23 ديسمبر، 2024 3:15 ص

طعام العراقيين ســم قاتل

طعام العراقيين ســم قاتل

أن أنتشار البضائع المنتهية الصلاحية في السوق العراقية أمست اليوم ظاهرة خطيرة اخرى ضمت داخل موسوعة العراق الخطيرة لتسري في جسم العراق الأقتصادي المترهل وبشكل ملفت للغاية فهو ينذر بعواقب وخيمة ربما لن تحمد عقباها مستقبلا , وكالعادة الموقف الحكومي ضعيف في متابعة مجريات هذا الأمر شأنه شأن بقية امور حياتنا الاخرى , هذا الموقف الذي ربما فشل حتى في تحديد نسبة خطورته على المجمتع العراقي فعين المسؤول ربما ترى ان هذا الأمر لايحمل اثما او خطرا على المجمتع اذا ماقرون بخطر الأرهاب الذي يعصف بقدرات العراق المتنوعة متناسيا انه نوعا من انواع ذلك الأرهاب ايضا , واذا تحدثنا عن السوق في العراق وطبعا بنظرة المستهلك البسيط فان الخروقات التي يحملها عديدة وخطيرة , فالأسعار مثلا متنوعة ومتذبذبة لذات السلعة في داخل السوق مع تعدد المناشأ ومجهوليتها ! والسبب الحقيقي هو غياب التسعيرة الموحدة التي لابد ان تفرض من قبل فرق حكومية كانت قد أخذت على عاتقها التجول بين المحلات والاسواق وباختصاصات متنوعة كنوع من انواع فرض الرقابة و الهيبة الوطنية داخل السوق تزامنا مع وجود عصابات ومافيات السوق المحلية التي تفتك بالمواطن العراقي المسكين الذي ارتفع خوفه ليصل حتى لغذائه اليومي , فبمجرد تجوالك في أي محافظة عراقية بغض النظر عن العاصمة بغداد المثقلة بوابل من الهموم قاصدا لشراء الاجبان مثلا ستلاحظ الكميات الهائلة من المناشأ المتنوعة( كالتركية والايرانية والمصرية والسعودية اضافة للعروض العراقية الخجولة ) ان اغلب تلك الانواع تدخل الاراضي العراقية كدخول الابرة في القماش دون عناء يذكر ودون فحص وقائي معين هذا ماأكده لي عدد من ظباط الحدود والجمارك العاملين في المراكز الحدودية وعلى لسانهم يقولون ان بستطاعتك ادخال أي بضاعة للعراق ومن أي دولة كانت حتى لو كانت اسرائيل بمجرد انها تحمل الاجـــــازة اللازمة للدخـــــول ( الموافقات الرسمية ) فتوقفت لكلمة اسرائيل وسألتهم وكيف ؟ فقال ان المنتجات التي تدخل العراق من اسرائيل لاتحمل شعار اسرائيل نفسها وانما تغلف باغلفة لاحدى الدول العربية المجاورة وتلك الحالة تم كشفها من قبلنا بعد ان اكتسبنا الخبرة في مجال عملنا وتضيف تلك المجموعة الوطنية من رجال الحدود الذين فضلوا عدم ذكر اسماؤهم ان في تلك المراكز والنقاط الحدودية لايوجد أي تمثيل لفرق طبية ومختبرية خاصة بفحص السلع الواردة للعراق بعكس ماكان معمول به قبل عام 2003 , حيث كانت هنالك فرق خاصة مكلفة من جهاز التقييس والسيطرة النوعية تتواجد في اية نقطة حدودية عراقية لتقوم بفحص العينات اللازمة لاي سلعة تدخل البلاد على الرغم من كونها قد حصلت على الموافقات

الامنية اللازمة لدخول العراق وبشكل رسمي , اما اليوم فنحن نقف عاجزين عند دخول تلك ( التريلات ) المحملة بغذاء العراق دون ان نعلم ماتحمله من اسرار وامراض , وانا اجد شخصيا ان هؤلاء الظباط محقين فيمايقولون فهم رجال امن وليسوا بعلماء مختبر متخصصين في كشف الامراض والاوبئة ولاتدخل اصلا تلك الحالات في صميم اعمالهم او حتى بضمن الواجبات المكلفين بها

القلب يحمل الاسى عندما نسمتع لتلك الحقائق المرة فبعد مرور اكثر من اربعة عشر عاما على ضياع وفقدان جهاز التقييس والسيطرة النوعية من العراق وفي ظروف غامضة انتشرت اليوم في العراق وبحسب الاحصائيات الدولية العديد من الامراض السرطانية التي هاجمت افراد هذا المجتمع فكان السبب منها لحوالي ( 80%) ناجم عن تلف المواد الغذائية او مصلها بمواد ملوثة وخطيرة من جهات دولية مجهولة, ان دور الوقائي الذي تمارسه وزارة الصحة العراقية ضعيف جدا فهي لاتتحرك الا بعد ان ( يوكع الفاس براس) ناهيك عن دورة وزارة التجارة الضعيف هو الاخر في ذات الموضوع , أعتقد ان الوقت قد حان للانتباه لنوع ومنشأ الغذاء الذي نتناوله يوميا فربما يكون من افتك السموم دون ان ندري , فالارهاب الذي يحيط بالعراق كثير ومتنوع وسموم الاغذية الواردة الينا و التي نتناولها دون دراية يوميا هي واحد من اخطر الاعاصير التي تعصف بنا وبمحبينا دون أي ذنب معين

هي دعوة صريحة لاعادة الحياة لجهاز التقييس والسيطرة النوعية العراقي وتفعيل دوره واعطائه الصلاحية اللازمة والدعم المطلوب لفترت الاغذية المتعددة التي تملئ اسواقنا بعشوائية خطيرة ونشدد على اخذ دور وقائي اكبر لوزارة الصحة ووزارة التجارة للسيطرة على تلك السموم الواردة الينا من خارج الحدود وحتى لينطبق حديث الحاج ابو قدوري والذي سأسرد لكم قصته في مقال اخر حين قال (( هي بقت على لكمتنه )) !! .