قال الفيلسوف والناقد الثقافي السلوفيني سلافوي جيجك” تذكروا ليست المشكلة الفساد أو الطمع، المشكلة هي النظام, الذي يدفعك دفعاً لتكون فاسداً”.
يمر العراق بمفترق طرق, فبعد الفشل واِستشراء الفساد, الذي أنهك البلاد وأتعب العِباد, نادى جميع العراقيين, مراجع وساسة ومواطنين, بضرورة التغيير والإصلاح, فكيف يتم ذلك؟
إن من أسباب النجاح بأي عمل, هو النظام الجيد, الذي يجب العمل به, ويعتمد على قوانين رصينة؛ تضمن للمواطن حقوقه, كما تطالبه بالواجبات المحددة, ومحاسبة الفاسدين ومن يفشلون, بما أنيط بهم من مسؤوليات, فمتى ما سُنَّت تلك القوانين سيَصلح النظام.
لا يمكن أن يشعر المواطن بوطنيته, مالم يحصل على حقوقه, ويجد النظام الحقيقي الذي يضمن ذلك, فارتقاء الفاسدين للمناصب التنفيذية, يجعل المواطن يشعر بالإجحاف, فيفقد ذلك النظام الثقة, عدم وجود نظامٍ يعني الفوضى, مما يتسبب بهيجانٍ شعبي, كما حصل في البصرة, وفي محافظات أخرى.
تقع المسؤولية على الشباب, الذي أتيح لهم في هذه المرحلة, ظروف تمكين فريد من نوعه, لم يعهده العراق الحديث, بالرغم من وجود ساسة كبار, لا زالوا متشبثين بالمناصب, مع أنهم يعلمون جيداً, عدم اهليتهم لذلك.
قال الكاتب والاستاذ الجامعي, الإيطالي أنطونيو تابوكي “العالمُ هستيريٌّ في هذه اللّحظة، ويجب على الأجيال الشّابة, البحث عن الأصالة, بغية محاربة هذه الفظاعة وهذا الجنون”.
رحلة التغيير والإصلاح, يقودها شباب واعٍ نحو الإعمار, هذا ما ينتظره شعب العراق, فهل سيتمكنون من العمل, وقلب الطاولة نحو عراقٍ حديث, خالٍ من الفساد؟
قال الفيلسوف المصري مصطفى محمود: الاعتراف بالحقيقة, هو الامل في اصلاح المسار.