22 نوفمبر، 2024 8:23 ص
Search
Close this search box.

طغاة ستانفورد

يعتبر( الطغيان) في مقدمة الظواهر التي شغلت العقل البشري .طارحا العديد من التساؤلات .من اين يأتي، ما هي اسبابه؟هل الطغيان ظاهرة اجتماعية ؟هل ياتي بالوراثة ؟ هذه الاسئلة طرحها الدكتور فليب زيمباردو عالم النفس الامريكي من خلال أجراء تجربة عرفت فيما بعد بأسم (تجربة ستانفورد) اراد من خلالها فهم ظاهرة الطغيان، ما هي الاسباب التي تدعو للانصياع والخضوع ؟ متسائلا عن كيفية تحول الانسان الطيب الى مجرم سادي وقاتل. قام الدكتور زيمباردو بأختيار24 متطوع للعمل من اصل 75 متطوع تقدموا للمشاركة في هذه التجربه ،اخضع المتطوعين للأختبار لتظهر بأنهم اناس اسوياء طيبين .تم تقسيم المتطوعين الى فريقين بشكل عشوائي ليصبح نصف منهم (مسجونين) والنصف الاخر( سجانين ) لتتم عملية القاء القبض على المسجونين بصورة توحي بأن عملية الاعتقال حقيقية ،وان هولاء السجانين هم شرطة حقيقين. ثم اودعوا بالسجن لتطبق عليهم كل ما يقوم به الشرطة تجاه المساجين. اعطي لكل فرد رقم وضع على ملابسه يرمز له . قاموا بتنظيف اجسامهم من الاوساخ وتفتيشهم بصورة دقيقة ثم اعطائهم ملابس الخاصة بالسجن. تم توزيعهم على الغرف الخاصة لكل مسجون .كان من المقرر ان تستمر التجربه لمدة 14 يوم الا أنه في اليوم السادس تفجر الموقف لتنذر الامور بخطر وشيك حيث تحول الطبيب المشرف على التجربة من طبيب الى مدير سجن حقيقي .اما السجانون وصل بهم الامر للتجاوز على المسجونين والاعتداء الجسدي عليهم ومنعهم من الطعام والنوم . مما أوصل الامر ببعض المسجونين الى حافة الجنون .اضطر الدكتور زيمباردو الى ايقاف التجربة بسبب الخطوره التي وصلت اليها ،ليمنع لاحقا من تكرارهذه التجربه. يلخص الدكتور زيمباردو في كتاب صدر له بعد هذه التجربة مجموعه عوامل تساعد على بروز الشر لدى اي انسان اي كان.واضعا في مقدمة هذه العوامل هو أن يقوم الانسان بعملية سرقة صغيرة او عملية غش او اي احتيال دون ان يردع او يحاسب .الامرالاخر أن يتم تجريد الانسان من إنسانية اي التعامل معه كرقم اوكفرد في حشد الهدف منه تحقيق يؤمر به بلا تفكير أو وعي .عدم تحمل المسؤولية وتشتيتها حيث يصعب تحديد من المسؤول عن الاحداث ليضعف الوازع الداخلي .الطاعه العمياء سواء كانت للسلطة او للشخص المسؤول او للزعيم التي تُفقد الانسان احساسه بذاته كشخص مستقل .الانصياع للأعراف السائده سواء داخل المجتمع او الحزب اوالجماعه .عدم المبالاة فيما يصيب الاخرين من شرور واذى من اي طرف . اثبت تجربة ستانفورد تحت اشراف الدكتور زيبماردو أن الانسان اي كان من السهوله أن ينزلق الى الشر والقتل والتدمير اذا هيئت له الظروف المناسبة ليخروج وحش الشر المختبىء تحت اقنعه متعددة سواء سياسية او دينية او اجتماعية . ان حجم التوحش والافتراس البشري الذي نراه ظهر لأن الظروف اصبحت مناسبه جدا لصناعة الطغاة والقتلة. البيئه ،الثقافة ،القانون، السلطة، الدين ،أعمدة يقف عليها اي بناء لمستقبل الانسان السوي ،اذا شوهت انجبت مجتمع طغاة وقتلة .أما اذا صاغت للأنسان مشاعل نور أنجبت مجتمع أنساني خالي من التوحش والطغيان .

ومضة:

يجب أن لا نراهن على الطيبة الموجودة بالانسان طالما يمكنه ان يوذي ومعه مفاتيح القوة

أتيين لابواسييه

أحدث المقالات