23 ديسمبر، 2024 3:45 م

طقوس عاشوراء, الى اوروك علي

طقوس عاشوراء, الى اوروك علي

ليس من سواد المسلمين احد لا يريد ان ينجو من عذاب الله تعالى ,فالكل  يحمل أشاء ام ابى تلك الرغبة في داخله برضوان الله عنه والنجاة من النار وان كان يعمل بخلاف مراد الله جل وعلا وبلغت ذنوبه عنان السماء , ولاجل طمأنة هؤلاء فلم يقطع الخالق جل وعلا املهم اذ قال لهم (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا) ليرديهم اليه ردا جميلا, ذلك ان المحبة لله جل وعلا هي رأسمال المسلم في طريقه الى الله , وتتجسد محبة الله في أتباعه بما شرع بقرانه الكريم وفي سنة رسوله لانهما مصدر التشريع الرئيس عند عموم المسلمين , قال تعالى في محكم تنزيله المجيد (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) فالمحبة لشخص ما تستوجب اتباعه بما يفعل والسير على نهجه واتباع ما ورد صحيحا عنه , ولا نفهم نحن – كمسلمين- اتباعا غير هذا للنجاة والوصول الى مراد الله في خلقه وهي العبادة ,قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)
قرات مقال الفاضل اوروك علي الموسوم (لمن تزعجه طقوس عزاء عاشوراء .. في اسرار العشق الحسيني) وكنت قبلها قرات له غير مقال في المحترمة(كتابات) ولم أشا الرد عليها رغم تقاطعي معها لانها كانت وجهة نظر , فلربما للرجل وجهة نظر اخرى غير ما عليه مليار ومائتا مليون مسلم يعتقدون بصدق صحابة رسول الله ويعترفون لهم بالفضل والريادة , وانما سقت هذا لانه في مقاله الاخير احتج ببقاء الطقوس على صحتها وموافقتها لمراد الله , اقتباس(ومن لم يعتقد ان ال بيت رسول الرحمة هم نور الله فلقد حاولت وتحاول كل الصولجات وكل السيوف وكل الاكاذيب وكل الاحابيل وكل الاضطهاد والقهر والقتل والسجون ان تمحي ذكرهم، لكنها لم ولن تستطع مهما فعلت وستفعل فان ذكرهم باق حتى حلول الساعة)انتهى الاقتباس , فان كان دليل الكاتب على صحة الطقوس هو ديموتها في قلوب الناس , فالاولى ان نعتبر حب الصحابة وموالتهم والاعتراف بفضلهم دليل ايضا على صحة ما ذهب اليه الاكثرية من سواد المسلمين  فانها باقية في قلوب اكثر من مليار مسلم ,وحبهم اقدم من حب الحسين لانهم أسن منه واسبق في الاسلام . ومثل ذلك فان فرعون حفظه الله بجسدة ليجعله آية , فالامر ليس بمن استمر ولكن بمن وافق عمله كتاب ربه وسنة نبيه
وسرد لنا الكاتب قصة ايام سجنه ايام النظام السابق ولم يقل احد ان النظام السابق كان معصوما عن الخطا , والرجل الذي مات وكما قلت انه من اهل الفلوجة(طبعا لتدل على طائفة معينة) لا تستطيع انت او غيرك ان تقول انه يتنعم الان في جنات النعيم , فغير المسلمين –من باب الاحتجاج فقط- ايضا ماتوا على مبادئهم الباطلة , وقد ذكر من ذلك المثل ربنا جل وعلا حيث قال (قل ائنبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا).
واسبغ الكاتب الفاضل الكلام عن نور الحسين الذي ياخذ بالابصار ,واحتج بقول الحلاج عن هذا النور , ولو كلف كاتبا نفسه لمعرفة من هو الحلاج صاحب مقولة (ما في هذه الجبة الا الله) لعرف انه حلولي كافر باتفاق جمهرة المسلمين وعلمائهم ,واستشهد بقول كفري له اذ يقول (اغيثوني من الله) فان عباد الله تستغيث اليه ولا تستغيث منه والا لكان لزاما ان يكون الناس اقوى من الحق وهذا لا يقوله مسلم .واستشهد بكلام رجل يقال له عابس حيث قال (لقد جنني حب الحسين) ولا اظن كلامه الا مسا من الشيطان , فنحن نحب رب الحسين اكثر من حبنا للحسين ولم يزدنا حبنا لله الا رجاحة عقل .
وأنكر الكاتب صيام العاشر من محرم الحرام وساسوق هنا احاديث صحة عن جمهور المسلمين عن صيام يوم العاشر من محرم الحرام ليرى غير ذي الغرض صحة  صيام هذا اليوم
عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: ” ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر – يعني رمضان -” .
وفي لفظ: ” ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..”.
أخرجه البخاري (4/245) (ح2006) ، ومسلم (1132) ، والنسائي (4/204) (ح2370)، وأحمد (1/367) ، وابن خزيمة (2086)، والبيهقي في “شعب الإيمان” (3779)، وفي “السنن الكبرى” (4/286)، والطبراني (1254)
وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله” . أخرجه مسلم (1162)، وأبو داود (2/321) (ح2425)، والترمذي (2/115) (ح749) ، وابن ماجة (1/553) (ح1738) ، وأحمد (5/308)، والبيهقي (4/286).
واسال الفاضل الكاتب بعد هذا : من هو المغسول ذهنه والمتبع غير سبيل المؤمنين؟
واما ما ورد في مقالك الكريم عن أسر نساء رسول الله فلم يقل به احد من اهل العلم ,والمسلمون لم يسبوا هاشمية قط طول تاريخ حياتهم , وواضح انه تأثر كثيرا بالاكاذيب التي تملا كتب –القوم- ولم يصح عند اهل العلم والمعرفة منها شيئا ,ولو شئت لاطلت هنا ولكن يكفي الرد فقط على التخرصات.
وأقول اخيرا : ان كل فعل يفعله المسلم يرتجي به الثواب ,فأي ثواب في الاعتراض على حكم الله,فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم حسينا بالشهادة وهذا اكرام من الله تعالى لسيدنا الحسين, وقد اخبر الصادق انه واخوه سيدا شباب اهل الجنة , فلماذا العويل واللطم عليه وهو يتنعم بجنات ربي رضي الله عنه وارضاه , وان شئت ان تجوز اللطم وشق الرؤوس على احد فانت تحتاج الى دليل على هذا الفعل من صاحب التشريع ,فهذا ابراهيم ابن رسول الله يموت ولم يفعل رسول الله ما فعل –القوم- وهناك اكثر من مصاب جلل اصاب هذه الامة ,فاكبر مصيبة هي وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد يفعل ما يفعله البض في يوم العاشر من محرم الحرام, وهذا علي ابن ابي طالب يستشهد بيد الغدر الاثمة وهو من هو فضلا وعلما , ويقينا انه افضل من ابنه الحسين ولا نرى طقوس اللطم التي تقام في ذكرى استئهاد الحسين مع ما يرافق هذه الطقوس من المنكرات التي لا يرضاها عقل ولا تقر بها شريعة.
ان دين الاسلام دين عقل وليس دين عاطفة ,فقد خاطب الله العقول لانها مدار التكليف ,فأي عقل يقبل بالفكر الذي تدافع عنه؟ اللهم الا ان كان عقلا لا يرقى الى مراد الله جل وعلا
دمت طيبا صديقي اوروك علي