26 مايو، 2024 12:02 ص
Search
Close this search box.

طريق التنمية والساسة الكرد

Facebook
Twitter
LinkedIn
ارى من الأخطاء الاستراتيجية في التخطيط ان يمر طريق التنمية المرتقب بالمحافظات الشمالية الثلاث المؤتلفة باقليم ، الحقيقة بالنظرة الوطنية العراقية – جعله يمر منها باتجاه تركيا- إجراء صحيح بل يقوي ويدعم أواصر استمرار وحدة البلاد ، لكن هناك عقبة أمنية وسياسة قد تفسد هذا المشروع الحيوي المهم لمستقبل العراق إذ يضعه بخط اقتصادي مع اوربا والخليج وهما منطقتان حيويتان نشطتان في عالم اليوم والمستقبل ،
العقبة مصدرها الفكر السياسي التابع والنظرة القومية الانفصالية عند الأخوة الكرد ، فاقليم الشمال يقع بشكل كبير تحت تأثير قوى خارجية معروفة ومعروف موقفها من العرب والعراق والمسلمين وهي لا تترك جهدا لتقويض اي تقدم او تطور او استقلالية او قوة لدى العراق كما فعلت في العهد السابق وستفعل دائما ، وتلك القوى ستدفع بساسة الكرد لاحقا -اذا ما صار لهم تأثير على هذا الطريق- إلى فرض عقبات وإجراءات قد تحد من فعالية هذا الطريق او ربما توقفه عند اول خلاف عميق بين بغداد وأصحاب القرار في الإقليم،
والإشارات الحاضرة تنبئ بقوة عما يمكن ان يحدث في المستقبل اذا ما صار للكرد سيطرة على السكة الحديد والطريق البري الحديث اللذين يمثلان عصب هذا المشروع وما سيبنى على جانبيه من منشآت وخدمات وما يعززه من دعم لوجستي .
فأنت كعراقي اذا مررت اليوم بسيارتك او بالباص السياحي بإحدى محافظات الشمال متجها إلى أوربا فانك ستحس بالاغتراب والضعف والمعاناة وانت مازلت داخل الأراضي العراقية وقبل ان تحتاج ختم جوازك ، فالمدن التي ترفع علم الإقليم إلى جانب علم العراق -واحيانا بدون علم العراق- تفتشك وتضايقك وتطلب منك الحصول على اقامة حتى ان كنت عابرا غير مقيم ، وتبدأ المعاملة العنصرية ضدك كعربي ودقة التفتيش واختلاق الأعذار لمنعك وايجاد السبل لتاخيرك بالساعات وربما ليالي ، وإذا لم يجدوا اي عذر او شيء فسيهينونك بشكل ما على سبيل التذكير انك غير مرغوب بك لدينا وان لا تعتبر نفسك بأراضي بلدك .
فلك ان تتخيل اذا مر منهم القطار والشاحنات والناس والبضائغ وحركة اقتصادية يومية جبارة -كما يراد لها ان تكون- فإنه من الواضح جدا ما سيحصل ، وعلى الحكومة ان تتحلى بالحكمة والتخطيط وتتخلى عن المشاعر الساذجة وتنظر إلى مصلحة البلاد والعباد من هذا المشروع ولا تجعله عرضة للمزاجات العنصرية والانفصالية ثم يُغتصب وتُستلب ارادته ،
ويمكن لأبناء وطننا من الكرد المواطنين العاديين ان يستفيدوا مثل الباقين من هذا المشروع دون أن يمر بهم فمحافظات العراق الأخرى معروف تعاملها الدستوري والوطني والاخلاقي مع المواطنين من شمال العراق ولا تمنعهم من شيء ولا تفرض عليهم شيء ، وسيشاركوننا موارد الطريق ويعملون فيه كما يشاركوننا الآن موارد نفط البصرة بينما لا يعطوننا شيئا من نفط الشمال الا بشق الاتفس وبعد نهب ما أمكن منه ، بل لايعطون حتى أبناء عرقهم معاشاتهم الشهرية ، وعلى ذلك يكون القياس .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب