18 ديسمبر، 2024 3:26 م

طلبة يمارسون الغش وادارات تزور وتعتدي

طلبة يمارسون الغش وادارات تزور وتعتدي

نشرت وسائل الاعلام وتابعت حوادث ووقائع تتحدث عن الامساك بحالات غش في الامتحانات واعتداءات لذوي الطلبة على اسر تعليمية وذلك لفشل ابنائهم وادعاءات لهيئات تعلمية على ادارات مدارس بانها تتلاعب بالدرجات الامتحانية للطلبة بعد تقديمها لتثبيتها في السجلات . 

يلحظ على العملية التربوية المتردية في جوانب كثيرة منها ويبرز التدهور الاخلاقي والقيمي وفي المساريين البشريين , فالغش يجري بين الطلبة على نطاق واسع وصار ” مافيوي”  تختص فيه عصابات منظمة ادخلت وسائل التقانة الحديثة وتصنيعها وتطويرها في منافسة مع القائمين على المراقبة الامتحانية  في محاولة للتغلب عليها والحد  من وسائل منع الغش الذي تلجأ اليها المؤسسات التربوية  , فعلى سبيل المثال لا  الحصر  تمكنت الاجهزة الامنية في الايام القليلة الماضية  من تفكيك عصابة تدير وتروج للغش في الاسئلة الوزارية بين الطلبة وذلك باستخدام اجهزة متطورة يسهل اخفاءها ، واكدت الوزارة  فرض عقوبات صارمة بحق مرتكبي جريمة تسريب اسئلة الامتحان الوزاري.

اما المسار الثاني , فهو التدهور الاخلاقي في صفوف الاسرة التعليمية , فبعد ان

كنا إذا مر المعلم و المدرس من طريق نسلكه نهرب منه، لا خوفاً، وإنما خجلاً واحتراماً، ، ولا نعترض في الصف على توجيه أو واجب يكلفنا به الا ان الاوضاع انقلبت الى حد ما, وهذا التراجع وقلة الاحترام الملموس ليس سببه الطالب وحده , وانما يسهم فيه الاهل وبعض المعلمين والمدرسين الذين شاع الفساد بينهم , فلم يعد غريبا ان يطلبوا من طلبتهم الهدايا في مناسبات معينة او الانتظام في الدروس الخصوصية التي يقيمونها او شراء ملازم وملخصات للمادة التي يدرسونها .

والاخطر من ذلك مساومة الطلبة الراسبون على الدخول الى الامتحان الوزاري مقابل المال والتلاعب بالسجلات , بل في بعض المدارس تطلب الادارات من المدرسين كتابة الدرجات بقلم الرصاص كي يسهل التلاعب بها , والا تحدث مشاكل عديدة , والاشراف التربوي زاخر بالشكاوى من هذه الظواهر وغيرها  ولكن دون التمكن من وضع حد لها , للنفوذ والدعم الذي يحظى به البعض , والخشية من التبعات التي تخلفها المواقف الحاسمة من التلاعب والتزوير والتواطؤ مع المرتكبين . كما ان قسما لا يخشى عدم التقيد باحكام القانون والتعليمات ويعتدي على زملائه ويهددهم عشائريا او بالدعم الذي يتلقاه من هذه الجهة او تلك .

 هذا الجانب بحاجة الى حملة توعية مكثفة مع الاسر التربوية واعادة النظر الدورية بالمهمات التكليفوالتغيرات في المواقع والمناصب والاصغاء الى ما يقال عن بعض الادارات وسمعتها والتدقيق في صحته واتخاذ الاحتياطات الازمة لمن السلوكيات غير التربوية .