إلقاء نظرة سريعة على المواقف و التصريحات المختلفة الصادرة من قبل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال أکثر من 36 عاما فيما يتعلق بموقفه من دول المنطقة و السعي لتوظيف متاجرته بالقضية الفلسطينية و القدس خصوصا من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، تبين الماهية و المعدن الردئ جدا لهذا النظام و کيف إنه يسلك شتى الطرق و يستخدم شتى الوسائل من أجل تحقيق غاياته.
طريق تحرير القدس يمر يوما عبر کربلاء و يوما آخرا عبر الرياض، لکن وفي نفس الوقت فإن السياسة الايرانية و على الرغم من المعاداة الظاهرية لإسرائيل في الخطاب الرسمي لطهران، لکن عمليا لايتم إتخاذ أو تفعيل أية خطوات ضدها وانما مجرد شعارات و مواقف نظرية تستخدم للإستهلاك المحلي و الاقليمي، بل وإن ماقد ذکرته أوساطا سياسية من تصريحات منسوبة الى مسٶولين إيرانيين أثناء اللقاءات الامريکية ـ الايرانية السرية، من إن طهران تعتبر السعودية عدوتها اللدودة و ليست إسرائيل!
خلال المقابلة الاخيرة الشاملة التي أجرتها قناة”أورينت”، مع زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، أکدت في إجاباتها على مسألة الترابط و التعاون و التنسيق مابين النظامين السوري و الايراني وإن ترابطهما هذا موجه ضد الشعبين الايراني و السوري على حد سواء، غير إنها أکدت على ضرورة”الترکيز على العدو الرئيسي ورسم خط فاصل شامل بين المقاومة السورية وبين هذا العدو الرئيسي وهو الدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران التي اوجدت الحالة الراهنة في المنطقة برمتها ومنها في سوريا.”، لکنها أشارت ضمنيا في نفس الوقت ومن خلال سياق حديثها، الى إن إسقاط النظامين هو السبيل الوحيد لکي تنعم المنطقة بما فيها إيران نفسها بالامن و الاستقرار ولاسيما وإن رجوي قد أشارت و بصريح العبارة الى”حجم النفقات التي تخصصها الدكتاتورية الدينية من أجل بقاء دكتاتورية بشار الأسد في سوريا على حساب الشعب الإيراني.”، وهو مايساهم في ضرورة في إيجاد حالة من الخلل و الفوضى و عدم التوازن داخل إيران يدفع الشعب الايراني ضريبتها من أجل سواد عيون نظام دکتاتوري دموي کنظام بشار الاسد.
مثلما کان ولازال النظام الايراني ومنذ تأسيسه مصدر تهديد للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، فإن النظام السوري أيضا سار و يسير على نفس النهج و السياق وقد کان دائما مصدر تهديد لجيرانه ولاسيما العراق و لبنان و الاردن، وهو الان يعتبر بوابة تصدير الشر و العدوان لطهران، وإنه و من دون زوال هذين النظامين فإن السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة يکون دائما عرضة لأخطار محدقة بها. [email protected]