23 ديسمبر، 2024 2:50 م

طلبة الجامعات في العراق يخرجون عن سيطرة الكهنوت

طلبة الجامعات في العراق يخرجون عن سيطرة الكهنوت

” عندما تخرج من الإطار الذي صنعوه لك ستندهش وستندم على كل لحظة قضيتها فيه ” هذا الكلام وجدته مقترناً مع لوحة جميلة للفنان الإسباني بيردل بوريل . ولا أعرف إن كان الكلام له أم لا . وهو هنا يشخص لنا حالة لم نأخذها بالحسبان فأوقعنا أنفسنا في سجون المعتاد والمرسوم لنا أو بعبارة أخرى هذا ما كان يعبد آباؤنا أو ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) ، وهكذا تعودنا وعودنا سادتنا وكبراءنا أن هناك من يفكر بدلاً عنا وأن هناك من يعقل الأمور أكثر منا ، وبمرور الزمن كثرت عاداتنا وأخذت تتسع العادات وأطبقت على عقولنا فجمدتها وكما يقول الفيلسوف كانت ” كلما زادت العادات عند الإنسان أصبح أقل حرية وإستقلالية ” فكيف إذا أصبحت حياته كلها عبارة عن عادة فعندها يتحول الناس الى عبيد ويصبح للتفكير أفراداً مختصون به نحن لسنا منهم ، وكأن الله خلقنا بدون عقول ، أو أنه خلق عقولنا لتنظيم أمورنا في الأكل والشرب وغيرها من فعاليات تشاركنا فيها البهائم ، وهذا أمر دُبِرَ بليل من قبل كهنة المعبد وساسة البلاط ، ومما يحزن ويدمي القلب إن هذا القانون العرفي المتلبس بزي الدين أصبح مسيطراً على كل الشرائح في المجتمع حتى الشرائح المثقفة منهم ، لكن سنن التأريخ تخبرنا أنه مهما طال خداع الكهنة فلن يطول كثيراً وستخرج عن سيطرتهم الشرائح الواعية والمثقفة وتأخذ بأيدي سائر الشعب إلى التحرر من سلاسل كهنة المعابد وخطوطها الحمراء ، وإذ تعرض العراق في عصره الحديث لأكبر عملية إعتقال وسجن وتغريب للقيم وتغيير للثوابت والأخلاق وتحطيم لشخصية الإنسان الذي أراده الله خليفة فجعلوه مسحوقاً تابعاً ذليلاً من أجل تلبية رغباتهم وشهواتهم للسلطة والمال والجاه والجنس وهذا ما حدث على أيدي رجال متلبسين بزي الروحانيين ، فإننا بدأنا نرى الضوء في نهاية النفق المظلم من خلال إستعادة الوعي لدى الشريحة الواعية الغيورة المندفعة التي لم تلوث فطرتها رغم كل أتربة الساسة وغبار الكهنة ، هذه الشريحة بدأت الخروج على قانون القوم ولم تنفع معها جرعات التخدير بكلمات أمثال ” ذبها براس عالم وإطلع سالم ” أو أفيون ” المرجعية الرشيدة الملهمة ” أو ” المرجعية خط أحمر ” أو ” تاج تاج على الراس ….” ، فتركوا وراءهم كل ترهات القوم وأباطيلهم وخرجوا في تظاهرات الوعي وإسترجاع العقول والصحوة الشبابية ورفض الإستلاب والتخدير ليكونوا مناراً للثائرين على جمود المعابد وعهرها في آن واحد ، ولهذا يجد الإنسان التواق للحرية الساعي لتحرير الوطن والمواطن من قيود العبودية يجد نفسه في خانتهم يسير معهم حتى وإن لم يكن طالباً في الجامعة ولم يحضر تظاهراتهم فهم يمثلونه وهو يفرح لخروجهم ويؤازرهم في عملية الرفض لكل أنواع الأباطيل الملفوفة برداء القداسة كذباً وزوراً ، وهذا ما سمعناه من المرجع العراقي العربي السيد الصرخي عندما قال ” أبنائي إخواني أعزائي يا جماهير شعبي العزيز أيها المتظاهرون يشرفني أن أكونَ أحدَكم ومعَكم وفي خدمَتِكم ويشرّفني أن أكونَ أحدَ الناشطين الباذلين كلَّ ما بوِسْعِهم لتأييدِ ونصرةِ تظاهراتِكم المباركة… أتحدث معكم وأنا أحد المتظاهرين معكم وناشط داعم وناصر لتظاهراتكم ” ويضيف ” أعزّائي أحبّائي لقد وفَّقَكم الله تعالى لكسر حاجز الخوف والإنقياد المذلّ لسلطةِ فراعِنة الدين وكهنوتِها … وقد قلبتُم مَكْرَ الماكرين على رؤوسهم حتى صاروا مهزومين مخذولين ” ويردف قائلاً ” فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل أصنافها وبتوجيهٍ مباشر من إيران جار الشر والدمار” ويضيف سماحته ” أعزائي فَخَري العالمُ كلُّه ينظرُ إليكم وينتظرُ إنجازاتِكم وإنتصاراتِكم فلا يهمّكم نباحُ النابحين الذين يصِفونَكم بأوصافٍ هم أوْلى بها “وكم هو جميل عندما يخاطب المرجع المتظاهرين ” أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي أيها المتظاهرون المصلحون ” وهو يمثل حال كل الأحرار من أبناء هذا الوطن التواقون للحرية والخروج من قيد المعبد إلى حرية الخلافة التي أرادها الله للإنسان من أجل بناء وطننا العراق الحبيب الذي هاجمته خفافيش الليل وضباع الصحراء وسينجو منها والبداية هي تظاهرات طلاب الجامعات في العراق الرافضين للساسة الفاشلين والذي كان أحد رموزهم وزير التعليم العالي حسين الشهرستاني والذي يرتبط بعلاقة متينة مع مرجعية النجف وإيران وهو أحد إختياراتها التي خدعت بها الشعب ، والجميل في تظاهرات الوعي الطلابي أن إعتراضهم على الشهرستاني لم يكن لتدميره منظومة التعليم العالي في العراق فقط ، وإنما لأنه أيضاً دمر وزارة الكهرباء ، وخرب وزارة النفط وجعلها أسيرة الشركات الأجنبية ، وهذا يعني أن خروج الطلبة كان ضد الفساد في كل مفاصل الحكومة التي أنجبتها مرجعية النجف ، وهذا واضح من ترديد الطلبة لهتاف ” بإسم الدين باكونه الحرامية ” .