبت الى جاري البقال ( ابو حسين ) الذي جاء من الزيارة و بعد السلام والدعاء بتعظيم الاجر طلبت منه ان يوزن لي كيلو طماطة فأخرجت له 1500 دينار لأني سالته عن سعرها بالأمس و رغم انه زاد عن سعرها عما هي في السوق و لكني اتفهم هذا لان سعر البيع في الاحياء يزيدون 500 دينار عن سعره في السوق !!!!!!!
و لكن المفاجأة التي ادهشتني ان صاحبي القادم من زيارة الحسين ( ع ) طلب مني 2500 للكيلو طماطة متذرعاً بأن السوق ( معزل ) باعتبار ان اليوم هو (العاشر من محرم ) و لا يوجد من يبيع الطماطة غيره مستغلا حاجة الناس رغم انها نفس طماطة الامس بلحمها وشحمها !!!!!!
و رغم أني تركته و لم أشترِ الطماطة في ذلك اليوم الا ان عدة تساؤلات و أستنتاجات قفزت في رأسي منها حقيقة أننا لم ندخل الى اليوم مدرسة الحسين و لم نجلس في صفوفه ليبدأ موسم الدراسة الابتدائية الحسينية نعم مازلنا واقفين خارج أسوار هذه المدرسة رغم أننا أرتدينا ملابس المدرسة و وضعنا على صدورنا هوية الحسين و نصرخ في وجوه الناس نحن حسينيون بأعلى أصواتنا، و لكن كل ذلك لا يغني من الفهم و العلم و التقوى شيئاً مادمنا لم نتعلم من المدرسة (ألف باء) الهجاء الحسيني نعم هناك من دخل المدرسة و تعلم فيها و تخرج منها حاملاً شهادته الحسينية فوق جبينه و لكنهم نادرون قليلون و في الاغلب هم ضائعون و مضيعون , إن شهادة مدرسة الحسين لا تزور و لا يمكن أن تباع أو تشترى ولا تأخذ بالواسطة فالحسين ليس ملكاً لأحد  ولا ملكاً لدين و لا ملكاً لطائفة ، أنه ملك للبشرية  و ” أولى الناس بالحسين للذين أتبعوه ,, صدقوني أن شهادة مدرسة الحسين ليست صورة تعلق و لا يد تلطم و لا هامة تطبر أنها ( سلوك ) فعاشوراء ثبات في العقيدة و تغير في السلوك فمن دخل مدرسة عاشوراء و خرج منها كما دخلها فهو راسب في كل المواد فتلك الدروس التي نتعلمها في داخل مدرسة عاشوراء الحسين الامتحان فيها ليس في المواكب و القاعات و المجالس و انما قاعة الامتحان في الشارع في سلوكنا مع الاخرين في محاربتنا لأنفسنا الامارة بالسوء في التغلب على شهواتنا في عدم ظلمنا للأخرين المخالفين لنا في التوجه، في العفو عند المقدرة، في التسامح، في حب الجميع، في الوقوف عند الشبهات ، في تقصي الحلال من الحرام، في مساعدة الناس و خدمتهم سواءاً كانوا من حزبنا او جهتنا أو مرجعنا اومن لا حزب له ، فكم نسبة النجاح في هذه الامتحانات و كم نسبة الناجحون والراسبون و المكملون فيها علماً أنها غير مقتصرة على دور واحد او أثنين فالأدوار مستمرة حتى الوفاة ( و لكننا لا نعلم متى الوفاة ) فيمكن النجاح فيها بسهولة فقط علينا اولاً أن ندخل المدرسة و نواظب على الدوام فيها و نجد في تغيير سلوكنا لننجح في دروسها بأمتياز . وكل عاشوراء وأنتم الى الحسين أقرب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب