رغم الانتكاسات والانشقاقات التي تعرضت لها القائمة العراقية الا ان رموزها واقطابها لا زالوا يديرونها حتى اخر المطاف اما بالتشرذم النهائي ، أو بقاءها جسداً لا روح ولا حركة فيه والتغني بامجادها يوم كانت كتلة كبيرة جمعت اطياف  والوان مختلفة من الشعب العراقي . المتابع للعراقية بروز محورين متنافسين كل له اتباعه في داخل وخارج القائمة  ، وهما  محور  اسامة النجيفي الذي تدعمه قطر وتركيا المعروف بالمحور ( الطائفي ) ، والاخر محور ( اياد علاوي ) الذي تدعمه السعودية والامارات والكويت والاردن والذي يطلق عليه بالمحور السياسي المعتدل . لذا سيكون تحت هذين المحورين تشرذم للعراقية ولن يبقى لها باقٍ . نعتقد ان الزيارة الاخيرة للنجيفي الى قطر قد وضعت النقاط على الحروف وبانت الحقيقة لما يجري على الساحة العراقية لا سيما التظاهرات الجارية . و نفذ النجيفي ما اعطي له من  ( احمد اوغلو ) خلال اجتماعه مع قيادات اخوانية وسلفية ووهابية وبعثية وابلغهم بدور كل واحد منهم في المرحلة المقبلة ، فضلا عن اجراء عملية استباقية لمحاصرة اصدقاء السعودية والامارات وهو محور علاوي ، رداً على تعهد الشيخ محمد بن مكتوم بتمويل الانتخابات المقبلة لعلاوي والبقاء على هيكلية العراقية في معارضتها للمالكي واستمرار عملها لتقويض كتلته و تفريقها الى كيانات صغيرة وبالتالي تمكن القائمة العراقية من الاستئثار باصوات الناخبين . فيما زادت الجولات المكوكية لكل من النجيفي وعلاوي في المنطقة والعمل على نار هادئة  لايجاد استقطاب واصطفاف لكل محور تماشياً مع الاهداف الاقليمية والدولية المرسومة للمنطقة ، لا سيما تركيا التي اوكل لها دور قيادة الشرق الاوسط الكبير الممتد من باكستان حتى شمال افريقيا وبروزها كقوة اقتصادية وعسكرية قادرة على اللعب في الازمات الاقليمية . ولكن مهما طال الخلاف الخفي بين قطبي العراقية واصطفاف كل منهما الى جهات اقليمية سوف لن يخدم القائمة لا بل سيمزقها عما قريب ، فيما سيكون الطلاق البائن بين علاوي والنجيفي والذي كان عرفياً لا يحتاج سوى تصديقه في محاكم الاحوال الشخصية في قطر او تركيا ليكسب درجة البتات القطعية عندها ستتوضح الصورة الحقيقية لما فعلوه في تأجيج الصراعات وخلق بؤر توتر دائم في عراق الفقراء والمساكين .