أنا طفلة من أمة العرب, أمة إقرأ ,ولكني لا أشاهد أمتي تقرأ, فهي غالباً ما تودع قرآنها ,وحديثها وأدبها وتاريخها, وتنصرف للقاء الهواتف الذكية, وشاشات الإنترنت, ولساعات طويلة برفقة الشاي.
العرب باتوا كالثعالب, تأكل من فضلات الأسود, في حين أنهم كانوا أسوداً, تأكل الثعالب من فضلاتهم, وأنا حمامة قوية, أسكن في شجرة شامخة, إسمها العراق, ولن يستطيع الثعلب الصعود إلي.
لكي لا نتعرض للأزمات الإجتماعية, لا بد لنا من التعامل, وفقاً لمكارم الأخلاق, لأننا خير أمة, أخرجت للناس, تأمر بالمعروف, وتنهى عن الفحشاء والمنكر, وإسلامنا متسامح ورسولنا منبع الفضائل والمكرمات.
الإنسان الكائن الوحيد, الذي يستطيع صنع أشياء, لم تكن موجودة, ويمكنه تطوير أشياء أخرى, لتسيير حياته, بيسر وأمان, وهذا ما أفتقدته الطفلة الحمامة في عراق الحضارة, فلقد سرقت الجاهلية حضارتها.
الأجداد يريدون منا صناعة الأمجاد, والأحفاد متفائلون جداً بطريقة بناء برج الأمل, الذي سيشعرنا, بأننا جسد واحد قادر على النهوض بمسؤليته, والوقوف شامخاً بوجه التحديات,والسبب بسيط هو أننا أمة إقرأ.
العلاقات العنكبوتية, باتت أساس تطور شخصية شبابنا اليوم, حسب فهمهم لطرق التواصل الإجتماعي, وبالتالي فإن الحياة مستقرة ونرجسية, ورائعة في ظل مبادئ الإنترنت النزيهة, فهو الصديق الذي يمدك بكل شيء.
الطفلة مندهشة, فخاطبت الإنترنت: إذا أعطيتني نجاحاً, فلا تأخذ تواضعي, وإذا أعطيتني تواضعاً, فلا تأخذ كرامتي, وإذا أسأت للناس, فأمنحني شجاعة الإعتذار, وهذا ما أعجبني, من كلام الهندي طاغور الحكيم.
أداة ناجحة ووسيلة راقية, للسمو بأمة القراءة والكتابة نحو الذرى, تلك هي الحرية الفاضلة, المتجذرة بالإيمان والتقوى, وهذا هو الرابط الحقيقي للتقدم, وليس الرابط الإستهلاكي المبتذل, في الإستخدام السيء للإنترنت.
القراءة ميدان الفن, وفن الميدان, وأقصد: أن مساحة الموهبة والإبداع, في تخصص ما, فن طبيعي, في حين أن فن الإقتحام, وسلوك الموهوب في المضمار, له معايير ليتحقق نجاح أمة العرب.
بقي أن تعلم عزيزي القارئ, أن الطفلة الحمامة, أصبحت من الشباب الخبراء, في مجال الإنترنت, ودخلت عالم السمعيات, والبصريات والمقرؤات, ولكنها تخصص يوم الجمعة حصراً, للإطلاع والقراءة في شارع المتنبي.