19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

طف …وهولوكوست في شارع الكرادة 

طف …وهولوكوست في شارع الكرادة 

كنا ولازلنا وسنبقى نقول لهم مراراً ونعاود عليهم القول تكراراً معركتنا بحاجة لرجال مواقف وثوابت ..وليس إمعات اشباه الرجال بقي ذكر جون خالداً في سفر التأريخ مع ابا الاحرار (ع),ﻷنه رفض التخلي عن مبدأ هو مؤمن به,وكان باستطاعته أن يأخذ الليل جملا وينجو بنفسه وكل من معه لم ولن يفعل قدم نفسه ﻷنها موتةٍ واحدة وبعدها الكرامة التي لا أنقضاء عنها ابدا في حين خذل الحسين سادة قريش وتركوه وحيدا يقاتل الصبر ويصارعه قبل السيف.
أﻷمم لا تحيا الا برجال يعرفون معنى التضحية لشعوبهم ﻷنهم متسلحين بأروع القيم ..قيم الصدق والوفاء والحمية والمروءة وغيرها من الشمائل التي تدعو للرفعة مع الذات هم يمتلكون الضمائر التي لا تعرف الذبول والخمول ولا تباع ولا تشترى,أما المنهزمون فأنهم لن يقدموا أي شيء لشعوبهم ﻷنهم خائبون منكسرون مع انفسهم جل همهم الصعود على التل والنظر من بعيد لحجم المأساة التي تطال الناس ..بقي الحسين وأهله وأنصاره مابقي الدهر خالدون ﻷنهم حملوا مشروع أمة يريدون تحرير الناس من ظلم الطغاة على مر الازمان ..سلاما لكل الشهداء وهم يرسلون رسائل للقاتل وللمهادن وللساكت عن قول الحق ان عدالة السماء ستكون حاضرة وبالمرصاد في أخذ ثأرهم .وسلاما يوم يبعثون حيا.
القاتل والمقتول في الجنة ..أية جنة هذه التي سيدخلها من لا يمتلك أي رادع اخلاقي وإنساني ..الجنة مكان فيه حسن العاقبة والخاتمة للزاهدين والعابدين والمظلومين والمستشهدين ,والنار الجحيم هي نهاية للقتلة الذين يقتلون الناس ويقيحوا القلوب ألماً بفقدان الاحبة ..الأحبة الذين ملؤوا الدنيا فرح وسرور ببهجتهم تناوشتهم ذئاب مسعورة وضباع جائعة تلهث وراء أية غنيمة مستعدة افعل أي عمل في سبيل كبح جماح شهوته المتعطشة للدم .
النفوس الكبيرة هي من تصنع التاريخ وتؤسس لحياة تسودها الطمأنينة والاستقرار ..نفوسنا تربت على نهج بيت النبوة ..بيت كان يستر العيوب يعطي ويكرم ويقضي حوائج الناس دون السؤال عن هوية السائل ,ضريبة حب اهل البيت تكمن في المضي على مسيرهم المضيء وليس بالقول دون الفعل ,وأشار لذلك الامام الصادق
ع.{اختبروا شيعتنا بصدق حديثهم وأداء اماناتهم },قست علينا الدنيا الدنيئة بابتلاءاتها لتطوقنا بحبال أقدراها المؤلمة تريد منا التنازل عن محبتهم,فكانت هنالك طف جديدة من نوع آخر عشناها ولمسناها وذقنا مرارة لوعتها بفاجعة الكرادة عبارة عن فتحةٌ من النار تلتهم الاطفال والنساء والشباب والرجال تحصد ارواحهم ﻹن المسخ يزيد لم يمت بل ظل عبر التأريخ بسلوكه المنحرف الهابط متجذراً بفكر اشباه الرجال خوارج العصر الجديد ..وظل الحسين شاهدا على مأساة امة قاموا بقتل رضيعها حقدا وغل ﻷن في مسيرة اهل البيت استذكار لهم بعقدهم ونقصهم المليء بالفقدان لماضي ملء على الاغتصاب والقتل والانتهاك ..سنربح المعركة شاءوا ام أبوا ﻷن قائد الميدان فينا الحسين ..وهم منهزمون فمن يقودهم شارب الخمر معاقر الغلمان ملاعب ألقردة من أين حضيضٍ جئتم أيها الوحوش الينا ؟ومن أي مزبلة ونفايات سترحلون اليها ,سيبقى العيد برهان وشاهد يحكي للأجيال القامة ولادة هولوكوست جديدة من المآسي في شارع الكرادة .