23 ديسمبر، 2024 12:28 ص

طريق الموت الى بغداد ١

طريق الموت الى بغداد ١

ليست هناك رحلات طيران مباشرة لبغداد سنة 2005 ، يجلس الموظف على مقعده الجلدي في مكتب السفر بشارع كونج كوتان وسط ستوكهولم امام شاشة الكمبيوتر يبحث عن خيارات السفر لبغداد. لسبب ما ولغاية ما راح يقنعني بعدم السفر جوا لدمشق ومنها برا لبغداد، كان في رأسه موال ، ستكهولم ، اربيل ومن اربيل الى بغداد جوا ايضا. كل شئ جميل ويسير على الورق والضمانات موجودة والحجز مؤكد، هل تملك ان لاتصدق، ان تشكك. يااخي على الاقل ستنزل في العراق ومن اربيل لبغداد هي كم كيلو… هناك ايضا مسافر اخر حجزت له على بغداد.
الطائرة التي ستقلع لاربيل في السابعة مساء مملوكة لشركة يونانية وتسمى الاسكندر اير لاين، تصل الطائرة اربيل مع تباشير الصباح الاولى ، زمن الرحله طويل بسبب توقف في جزيرة كريتا.
في المطار كانت الاجراءات الروتينية تسير بسلاسة وسرعه ولكن لم تنتهي الاجراءات حتى عرف جميع المسافرين على الرحلة ان هناك تأخير في موعد الرحلة وان الطائرة التي غادرت اربيل في موعدها والتي من المفترض ان تهبط الان في ستكهولم مازالت في كريتا اليونانية .
انتظروا ..مر الوقت بطيئا ثقيلا وبدت الأشاعات تنتشر ، نشب شجار بين اثنين من المسافرين على متن الرحلة ادى الى تأخرها.
حين اقتربت الساعة من الحادية عشر مساء ظهر ثلاث رجال شرطة وساروا بأتجاه بوابة الطائرة التي هبطت للتو ،هه ذهبوا لمرافقة البطرانيين الذين تشاجروا في الجو، خرج ركاب الطائرة والاعياء والارهاق على وجوهم. تجمع الركاب المغادرين وتكوموا امام مدخل الطائرة.
حسين كان واحدا منهم ، وقع للتو في مشكلة مع شرطية الجوازات فقد اخبرته بانه محظور عليه السفر للعراق فجوازه السويدي فئة الاجانب يحضر عليه السفر لهذا البلد وحاول ان يشرح للشرطية بان النظام السابق قد انتهى عهده ولكنها لم تقتنع واصرت على استشارة رفاق لها. في الاخير سمح له بمغادرة البلد.
في الطائرة كان الكل متعب بما في ذلك مضيفات الطائرة اللواتي كن في اجهاد واضح و في حالة عصبية لايخفين شعورهن بالارهاق وعدم الراحة, اختلفت احداهن مع سكران لانه رفض ان يجلس في مكانه وطلبت مني التدخل لترجمة مايقوله فقال لي لاترد عليها وشتمها ووقعت في حرج حيث كانت المضيفة تنتظر ان اترجم لها قوله.
خلد الجميع للنوم مع اقلاع الطائرة واستيقظ البعض عند هبوط الطائرة في جزيرة كريتا, توقفت الطائرة اكثر من الوقت المسموح لها، لايبدو ان للوقت اهمية.
مع ظهور تباشير الصباح الاولى بدأت القرى العراقية الحدودية تظهر على الحدود ، شعاع الشمس الساطع كان يخترق زجاج نوافذ الطائرة التي كانت تستعد للهبوط ثم هبطت اخيرا وسكت محركها وافتتح باب الطائرة فاستقلبنا هواء ساخن هو مزيج من رائحة التراب والغازات السامة , سرنا نحومبنى صغير، اغلب الظن كان صالة الاستقبال، تدخل للمبنى تتطلع من حولك، تعلو وجوه الموظفين فرحة غامرة تعبر غالبا عن السعادة بالطائرات القادمة من الخارج .
ختمت لي موظفة الجواز وابتسامة تشرق من وجهها. اهلا وسهلا بك في اربيل.
موعد طائرة بغداد فاتنا انا وحسين منذ ساعتين، ثم عرفنا بأن الطائرة لاجدول رحلات محدد لها ، تطير متى توفر عدد مطلوب من المسافرين. هل هناك طائرة اليوم ، لانعرف ..، ربما غدا وحتى هذا ليس مؤكد…مرحبا بكم في العراق.
يتبع……