23 ديسمبر، 2024 5:33 م

هناك مثل شعبي يقول { يامن تعب يامن شكه  ويامن على الحاضر لكه} يعبر عما حصل لهذه ألأمة من بداية تأسيس  ألدولة العربية ألأسلامية الى يومنا هذا ؛ولتوضيح ألصورة أكثر ؛أنقل لكم حكاية تراثية عن أحد ولاة ألعثمانيين في بغداد ؛حيث كان يفرض ألضرائب على ألناس ويرسلها الى ألأستانة لأرضاء ألسلطان ألعثماني ؛وكان يعتمد في ذلك على مسؤول لجمع ألضراب عديم الذمة وألضمير ؛وفي أحد ألسنين ؛قام هذا المسؤول بأستقطاع مبلغ كبير من ألضرائب ولم يسلمها للوالي ؛حينها أخذ ألوالي يفكر بتغييره؛كان الوالي يعيش في جانب الرصافة ومكتبه في جانب ألكرخ ؛يعبر النهر بعبارة في ذهابه وأيابه ؛لاحظ شخص يجلس على ضفة النهر يعبره صيفا وشتاء ؛يضع ملابسه على يد ويستخدم أليد ألأخرى في السباحة ؛ففكر بأستخدامه لجمع ألضرائب ؛أستدعاه الى مقر ألولاية ؛وسأله أن كان يعرف بأمور ألحساب !فأجابه نعم مولاي ؛عينه مأمورا لجمع ألضرائب ؛عند أستلامه ألعمل ؛ذهب الى ألموظفين وسألهم عن أسباب طرد ألمأمور ألسابق ؛فأجابوه أنه فاسد ويسرق من أموال ألجباية ؛ثم سألهم كم كان يجمع أخر مرة قبل طرده ؛فقالوا له حوالي مائة ألف ليرة ذهب بينما كانت في ألأعوام ألسابقة حوالي ثلثمائة ليرة.باشر العمل فجمع حوالي أربعمائة ليرة ذهب في السنة ألأولى ثم بدأت بالتنازل حتى وصلت الى خمسين ألف ؛أستدعاه الوالي وأتهمه بالسرقة ؛فأجابه ألمأمور ؛لقد كنت أعبر النهر صيفا وشتاءا وأعرض نفسي للخطر من أجل ألحصول على المال ؛فهل تتوقع مني أن أسلم لك كل المال  ؛فهذا ثمن جهدي وتعبي؟.
يبدوا هذا تماما ماحصل عند قيام ألخلافة ألأسلامية والدولة العربية منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا.
1- ألخلافة ألأسلامية :جاهد ألصحابة من ألمهاجرين وألأنصار بأنفسهم وبأموالهم وضحوا بالغالي والنفيس للدفاع عن ألأسلام وتثبيت قواعده ونشره في مغارب الأرض ومشارقها ؛وبعد فترة وجيزة لم تتجاوز أربعة عقود ؛قفز عليها أحفاد أبوسفيان وأحفاد ألعباس بن عبد ألمطلب وأحفاد بني عثمان ؛وأقاموا دول سلطوية وملك عضوض ؛ولم يكن لهم أي دور في أقامة صرح ألأسلام ولا حتي في التضحية في سبيله وضاعت مبادئ ألأسلام ألتي قامت بسواعد رجال{ صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ؛ذهبت الى أبن أكلة ألأكباد ثم تحولت الى ملك عضوض الى يومنا هذا.
2-ألدول العربية ألحديثة :مثال ذلك مصر والعراق ؛ناضلت شعوب هذين البلدين وضحوا بالغالي والنفيس بأنتفاضات ومظاهرات ضد ألحكومات ألفاسدة وقوات ألأحتلال ألأجنبي وسقط ألألوف من ألضحايا وألشهداء من أجل حرية ألشعوب ودفاعا عن ألمستضعفين ؛وكانت النتيجة تسلم الحكم في مصر ألعسكر وعرضوا ألبلاد الى ألجوع وألمذلة وألأهانة وأخيرا ألى ألأحتلال  ؛لقد تمتع العسكر بحكم مطلق وعاشوا عيشة الملوك .ذهبت تضحيات ألشعب ألمصري سدا وتركوه يعاني ألآن من التمزق والفرقة؛ وتشرذم ألشعب ألمصري ألى شيع وأحزاب.
أما في ألعراق بعد صراع طويل مع ألحكومات ألمتعاونة مع ألمحتل وألأقطاعين والفاسدين ؛ضحى فيه ألعراقيون من دمائهم أنهارا ؛وذهب ألآف ألضحايا من ألشباب وألشيوخ وألنساء على مذبح الحرية .شاركت في هذا ألنضال كل شرائح ألشعب ألعراقي وأحزابه ألدينية وألدنيوية ؛وبعد فترة لاتتجاوز أربعة أعوام على نجاح ثورة تموز بقيادة ألشهيد عبد الكريم قاسم ؛أنقض عليها حزب فاشستي دموي ؛قام بهلاك الحرث وألنسل ؛وضاعت تضحيات وجهود ألشعب تحت أعواد ألمشانق وفي أقبية ألسجون وفي ديار الغربة؛ ثم سلموا ماتبقى من هذا البلد ألعظيم الى ألمحتل على طبق من ذهب .ذهبت أدراج ألرياح نضالات ألشعب ألعراقي وتضحياته ألتي قدرت بمئات ألألوف  ضد الحكم ألفاشي ألبعثي.عندما تسلط على رقاب ألشعب مجموعة من أللصوص والنفعيين وألأنتهازيين والجهلة حيث سرقوا البلاد وأختطفوا ألعباد ؛قسم منهم أستظل بمظلة ألدين واشغل ألبسطاء من ألناس بطقوس عبثية يتصدرها ويدعمها رجال دين فاسدين يحللون ألحرام ويحرمون ألحلال وألقسم ألأخر راح ينتقم لضياع ألملك من أيديهم فراحوا يحرقون ألأخضر وأليابس ؛بينما خسر الشعب العراق ألأمن وألأمان وألحياة الكريمة ؛راح هؤلاء الطفيليين يتمتعون بخيرَات ألبلاد ؛من كل ما تقدم فهؤلاء لايختلفون عن أسلافهم كعابر النهر بيد واحدة لينتظر الفرصة ألسانحة ليحقق مراده ؛وكما يقول ألمثل ٍ يكد أبو كلاش  ويأكل أبو جزمة }.