الهذيان من هذى يهذي ، هذيا ، هذيانا ، تكلم بغير معقول ، أو مفهوم لمرض أو غيره ، والهذيان التكلم بغير تفكير ، أو إظطراب عقلي مؤقت يتميز باختلاط أحوال الوعي .
الأحمق في اللغة العربية يراد به ناقص العقل ضعيف التصرف لا يسعفه عقله في كثير من المواقف التي تواجهه ، وفي المعجم الوسيط حُمقٌ حمقا وحماقة أي قل عقله فهو أحمق وهم حُمق ، وحمُقَت السوق كسدت وحمقت تجارته أي بارت ، فالحمق قلة العقل وكساد التجارة وبوار السلع ، ونقصان عقل الأحمق آت من عدم تقديره لعواقب الأمور الحاضرة والمستقبلية . والأحمق : رجل قليل العقل فاسد الرأي ، يأتي بأعمال لا معنى لها .
يقول سيد البلغاء علي بن أبي طالب : ( أحمق الناس من يمنع البر ويطلب الشكر ، ويفعل الشر ويتوقع ثواب الخير) . ويقول أيضا : (لكل داء دواء يُستطيب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ) . ولم أجد أحمق من مختار العصر في تصريحاته الأخيرة وهو يحاول أن يجر البلاد إلى كارثة اكبر من الكوارث التي تمر بها بتصويره حرب داعش الإرهابي وهجومه على الأرض العراقية كثورة سنية على الشيعة محاولا جر البلاد إلى حرب أهلية رسمية وعلنية بين المكونات العراقية ، متناسيا أنه بهذا الكلام يعطي شرعية لداعش في حربها ضد العراق ،فإذا كانت ثورة سنية كما يسميها فالمكون السني البالغ ملايين العراقيين قد ثار ضد ظلم الشيعة كما يقول المالكي فمن غير المعقول أن يكون ملايين من البشر على خطأ ، ثم إن مصطلح الثورة التي لا يفقه معناها مختار العصر تعني ( أن الناس قد رفضت الظلم وخرجت مسلحة للمطالبة بحقوقها ) ، ثم إذا كان الذي يحدث ثورة لن يستطيع لا المالكي ولا حكومة الدعوة ولا جيوش الأرض أن توقف زحفها لأنها تمثل ملايين من العراقيين السنة كما صورها مختار العصر ، ثم إذا كانت ثورة لماذا ينزح السنة تاركين مناطقهم وبيوتهم لاجئين إلى مناطق الشيعة ومدنهم على غرار كربلاء والنجف ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب .
مختار العصر بتصريحه هذا يحاول أن يجهز على المتبقي من اللحمة الاجتماعية والنسيج المجتمعي ويحاول أن يجر البلاد إلى حرب شاملة تحرق الأخضر واليابس ويحاول أن يعطي شرعية لتتقاتل الطوائف العراقية فيما بينها ويحاول أن يفك التداخل الاجتماعي بين السنة والشيعة في عموم العراق ، متناسيا أن السنة شركاء للشيعة في الوطن وفي الحرب ضد داعش . وان السني يموت قبل الشيعي في الحرب ضد داعش ، وان دماء العراقيين اختلطت مع بعضها في التصدي للفكر التكفيري والظلامي الذي تقوده داعش . يقول الله في محكم كتابه ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) ، ويقول أيضا ( إن هذه أمتكم امة واحدة ) ، ثم من جعل مختار العصر( طريد المرجعية ) (هاي تسمية جديدة لم تحظى بالاهتمام والتركيز ) ناطقا أو ممثلا للشيعة في العراق وهو وزمرته نهب أموال الشيعة قبل السنة وضحى بهم وسلمهم إلى مجرمي العصر داعش في مجزرة يشهد لها نهر دجلة استشهد فيها 1700 شاب عراقي قيطان بسطال كل منهم اشرف منه ومن كل عصابته من اللصوص والخونة .
يقول العظيم أبو الطيب المتنبي :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عُداته وأصبح في ليل من الشك مُظلم
طريد المرجعية مختار العصر مريض بمرض اسمه حب السلطة وهو يعلم أنها بعيدة عنه بعد السماء عن الأرض ويحاول جاهدا أن يتشبث بآمال عودته إلى كرسي الحكم بأي طريقة حتى لو تطلب الأمر منه إحراق البلاد وقتل العباد وجر البلاد إلى حرب طائفية تحرق الشيعة قبل السنة . الرجل طائفي بامتياز وقاد البلاد ثمان سنوات بهذه العقلية التي كان نتاجها داعش الذي استباح الدماء والأعراض ، وسقطت المحافظات العراقية التي كانت تحوي قوات الجيش والشرطة الخاضعة لسيطرة وإدارة المالكي ، وهو باعتباره القائد العام للقوات المسلحة يتحمل المسئولية الكاملة عن سقوط الأرض العراقية بيد داعش .
بتصريحه الأخير يتكشف لنا إن المختار الطريد يرفض التغيير الذي حدث في العراق بتولي العبادي مسئولية الوزارة وانه لازال يعيش أوهام كرسي الحكم ، وكل من يرفض التغيير مآله الاضمحلال حيث أن المؤسسات الوحيدة التي ترفض التغيير هي المقابر .
يحاول المالكي بتصريحه الأخير أن يلقي اللوم على سنة العراق لينجو من الملامة هو وعصابته من الفاسدين متناسيا أن داعش عبارة عن مجموعة ( زعاطيط ) من شُذاذ الآفاق وإنهم قد احتلوا الأرض العراقية والحقوا الهزيمة بجيش صرفت الحكومة عليه مليارات الدولارات بقيادة رجالات المالكي والمالكي فقط ، فكيف تريد من المدنيين أن يقاتلوا داعش وجيشك الذي تعداده مئات الآلاف ومسلح بأحدث الأسلحة ينهزم ( بهورنات ورماشات السيارات ) ( لو يستحون كان انتحروا لأنهم انهزموا أمام هورنات مجموعة زعاطيط )،كما إن مسئولية توفير الأمن تقع على عاتق الدولة بالدرجة الأساس وليس على عاتق المواطن البسيط العاجز ، وهو بتصريحه هذا يحاول أن يستثمر حالة العار والخزي الذي مر به الجيش الذي كان هو قائده ، ويحاول أن يكون قائدا للحشد الشعبي كخطوة أولى لأستعادة كرسي السلطة الذي فقده لصالح العبادي .
صار لزاما على المنظومة الحكومية بكل أشكالها أن تضع حد لهذا الهراء الطائفي الذي ينتهجه بعض الساسة الذين دمروا البلاد واستباحوا دماء وأموال العباد فالدماء المسفوكة في العراق بقدر نهر دجلة والفرات والأموال المنهوبة بقيادة عصابة حزب الدعوة بقدر جبال العراق ، والمشكلة انه ولحد اللحظة تبقى هذه الأصوات النشاز تصدح بين الحين والأخر بالكراهية وتنفث سمومها لقتل المزيد من أبناء الشعب العراقي المسكين الذي ابتُلي بهؤلاء ( السرسرية ) .
المعركة مع إرهاب داعش هي معركة عقول بالدرجة الأولى ومعارك العقول تحتاج إلى عقول و ( فاقد الشيء لا يعطيه ) ، ويقول المثل الصيني ( لا يخرج من كيس الفحم طحين ابيض ) لذلك صار لِزاما أن يتم إسكات الأصوات النشاز التي تعتمد الطائفية كدستور عمل ، لان هذه الأصوات ضيعت البلاد وإذا استمرت فإن داعش سينمو ويتمدد ويبدو أن هذا الذي تريده هذه الأصوات النشاز .
نتمنى على المختار الطريد أن يستوعب أن تصريحاته الأخيرة ليست أكثر من(((( فقاعة )))) ( وهالمرة صدك فقاعة مو جذب ) .