لاشك ولاجدال ان ماقام به رئيس الوزراء حيدر العبادي في حزمة الإصلاحات التي أطلقها تعتبر الخطوة الاولى في طريق طويل ووعر بالغ الصعوبه،وَمِمَّا يزيد من خطورته تداخل الخطوط والخنادق التي تحيط به من كل جانب،وقدرة الفاسدين بتغيير جلودهم والإستدارة ٣٦٠درجه والانحناء امام عاصفة التغيير التي بدءها العبادي عليهم.
ولكن ما يخفف هذا العبء الثقيل على الرئيس العبادي هو موقف المرجعية الدينيه المتمثله بالسيد السيستاني ومساندتها له والشد على يديه بضرب الفاسدين واقتلاع جذورهم ،وهذا الموقف يمثل الموقف الشرعي الداعم له والذي يوازي الموقف الشعبي والجماهيري المتمثل بالمتظاهرين والمؤيدين وهم يمثلون فئات كثيرة من الشعب .
ولكي تكون خطوات العبادي الإصلاحية مدروسة وذات تأثير كبير على رؤوس الفاسدين فعليه اختيار فريق من المستشارين اصحاب الخبرة والكفاءة البعدين عن كل شائبه من اجل رسم خارطة طريق يسير عليها.
ولابد من الالتفات الى العقبات التي سيواجهها العبادي في حربه ضد الفاسدين ،فهم ليس بهذه السهولة من التسليم له والانقياد معه ،فهولاء كالحرباء يتلونون بحسب البيئة وبحسب الظروف .
ان الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا وتكالب الأعداء عليه من كل حدب وصوب لابد ان توضع في الحسبان ،وعدم وضع البيض في سلة واحدة خوفا من الفشل وانهيار طريق الإصلاح ومحاربة الفاسدين ،وان طريق الألف ميل يبدء بخطوة.
لذلك على الجميع ان يكون صبورا ومساندا للعبادي ولاينتظر ان الخلاص من هذا الوضع يتم في ليلة وضحاها وان يكون في الحسبان ان زمر الفساد وعصابات المافيا،لن ترفع الراية البيضاء بسهولة ويسر ،وانما ستكون هناك جولات وجولات يختلط فيها الحابل بالنابل ،ولكن المتقين من الامر ان المنتصر لابد ان يكون الشعب العراقي ،لوجود المرجعية الدينية الرشيدة وكذلك المخلصين من ابنائه الذين أعلنوا الحرب على الفاسدين فشمس النصر قد أشرقت ولم يبقى سوى صلاة النصر فتعسا لكم أيها الفاسدون.