18 ديسمبر، 2024 8:05 م

طفل ومثقف … لكل منهما مفرقعات

طفل ومثقف … لكل منهما مفرقعات

الطفل ينتهز فرصة مناسبة عامه لاشباع رغبة في نفسه ، باللهو بالمفرقعات في الزقاق بوضعها في حفرة تصريف المياه ، ويغطيها بغطاء ليضاعف دوي الانفجار … يكركر الطفل ضاحكاً ، مسروراً ، يشارك فرحته رفاقه الأطفال . لايهمه ما يتركه فعله هذا من ازعاج جيران يطلبون الهدؤ والراحة في بيوتهم ، طفل نائم او مريض على فراش … همه اشباع لهفه الطفولي بهذه الوسيلة التي يتساهل معها مجتمع اعتاد اهله اطلاق العيارات الناريه في المناسبات !!!
بالمقابل… ينتهز مثقف فرصة رفع راية الطيف الشمسي ، لاشباع رغبته في ( جدل حار ) في الشذوذ الجنسي . استجابة لنداء عقدة في النفس . مختلف عن نداء نفس الطفل . فيسرع متلهفاً لالتقاط مفرقعات من بطون كتب التاريخ ، زرعها الزارعون واكل عليها الدهر وشرب ، واختلط في محتواها الصدق مع الكذب ، وحابلها بنابلها من حقائق وافتراءات وتشويه . ويضيف اليها ما كان قد سمعه واستانس له واستهوته من اخبار الشذوذ الجنسي . ليجعل منها عجينة متفجرات يدسها بزهو وفرح في اعلان له عن شروعه في اعداد دراسة بحثيه في الطيف الشمسي والشذوذ الجنسي !! . غير مكترث لما ستتركه فعلته هذه من أذى ليس في جيران المحله بل بنسيج مجتمع بهوياته الفرعية المعروفه بما يضيفه من أسباب التمزق والتفكك بجدل عقيم لا جدوى منه
عدد لا يُستهان به من المخلصين الحريصين على ما بقي من النسيج الاجتماعي ، حاولوا تنبيهه على تبعات ما اعلن عنه من نتائج غير حميده بتعليقات اختفت معظمها من الشبكه بفعل سحر ساحر بعد ان سجلنا عدداً قليلاً منها … ( البحث في الشأن المطروح لا يخدم على الاطلاق ما عليه المجتمع من أزمات معروفه جيداً . المجتمع ينتظر من المثقف ابحاثاً ودراسات تنهض بواقعه الاجتماعي وليس العكس ) … ( بدل هكذا مواضيع إطرح شيء يفيد المجتمع ) … ( أية رصانه علميه ولقب علمي نعتز به بعد الان عندما تُسيس الأقلام والالقاب ؟! ) … ( كنا ننتظر منك ان تقدم لنا ما يدفع الفتن والبغضاء عن المجتمع العراقي لا ان تأتي علينا بموضوع مشكوك فيه ..). .. ( اثارتك للفتن النائمه والمنسيّه في تاريخنا ، البحث لا ينفع مجتمعنا حالياً ) …( كنا نأمل منك تنوير الشباب وتطوير أفكارهم لمحاربة الظلم وتغيير الواقع المزري للمواطن بدل الخوض في ترهات ) … ( الويلات المجتمعيه التي يعيشها العراق أولى بالدراسه والبحث ، ونتائجها نراها بأعيننا وليست نقلاً عن مصادر تبعد عنا قروناً ، نتمنى عليك ان تفيد شعبنا ببرامج تربويه تنفع الفرد العراقي من اجل اصلاح ما يمكن إصلاحه من خراب ونخر حل في هذا المجتمع) .
ولما قال له احدهم : ( نأمل منك البحث في الذي ينفع شباب تشرين ..) ، إذا به يرد عليه بنشر صورته متواجداً في ساحة التظاهر مع نفر من شباب تشرين مذكراً بأن الزيارة موثقه بالفديو !!!
لم يكترث لنداءات الناصحين ، بل استجاب لنداء العقدة المستحكمة الساكنة في أعماق النفس . ويمضي في سبيله مزهواً !!
وأخيراً … قد يعترض معارض من الناشطين في حقوق الانسان ، ومنها حرية الفكر ،على نداءات الناصحين باعتبارها قيد على الحريه الشخصيه في اختيارموضوع البحث وهو اعتراض وجيه جداً جداً ، اذا كان مفهوم حرية الفكر ، يسمح للمثقف ، وتحت ذرائع مختلفه ، بان ينشر خطاباً ملغوماً بعوامل لا تفتح الذهن وتوسع آفاق الفكر بل تغذي الكراهية والفتن وتعمق الخلافات بين الهويات الفرعيه المختلفه وتوسع الثغرات بينها ويزيد من تفكك وتمزيق النسيج الاجتماعي ، ويمهد لكارثة مؤكده تفتك بالهوية الوطنيه العراقيه . في ظرف ينهض فيه جيل جديد ، مستعد لكل التضحيات يأمل بترميم نسيج مجتمعه ، ومبشر باللحظه التاريخيه المنتظره للتغيير والإصلاح تحت راية ( نريد وطن ) !!
وماذا بعد ذلك؟!… في المقالة التالية ذلك !