23 ديسمبر، 2024 11:21 ص

طريق التكامل والهدف المنشود

طريق التكامل والهدف المنشود

الجميع يتطلع الى مستقبل زاهر تحفه السعادة وراحة البال بغض النظر عن طريقة اكتساب تلك السعادة فهناك من يبحث عنها في طوامير ظلماء ومتاهات وازقة مشبوهة فربما يصل الى غايته المرجوة وهي السعادة لكن ليست بتلك المواصفات التي تجعل من الفرد أنسانا سويا طموحا متجددا لايعرف الغفلة ولا السهو صحيح العقيدة وناضج العقل مؤمنا بان الجميع الى الله راجعون ومنه يستمدون العون والعلم والتوفيق وكلما كان الطريق الذي يسير فيه الفرد يسير في طريق تكامل وفلاح كلما أزدادت خزائن السعادة وتفتحت أوراد الأمل والتفاؤل وهنا اقول وكما قال احد المفكرين المهتمين بشأن التنمية الصحيحة للانسان المسلم لبناءه باسلوب اخلاقي متكامل انه: ( ينبغي على الإنسان المسلم اختيار الهدف المهمّ والأوسع والأسمي؛ لأنه كلما كان الهدف ضيقًا وخفيفًا كان أقرب إلى التلاشي في ذهن صاحبه، مما يؤدي إلى فتح باب واسع للتكالب والتزاحم للأمور التافهة وبالتالي الدخول في المحرّمات الأخلاقية الشرعية، وكلما كان الهدف أهمّ وأسمى، قلّت فيه الأخطاء والقبائح بسبب ما يحصل في ذهنه من المقارنة بين هدفه المهمّ المنشود وبين الشهوات التافهة الرديئة فيلتفت إلى تفاهتها بالقياس إلى ذلك الهدف مما يؤدي إلى نظافة وسعة روحية الإنسان، فكيف إذا كان هدفه رضا الله سبحانه و تعالي الذي لا تتناهى عظمته و لا تنقطع قدرته ولا تنتهي نعمه؟!، وكلما أقترب الإنسان من هذا الهدف اشتدّت رغبته إليه وأحسّ بعمق أغواره وبَعُد منتهاه، وكان ذلك منعشًا لآماله ومؤثرًا في اقتراب الإنسان نحو الصلاح والتكامل، ويكون مثله الأشخاص الذين قال فيهم أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقين: ((كَبُر الخالق في أنفسهم، فصَغُر ما دونه في أعينهم)).) فباعتبارنا مسلمين وتابعين لنبي الاسلام علينا أن نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا وثقل الامانة التي اودعها النبي صلى الله عليه واله وسلم الا وهي الثقلين كتاب الله سبحانه جلت قدرته وعترة الرسول سلام الله عليهم أجمعين حيث أن لا تكامل ولا رقي ولا نجاح بدون الاتكاء والأخذ من هذين الثقلين معا وما نراه اليوم من ضياع وأنحراف فكري وشذوذ والحاد ماهو الا نتاج الأستمرار على الخطأ والأبتعاد عن من هم أولى بالرأي والقيادة والمشورة , بل الاسوأ من ذلك كله اللجوء الى الفاسدين والفاشلين لاخذ منهجية حياتهم وتطبيقها على الاخرين . وهنا ستتعرج طرق التكامل وتمتلي بالأشواك والمتاهات ويتصدر الضعيف لقيادة الامة بعد ان اطبق وغيب الثقلين والتجأ الى أساليب السحر والشعوذة الى هنا توقفت عجلة الأبداع والتقدم وستعلق لائحة مكتوب عليها نأسف لأزعاجكم!! فطريق التكامل يخضع لعمليات أكساء وترميم الى ان يشاء الله بعد صفاء النفوس ونقاء القلوب والعودة الى الاقتداء بالثقلين قولا وفعلا . فلا نصل الى التكامل الا بالاتباع الصحيح للنبي وال بيته صلوات الله وسلامه عليهم من خلال العمل الجماعي من اجل مساعدة بعضنا البعض في الوصول الى التكامل بمعناه الشامل

http://www8.0zz0.com/2018/01/31/01/691182935.jpg