26 نوفمبر، 2024 11:54 ص
Search
Close this search box.

طريق الأمل

طريق الأمل

(يمكننا عمل الكثير بالحق ..لكن بالحب أكثر ) .
لم يعتاد العراقيون أن يعيشوا دون خوف أو ترقب لأمرٍ ما .. دائماً أنتظارنا مجهول , ونادراً ما نتطلع للأمل بعيونٍ خالية من الكآبة , وقد أنعكس هذا على سلوك المواطن  حتى صار من أكثر البشر تذمراً وعصبية ..كثرت التفسيرات لذلك المزاج , فبعضهم عزاها للأجواء المتقلبة وآخرون قالوا : أنها ظروف تراكمية , ولكن لو عاش العراقي كما غيره لغادر تلك الروح السلبية  .
لحظات التغيير كانت بارقة الأمل التي جعلتنا نعيش سنوات قليلة متطلعين للأحسن , ثم عاد الأمر كما هو ولعله أكثر أحباطاً وبؤساً من السابق  .. لم نسمع ساستنا المتصارعين , تحدثوا عن محنة شعب ارهقته مغامراتهم , أو أبعدوا الانسان من صراعاتهم (على الأقل ) . أن الممارسة التي أدمنتها القوى السياسية معروفة جداً , ولعل الناس تدركها جيداً .. التخويف من الآخر عنواناً عريضاً لبرامج وحملات أنتخابية  ! هذا يُحذر من الصفويين , وذاك يعرض خدماته كحامي لمذهبٍ ما , وثالث تأهب للدفاع عن عرقه تحت ذريعة أنهم ( الحق المغتصب), ورابع لا يعرف ما يريد ! اصوات كثيرة لا نسمعها إلا عندما يتطلب (برأيهم ) الأمر حطباً لإضرام أخضر البلد ويابسه . 
 ليس هناك توقاً بالنفوس لغدٍ مشرق , وكل الدعوات منذرة بقادمٍ ملؤه الدم وعنوانه السلاح , ليبقى العراقي مؤجلاً كل أحلامه ومختبئاً خلف متاريس وهمية مولدة حالة من الفزع والأضطراب .. صوت واحد أسمعه صادحاً بمفردات التفاهم والود والحوار , ويستمر رغم ضجيجهم المضجر .. هذه المرة يُحرج الجميع بكلمة حق وحب (وما أعظمهما إن اجتمعا ) , مجسّداً منهجاً علوياً بذكرى ولادة رائد الإنسانية الإمام علي (ع) , بعقدِ أجتماع رمزي لطمأنة الشعب .. أنها حالة فريدة نأمل أن يتعاطى معها الآخرون , ولو لمرة واحدة , وستُحسب لهم جميعاً .. نحن بحاجة لثقة تطمأننا أكثر من أي شيء آخر , وستكون هي الخطوة الصحيحة على طريق الامل .

أحدث المقالات