8 أبريل، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

طفولة وسياسة

Facebook
Twitter
LinkedIn

غالبا مانظن ان اطفالنا عندما يهمون بالرسم انهم يخربشون كالقطط او كما نقول بالعامية( يشخبطون) على الورق مما يحمل في طياته اوقاتا جميلة وممتعة يقضونها مع الورق والاقلام الملونة وقتا نتمتع به نحن ايضا حيث الهدوء او على الأقل نستغله في تغطية يعض الأعمال المنزلية المترتبة علينا اتمامها بالوقت نفسه هي لا تنتهي ابدا.  غالبا مايكون الوضع او ألصيغة لأننا نعتقد انهم سعيدون بخربشتهم وهو المهم وطالما نحن قد حصلنا على وقت كاف للتمتع بالهدوء وبدون صراخ او على ألأقل بدون طلبات او بدون قلق عليهم لأنهم يتعاملون مع مواد بالحقيقة هي مفيدة وليست ضارة  فقط أوراق وأقلام, ولكن بعض الناس يعتقدون ان الهدف لايكمن في الهائهم فقط وسرقة بعض الوقت او مشاركتهم انه يعني الكثير لديهم.

يرتدي ألأطفال جدية عحيبة وتبدوا على وجوههم وألأهتمام يما يرسمون وان كان في معظم ألأحيان هو مبهم وغير مقهوم لنا بالنسبة الى ألأطفال في عمر الثالثة حين لايوجد شيء محدد امامهم للرسم كشجرة او بيت او ماشاكل , وايضا حين لاتطلب منهم رسم شيء محدد, ولاأعرف ان كانت هي غريزتهم تتدخل في اختيارهم للألوان أو هو حبهم لبعض ألألوان وأستخدامها عن غيرها, مثلا عند تحديد الموديل وليكن نخلة او شجرة او بيت فهم يعرفون ألأخضر للأغصان والجوزي للوح الشجرة, ولكن لو تزودهم بألأوراق وألألوان ودعهم وحدهم يرسمون كل على انفراد وبدون تزويدهم بأي فكرة او طلب, فما هي النتيجة؟.

واحدة من النتائج كانت لوحة لطفلة صغيرة في سن الثالثة, لقد اختارت الوان جميلة جدا هو اللون الوردي ولكن بدرجاته ألمختلفة وأيضا ألبنفسجي وألأسود,,ألأسود ألخفيف ألشاحب,,أما خطوط الرسم قد جائت عريضة ومتوسطة العرض الى خفيفة لربما يرجع الى استخدامها الى أكثر من فرشة وبأحجام مختلفة ظانة انها سوف تنجز عملها أفضل وسيكون اجمل بأستخدامها لأكثر من فرشة واحدة وتجسد الفكرة التي في بالها.  لقد كانت مندمجة مع رسمها الى درجة انها لم تشعر بوجودي أمامها.

ألأنطباع ألأول لدى رؤية لوحتها ستعرف انها تمتلك فكرة في رأسها اكبر وأبعد ماتكون مجرد فكرة عادية لرسم ألأشياء الجامدة مثلا أو لنقل لم تكن ألأهتمام برسم جزء من الطبيعة كالنخلة او الشجرة او وردة,,انه شيء ارادت ان تقوله وجسدته بالرسم حتى يصل .  ومنه أعرف ان ألأطفال أبدا لايخربشون كما أظن ولكنهم يحاولون وبجهد كبير وجاد ان يرسمون افكارهم وللأسف الكبير احيانا تخرج رسوماتهم غامضة وكأنها خربشة الا ان يوضحون ويشرحون وطبعا فقط في حالة ان تقدمنا خطوة نحوهم وسألناهم؟؟؟؟.

ولأني لست برسامة ولكني مهتمة بالرسم أحيانا لاأستطيع النكهن بماهية الفكرة عندهم لكني اشعر بها حتما كما هو مع لوحة طفلة الثالثة من العمر, اعجبني أختبارها للألوان وطريقة مزجها لهم وخطوطها المعبرة عن شخصية واثقة من عملها وأعطيتها صفة ألوحة لأنها كانت لوحة حلم ملون جميل بالنسبة لي, على كل حال هم ألرسامون وحدهم يعرفون اسرار الخطوط وألألوان.

ألشخص المسؤول عن تاسيس المكان وتزويده بألألوان وألأوراق وألألعاب ,,وتوفير البيئة الملائمة لهؤلاء ألأطفال حتى يتمتعوا بأوقاتهم ويتعلموا,,ماهي فكرتنا عنه؟ هل هو غبي ولاعمل له؟ هل هو فارغ وبدون هم؟ لاأعتقد ابدا , ان كنا نعتقد فأننا مخطئونجدا,هؤلاء الناس يحاولون بناء مجتمعهم بالطريقة الصحيحة حيث يدأ المجتمع من الطفل والعائلة, يوفرون للطفل كل شيءمن ألأمان وألألعاب والبيئة النظيفة وليس فقط ليعلموه الرسم وانما يعلمونه شكل الوطن , وحب الوطن فالأطفال كحصيلة حاصل لرسمهم هو الوطن لقد رسموا شكل الوطن هاديء وجميل لأنهم رسموا أفكارا وليس كوابيسا.

لو اعطينا اطفالنا في العراق أوراقا وأقلاما ملونة ونتركهم كل على انفراد ليرسموا ولنرى ماهي ألأفكار التي تدور بها رؤوسهم؟؟؟  أحاول تلبس طفولتهم أراني سارسم كل الخوف الساكن في داخلي,,كل القلق من ان اموت حين اخرج مع اهلي,,كل الخوف على اصدقائي والبيت عائلتي,,انهم سيرسمونه واكثر انه الخوف المتولد في داخلهم من الظلمة الى حرارة الصيف وصعوبة لتنقل في الشتاء وخاصة للمناطق الريفية المنسية,,جثث تتطاير وتحترق في النهار وظلمة مطبقة في الليل, عدم امان في النهار وبيئة ملوثة ولسعات البعوض ليلا,,والطامة الكبرى الشخصيات التي من المفروض ان تكون مثالا للتفاهم وألأنفتاح,,الشخصيات التي من المفروض ان توفر لهم ألأمان والنظافة والتعليم والنطام وبالتالي حب الوطن,,نرى تلك الشخصيات المسؤولة هي في شغل شاغل عن كل ماجرى ويجري وتريد من يعلمها حب الوطن؟؟؟؟.  بعد التجربة الفاشلة في ألأستقرار لربما على الحكومة التفكير ومن جديد في الوضع السياسي المتوقف عليه كل شيء.  لانريد انتخابات جديدة اتمنى من الشعب ان لاينتخب احد من الموجودين ابدا ,  ولأن السيد المالكي لم يعطه أحد المجال لأثبات نفسه حقا ولنرى مايريد ان يعمل وما هي خططه  لتحسين الحالة ألأجتماعية وألأقتصادية وقبله الدبلماسية لأنه لايتم الا بمساعة ألأخرين ونراهم يتقاتلون ويتنازعون ويتسابقون من اجل الكرسي والرئاسة,,اما في حالة قلب الشطرنج ومرة واحدة وبدون تردد,,قلب ساحة الشطرنج وأزاحة كل الموجوديين واستبدالهم بألكفاءلت وتعتبر حكومة كفائات وطارئة جدا وسريعة,,انا لا ارى اي كفائة الان في اي سياسي موجود,,ويجب توقيعهم على بعض الشروط وهو في حالة عدم كفائة الشخص ليتنحى من اول سنة حتى تستتب ألأمور في العراق,,نريد اناسا يحبون الوطن ويرسمونه كما ألأطفال رسموا اوطانهم لأن كبارهم أورثوهم حب الوطن.

توجد كلمات في اللغة العربية ونها ( المساومة, الفائدة, التسوية, النتيجة) ,  المولودون الجدد هم ايضا يعرفون اننا بلد الثروات والنفط, ماعلينا الا المساومة عليه واعطائه وبشروط ,,وفائدة متبادلة, مصلحة متبادلة, وبها وعليها تكون المساومة والتسوية والنتيجة هي توفير ألأمان وألأستقرار للشعب العراقي الحالم بأن يرى رجال الدين في اماكنهم الصحيحة يريدهم الشعب هماك في المساجد حتى يحضن اليتيم ويهدي الضال ويساعد المسكين,, ليكونوا عمود الدين وليس متسابقين في السياسة.  ليعلموا ألأطفال حب الله  وليس حبه على حرف لنرى الله قيهم وليتقوا الله فينا. اعطوا اطفالنا وقتا , ورقة, قلما, لعبة ورغيف الخبز واتركوهم ليرسموا الوطن لوحة حب وليس لوحة ندم وموت؟؟؟؟.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب