لأول مرة تتمكن لجنة النزاهة البرلمانية تحت ادارة رئيسها النائب طلال الزوبعي من ان تضع اليد على أول الطريق الموصل الى كشف حيتان الفساد وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.
القائمة الطويلة العريضة التي أعلنها قبل أيام رئيس لجنة النزاهة البرلمانية طلال الزوبعي من خلال قناة البغدادية كانت فتحا مبينا في عالم مكافحة الفساد ، وأظهرت ان هذه اللجنة البرلمانية ربما هي الأنشط من بين كل لجان مجلس النواب التي تحملت مسؤولية كبرى في مواجهة شخوص وادارات عليا في الدولة كانت تظن انها خارج نطاق المحاسبة ، الى أن جاء الزمن الذي أصبح بالامكان فضح ألاعيب حيتان الفساد التي طالت كل مفاصل الدولة وفي مختلف أنشطة الحياة ، وحولت العراق الى اكبر بلد مفلس في العالم وخزينته خاوية عروشها وبلد بلا موارد او ثروات تكفي لاعاشة شعبه او ادامة مستلزمات العيش ولو في حدها الأدنى.
اجل ، كانت لجنة النزاهة البرلمانية أمام غول رهيب ، لم يجرؤ أحد من قبل على الاقتراب من ملفاته، بل لايجرؤ كثيرون من داخل أقطاب السلطة الحاكمة من الولوج في ميادينه ، لأن شخوصا مهمة من كتل سياسية كانت مغمورة من رأسها حتى قدميها في أكبر عمليات فساد في التاريخ.
وقد ساعد في كشف ملفات حيتان الفساد إحدى القنوات الفضائية التي يشار لها الان بالبنان ، وهي قناة البغدادية وبالتحديد برنامج ستوديو التاسعة الذي يديره الزميل والاعلامي القدير أنور الحمداني وبرنامج حوار الذي يديره مدير مكتب قناة البغدادية في بغداد الاعلامي المتألق نجم الربيعي ، والبرنامج الحواري للزميل المبدع عماد العبادي والزميل المتألق ( مصطفى ) في برنامجه الصباحي اليومي الذي يزور فيه مناطق مختلفة من بغداد ومحافظات عراقية أخرى وبرامج اخرى، وكان لقناة البغدادية الدور الاساس في انها ساعدت النائب طلال الزوبعي في المضي بأخطر مهمة تولاها الرجل على عاتقه من أجل انجاح تلك المهمة واستضافته لمرات عدة ، لكشف تلك الملفات ، بالرغم من ان الزوبعي واجه من العقبات والمصاعب والضغوط لعرقلة مهمته في كشف حيتان الفساد ، لكن شجاعة الرجل واقدامه على تحدي الصعاب هو من وفر مستلزمات هذه المهمة الخطيرة.
كان الله في عون رئيس لجنة النزاهة البرلمانية النائب طلال الزوبعي لأنه قبل الدخول في هكذا مهمة تعد الأخطر في تاريخ العراق الحديث، وقد شجعته مرجعيته العشائرية وتنشئته في اجواء منطقة مهمة من مناطق حزام بغداد وبالتحديد في مناطق زوبع والزيدان وابو غريب، لأن يتحمل أوزار تلك المهمة المعقدة والشاقة، حتى حصل على ثناء الجمهور العراقي الذي يحفظ للزوبعي مكانة تليق به ، بعد ان رفع المتظاهرون صوره ورددوا اسمه في ساحات التظاهر على انه رجل صادق الوعد،وهو البرلماني الاكثر صرامة الذي كشف بؤر الفساد ومستوطناتها والشخوص التي انغمرت في تلك اللعبة القذرة التي تخلو من ابسط قيم الانتماء الى تراب الوطن وتفتقر الى أي إحساس بالضمير الحي والخلق المسؤول، بعد ان ضيع الكثيرون ممن انغمسوا في تلك اللعبة القذرة شرفهم وشرف عوائلهم واوصلوا سمعة بلدهم الى الحضيض.
الشكر والتقدير لكل من تحمل الخوض في غمار تلك المهمة الشاقة، عله يكون بإمكاننا استرداد مليارات الدولارات التي نهبت او سلبت دون وجه حق، وليقول القضاء العراقي كلمته بحق حيتان الفساد، عل محاسبتهم ستكون عبرة لمن اعتبر، ولكي لايتجرأ أحد من ساسة البلد وممن اوغلوا في نهب خيراته وامواله وخزائنه تكرار محاولاتهم مرة أخرى، وتحذير لمن يأتي من ان عيون العراقيين ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه سرقة ثروات بلده او نهب موارده.
أمنياتنا للنائب طلال الزوبعي التوفيق في مهمته هذه ، بعون الله ،وتقدير عال للزوبعي من الجمهور العراقي الساخط على تسلط الساسة وجبروتهم وظلمهم وطغيانهم وسرقتهم لثروات الشعب العراقي التي تجاوزت عشرات بل مئات المليارات من الدولارات..
وتحية مباركة للصوت الوطني الحر الهادر الذي ينطلق من قناة البغدادية لإعلاء كلمة الحق والفضيلة ولدور الاعلام الوطني المسؤول الذي ينطلق من هذه القناة ، ليرى العراقيون ضوءا في نهاية النفق يمكن ان ينتشلهم من سفينة غارقة أضلت طريقها وسط بحر متلاطم الأمواج ، وكان الله في عون العراقيين على تحمل مشاق تلك الرحلة المضنية ، والوصول الى شواطيء الأمن والأمان والكرامة ، وما التوفيق الا من عند الله العزيز القدير.