18 ديسمبر، 2024 11:23 م

طريد المرجعية وضياع الكرسي..!!

طريد المرجعية وضياع الكرسي..!!

لا يخفى على جميع الشعوب العربية،  والإقليمية،  فضلاً عن الشعب العراقي،  بما تقوم به المرجعية الدينية في النجف الاشرف منذ غيبة الامام الثاني عشر(عج)، وحتى يومنا هذا،  وسجل التاريخ بكل شرف على صفحاته المشرقة؛  بطولات،  ومواقف إسلامية،  ووطنية،  واخلاقية،  وانسانية..
ان مواقف المرجعية الدينية على مر العصور السالفة،  تبقى شعلة مضيئة في تاريخ الأمة الإسلامية،  والإنسانية؛  حيث جعلت نفسها كالشمعة تحترق،  وتسعد الاخرين بنورها،  من اجل سعادتهم،  وإنقاذهم من عتمة الظلام الدامس،  ولذلك استمر مسارها الطويل،  ومشروعها الواضح،  ورؤيتها الأبوية،  والإنسانية.. 
فقد تحملت المرجعية الدينية طيلة هذه الفترة الطويلة عدة امور قاسيه،  ومؤلمة من الانظمة المتعاقبة على العراق،  وقامت تلك الانظمة بأساليب همجية،  ومحاربتها بشتى الطرق،  ومارست عليها ضغوطات كبيرة،  من قتل،  وتهجير،  واعتقالات،  وتغيب في السجون،  ودهاليز السلطة.. 
هؤلاء الذين عمدوا على محاربة العلم،  والعلماء،  والاساتذة،  والمفكرين؛  وجدنا لهم رواجاً كبيراً في اسواق السياسة العراقية،  بعد الانفتاح الذي اصاب العراق عام 2003،  وصار الشعب العراقي يباع،  ويشترى في سوق النخاسين العرب، وساسة البترول،  وارتفعت اصوات اصحاب المصالح،  والاحزاب،  وارادوا اسكات صوت الحق،  والاعتدال.. 
اية الله محمد باقر الحكيم(قدس)،  الذي قارع النظام العفلقي طيلة ثلاثة عقود ونصف،  وتحمل التهجير،  وفراق الوطن،  والأحبة،  وقدم عشرات القرابين من اهلة،  ورفاق دربة؛  من اجل ان يجد فسحة امل،  ولا تنطفي تلك الشعلة العلوية في مسارات الأمة المظلمة،  والتي اعادها وسط عتمة الظلام في الصحن الحيدري الشريف،  عندما قال(انا اقبل ايادي المرجعية،  وانا في خدمتهم)؛  وبذلك ايقظ ضمير الشعب،  ووضع له خارطة طريق،  ومساراً ثابت.. 
طاعون السلطة الذي سرى في جسد معظم ساسة العراق بعد 2006، وجعلهم يعيشون الأحلام،  والأوهام،  وضربوا جميع القوى الوطنية،  والشخصيات السياسية بعرض الحائط،  وتمادوا على مقام المرجعية الدينية،  وحاولوا التشويش عليها،  وخلق جيل جديد يهاجمها،  ويقلل من دورها الكبير في حفظ العراق،  والعملية السياسية بعد 2003، وسخروا جميع امكانات الدولة،  والإعلام الرسمي؛  الذي تحول الى بوق ينفخ فيه السلطان،  واداة يقمع فيها الخصوم متى ما يشاء.. 
ارسل السيد السيستاني(دام ظلة)  بيان في 11 رمضان 2014 الى قيادة حزب الدعوة المتمثلة برئيسها نوري كامل المالكي يأمره بوجوب” التغيير”،  واختيار شخصية مقبولة” وطنية،  وإقليمية”،  وتم اخفاء هذا البيان طيلة هذه الفترة على القوى الوطنية رغم معرفة الأخرين به.. 
اما الذين جعلوا خصومهم المرجعية الدينية،  والقوى الوطنية،  السقوط اقرب الى عرشهم،  وسوف تلاحقهم لعنة الأجيال،  وهذا ما اتضح من خلال بيان السيد المالكي عند سحب ترشيحه الى رئاسة الوزراء،  والذي اثنى على معظم القادة،  والرؤساء،  والشخصيات،  وتجاهل ذكر المرجعية الدينية صاحبت الفضل الاول” ومن يتجاهلها فهو طريدها”…