23 ديسمبر، 2024 1:42 ص

طلائعُ معركةٍ اقليميةٍ في المنطقة .!

طلائعُ معركةٍ اقليميةٍ في المنطقة .!

ما حدث خلال الأيام القلائل الماضية من تفجير سفينةٍ ايرانية في البحر الأحمر , وضرب سفينة محسوبة على اسرائيل يوم امس , والتفجير في مفاعل نطنز الأيراني , تمثّل الشرارة الأولى لما هو اوسع واخطر .. الأوضاع المتأزمة والإحتقان القائم بين تل ابيب وطهران باتَ يتطلّب نوعاً خاصاً من التنفيس , وعملية التنفيس هذه لا تتمّ إلاّ بالتصعيد وبحرارة التصعيد ! , وبلغ الأمر مرحلة ردود افعالٍ على ردودِ افعال , ومعظمها غير محسوبة بدقّة .. من المتوقّع خلال الأيام القليلة المقبلة ” التي لا تتحمّل تأخير ” لضربةٍ اسرائيلية جديدة ضد اهدافٍ ايرانيةٍ , قد لا تكون بالضرورة ضدّ السفن وناقلات النفط .

الأيرانيون تنبّهوا او انتهبوا للمضاعفات لإحتمالات القادم ! حيث اتصل رئيس الجمهورية الأيرانية بأمير قطر , طالباً منه ان تبتعد دول الخليج عن ما قد يحصل من تطوّرات , والتطبيع الذي حصل مؤخراً من بعض دول الخليج مع تل ابيب له علاقة بالأمر . ساحة المعركة في الخليج تمنح ايران الدور الأقوى من ناحية المراقبة وسهولة الإستهداف الموضعي والجغرافي , لكنّ المسألة لا تتوقف بحصرها في الخليج العربي , ناهيك عن امكانية استخدام اسرائيل للطائرات والصواريخ من احدى ضفتي الخليج او سواها من اكثر من منطقة , وهذه فرصة لنتنياهو لتعزيز موقفه في الداخل الأسرائيلي والتخلّص من اتهاماتٍ ما موجهة له , ولربما يضطر لتشكيل حكومة طوارئ .

التقاطعات بين الإدارة الأمريكية وتل ابيب بلغت مرحلةً ساخنة , وهذا ما يضع الرئيس بايدن في الزاوية الحرجة , ولعلّه سيتحسّب للترشّح للإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة رغم أنّ الوقت مبكراً لذلك , لكنّ الفلسفة السيكو – سياسية التي يحملها بايدن في ذهنه تجاه الملف النووي الأيراني , تبدو وكأنها تزيد الموقف تعقيداً , سيّما مع تشدد الأيرانيين منها واصرارهم على رفع العقوبات كاملة ومرّة واحدة قبل الدخول في المفاوضات مع الأمريكان , وهذا ما يضاعف من المعضلة القائمة وتعقيداتها ..

الحالة الشديدة التأزّم بين اسرائيل وايران , فإنها تحررّ حكومة نتنياهو وتطلق يدها في آلة الحرب المفترضة , دون تشاورٍ مسبق مع واشنطن , على الرغم وبالضد مع ما جرى الأتفاق عليه منذ يومين بين الطرفين عندما حطّ وزير الدفاع الأمريكي الرحال في تل ابيب , ودعوة مستشار الأمن القومي الأمريكي لنظيره الأسرائيلي للقدوم والتباحث في واشنطن , بينما ثلاثة من ارفع جنرالات اسرائيل في طريقهم الى العاصمة الأمريكية ومن قبل التعرّض للسفينة الأسرائيلية بالقرب من المياه الخليجية لإمارة الفجيرة الإماراتية .

كلّ الجيوش في دول الخليج العربي في حالة استنفارٍ وتأهّبٍ قصوى , ومعها القواعد الأمريكية في بعض هذه الدول .. حالة الترقّب الحذِر قائمة على سيقانٍ واقدام , وردّ فعلٍ اسرائيليّ ساخن يبدو أنّ لا مفرّ منه !